مرحلة الطفولة المبكرة هامة جدا حيث تتشكل شخصية الطفل / pexels

دور الأسرة في وقاية الطفل من الاضطرابات النفسية

الأسرة لا تزال اقوى سلاح يستخدمه المجتمع في عملية التطبيع الاجتماعي، لما للتربية من اثر عميق وخطير في تشكيل الشخصيات خاصة خلال مرحلة الطفولة المبكرة، لان الطفل في سنواته الأولى يكون سهل التأثر وسهل التشكل وشديد التقبل للإيحاء والتعلم في حاجة دائمة الى من يعوله ويرعى حاجاته العضوية والنفسية المختلفة.

وتدل الدراسات أن البيوت التي تحتفظ بتوازن جميل بين القيد والحرية والقائمة على الثقة والاحترام والود هي البيوت التي يتخرج منها الاصحاء الأسوياء من الراشدين، وان البيوت التي تبث في نفوس أطفالها عواطف النقمة القائمة على الرعب والغيظ هي التي تخرج للحياة قوافل المنحرفين والجانحين.

بالإضافة الى أن مركز الطفل في الأسرة يؤثر في نشأته، فقد يشغل الطفل مركزة يجعله الاثير المفضل ويظفر بكثير من الامتيازات، فهنالك الطفل الأول، والطفل الوحيد، والطفل الأوسط، والطفل الأصغر، وهنالك الذكر بعد عدة اناث والانثى بعد عدة ذكور، والطفل الذي يولد بعد عدة وفيات، او بعد فترة طويلة من عدم الانجاب، لكل من هذه العوامل تأثيرها في شخصية الطفل، ولكن الأمر كله مرهون بموقف الوالدين وكيفية تعاملهم والجو العام ودرجة الوعي وخبراتهما في التربية لذلك يتعين علينا ان نحب طفلنا بما فيه من عيوب ونفهمه، ومعرفة الطفل تتضمن عدة اشياء منها:

۱- معرفة دوافعه وحاجاته الأساسية.
۲- معرفة طريقة تفكيره الخاصة ونظرته الخاصة الينا والى العالم المحيط به.
۳- اهمية مرحلة الطفولة وما تنطوي عليها من خطورة في حياة الفرد وتشكيل مصيره النفسي من حيث العمل على غرس القيم الدينية في اطفالنا ومعالجة ما قد يبدو عليهم من مشاكل سلوكية كنوبات الغضب، او السرقة، او النزوع إلى التمارض كلما صادف الطفل موقفا صعبا، او اسرافه في التبرير كلما سئل عن ذنب .
4- مراقبة الطفل دائما وخاصة عندما تكون لديه علامات تأزم نفسی شديد بشكل اسرافه في الانطواء على نفسه وما قد يصاحب ذلك من خجل شديد وعزوف عن اللعب مع غيره.


وفي النهاية نشير الى ان للاباء والامهات مهمة مزدوجة في التربية وهي الموازنة بين القسوة والكفاح في الحياة وحسن معاملة الناس وعدم التذبذب في المعاملة ما بين الشدة واللين لانه يؤدي الى النهاية إلى الحيرة والقلق وليس هنالك افضل من المعاملة التي يدعو اليها الإسلام وهي الاعتدال في الامور كلها، فلنتق الله عز وجل في اطفالنا ولنغرس فيهم مبادىء الخير التي تكسبهم الشخصية السوية القوية.

رنا البسطامي
تربية خاصة / الجامعة الاردنية

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

طرق التربية بين الماضي والحاضر

لطالما كانت التربية أحد الأسس الرئيسية لتشكيل شخصية الإنسان وتطوير المجتمع. ومع تغير الزمن، شهدت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *