بينت دراسة استمرت 30 عاما وهي الأولى من نوعها أن الأشخاص السعداء في حياتهم يعيشون حياة أطول وأن احتمالات وفاة التعساء من كل الأعمار في نهاية الدراسة تزيد بنسبة 14 في المائة بالمقارنة مع أصحاب المزاج الرائق عموما.
وبصرف النظر عن الدخل أو الصحة أو ما إذا كان الشخص متزوجا أولا فالأرجح ان يبقى من وصفوا أنفسهم بأنهم سعداء، في بداية الدراسة بعد وفاة الأشخاص الذين قالوا انهم ليسوا سعداء.
كما أن احتمالات وفاة التعساء في أي وقت وليس في نهاية الدراسة تزيد بنسبة 6 في المائة بالمقارنة مع من قالوا انهم سعداء، بحسب الدراسة التي شملت 30 ألف شخص بالغ من الجنسين، كما أفادت صحيفة الديلي ميل.
وطرح العلماء من جامعة نورث كارولاينا الأميركية على رجال ونساء قبل 30 سنة أسئلة بينها «كيف تصف وضعك عموما. هل أنت سعيد جدا أو سعيد الى حد معقول او غير سعيد.
ثم اطلع الباحثون على القاعدة البيانية لسجل الوفيات لإقامة علاقة بين الاجابات واحتمالات الوفاة خلال العقود الثلاثة لأمد الدراسة.
وقال الباحثون ان من التفسيرات الممكنة لدور السعادة في إطالة العمر ان الأشخاص السعداء أقدر على التعامل مع الضغوط النفسية ولديهم شبكة واسعة من الأصدقاء .
وقال فريق العلماء ان الاقتصاديين يهتمون بالأمن الاقتصادي وعلماء الجريمة بالسلامة ومنع العنف ودعاة الصحة العامة بالسلوك غير الصحي ولكننا ننسى متغيرا مهما إذا اغفلنا السعادة.
وأوضح العلماء ان المداخيل العالية ومناطق السكن الآمنة من الجريمة وبرامج الصحة العامة المتطورة قد توفر الأمن والسلامة وتحد من الأمراض ولكنها ليست بالضرورة تأتي بالسعادة. ولاحظ العلماء انه بالإضافة الى تحسين مستوى معيشة السكان ماديا وتوفير العناية الصحية والسلوك الصحي يجب على صانعي السياسة ان يفكروا في طرق لجعل السكان سعداء ، مثل تعزيز روح التواصل بين الفرد والجماعة ومشاريع تجميل المدن ومساعدة الأشخاص على التعامل مع الضغط النفسي والاسترخاء وتشجيعا الاواصر الاجتماعية الايجابية والقوية بين الأصدقاء والأحياء والعائلات بمن في ذلك الأزواج. وأعلن العلماء ان السعادة يمكن ان تفتح طريقا الى حياة أمتع وأطول.