لإعداد بحث علمي لا بد من اتباع خطوات دقيقة ومحددة، ويمكن توضيحها في الخطوات التالية وهي:
أولاً : اختيار موضوع البحث .
ثانياً : أعداد خطة البحث .
ثالثاً : جمع المصادر والمراجع .
رابعاً : جمع المادة العلمية .
خامساً : صياغة وتوثيق البحث .
سادساً : فهرسة المراجع .
الخطوة الأولى . اختيار موضوع البحث :
وهي أهم خطوات البحث وكذلك أصعبها نظراً لأهميتها , واختيار الموضوع يكون بإحدى طريقتين :
الأولى : اختيار الموضوع من قبل الباحث .وهي الأسلم والأمثل , لأن الباحث هو الذي سيتولى مهام بحثه وهو المتصرف فيه , وهو يختار الموضوع بناء على ميوله ورغباته وقدراته وإمكانياته , ويحسن التفكير في اختيار الموضوع منذ الدخول في الدراسة الجامعية .
الثانية : اختيار الموضوع من قبل الأستاذ المشرف .
ويضطر إليه في الغالب من لم يتمكن من اختيار الموضوع أثناء الدراسة الجامعية أو بعدها , وهذه الطريقة قذ تكون أولى إذ يتوافر لدى المشرف موضوعات مهمة تصلح للكتابة فيها .
أما شروط اختيار موضوع البحث فهي:
أولاً – الجدة والابتكار : فلا يختار موضوعاً قد بحث فيه أو سجل به من قبل , لكي لا تعم ظواهر الاتكال والسرقة الأدبية والعلمية .
والمدة الدنيا لتقديم الرسالة سنتان , والقصوى أربع سنوات , ويجوز تمديدها في حالة وجود أعذار مقبولة لدى الجهات المعنية .
ثانياً – الرغبة : فلا بد أن يكون الموضوع مما يرغب فيه الباحث رغبة تحثه على البحث الجد والإبداع المفيد وتأصيل الشخصية, ولذا يجب على الطالب أن يسأل نفسه قبل اختيار الموضوع الأسئلة الآتية :
1 – هل أحب موضوعي وهل أميل إليه؟ وهل هو مشوق بما فيه الكفاية ؟
2 – هل في طاقتي أن أقوم بهذا العمل ؟
3 – هل من الممكن إعداد رسالة عن هذا الموضوع ؟
4 – هل يستحق ما يبذل فيه من جهد, ذهنياً أو جسدياً أو مادياً ؟
5 – هل من الممكن إعداد البحث خلال المدة المحددة له ؟
6 – هل من الممكن تغطية البحث التغطية الكاملة ؟ وهل من الممكن إيجاد المادة الكافية ؟
ثالثاً – الدقة والوضوح :
فيجب أن يكون الموضوع دقيقاً في تناوله للأفكار وواضحاً في معناه, والأعلى المراد لا لبس فيه ولا غموض .
رابعاً – التحديد اللفظي , حيث لا يكون طويلا مملاً ولا قصيراً فحلاً .
خامساً – المصادر والمراجع : فيجب التأكد من توفر مصادره حتى لا يذهب وقته وجهده عبثاً, وقد يضطره الوضع إلى تغيير الموضوع بعد قضاء وقت وجهد طويلين .
الخطوة الثانية : إعداد خطة البحث :
( 1 ) عنوان البحث :
وهو أكثر تحديداً من الموضوع , وقد يكون العنوان هو الموضوع نفسه , ويشترط فيه أيضاً :
( أ ) الجدة والابتكار . ( ب ) الدقة والوضوح . ( ج ) التحديد اللفظي .
( 2 ) مقدمة البحث :
وتشمل عناصر عديدة :
( أ ) التعريف بالبحث : بحيث يأتي الباحث فيه بتعريف واف موجز بموضوع البحث والمشكلات التي يثيرها.
( ب ) غرض البحث : أي الهدف الرئيسي والدوافع التي تكمن من وراء إعداده .
( ج ) الدراسات السابقة وعلاقتها الوثيقة والنفع الذي تقدمه للبحث .
( د ) منهج الدراسة : وتشمل الخطوات والطرق والأساليب المعنوية والمادية المستخدمة .
( هـ ) أهمية البحث : يذكر فيها الأسباب والمبررات التي تستند إليها أهمية البحث .
( و ) الشكر والثناء : لجميع الجهات والأشخاص المادية والمعنوية التي ساهمت في إعداد البحث.
( 3 ) الأبواب والفصول وعناوينها :
ينقسم البحث إلى أبواب ثم إلى فصول, ثم مباحث ثم مطالب ثم فروع ثم بنود , ولا بد من ذكر عنوان أو تعريف لكل باب وفصل, وتحديد عدد الأبواب والفصول أمر متروك للباحث يحدده تبعاً لموضوعه , وليس من الضروري التماثل بين أعداد الفصول , وإنما يجب التناسق والترابط بين عناوين الأبواب والفصول وبين عنوان البحث الرئيسي.
4 – الخاتمة
يذكر فيها الباحث خلاصة سريعة للبحث , وكذلك النتائج والأفكار الرئيسية المستخلصة أو التي توصل إليها في بحثه . وكذلك الآراء التي أبداها أثناء كتابته . تلك الآراء التي تترسخ فيها شخصية الباحث ومركزه العلمي .
تعديل خطة البحث :
وهو أمر لا بأس به عند الضرورة , لأن الخطة الأولى هي خطة مبدئية مرتجلة تخمينية , وغالبا ما يجد الباحث ما يخالفها أو يتناقض مع عناصرها وأفكارها , أو يتطلب تقديما أو تأخيرا وما إلى ذلك . ولكن يشترط في التعديل أن لا يمس بجوهر الموضوع . وغالبا ما يكون التعديل في شكل استبدال عناوين بأخرى , أو نقل وإعادة ترتيب العناوين بين الأبواب والفصول .
الخطوة الثالثة – جمع المصادر والمراجع :
ويمكننا تأصيل هذه الخطوة ضمن الأمور التالية :
جمع المصادر والمراجع المتعلقة بالبحث والتي تخدم موضوعه .
جمع المصادر والمراجع المتعلقة بالاقتناء المادي أو التدوين .
اقتناء المصادر والمراجع القديمة , والتي تزخر بالمعلومات الوفيرة والحقائق الغزيرة .
اقتناء المصادر الحديثة , حيث يجد فيها الباحث مبتغاه من العلوم الحديثة والنظريات المستجدة .
التعرف على المخطوطات المتعلقة بموضوع البحث .
الاطلاع على الدوريات كالمجلات والنشرات والجرائد … الخ .
الاطلاع على الوثائق الرسمية .
الاطلاع على أمهات المراجع والمصادر حتى ولو لم تتعلق بالبحث .
الاطلاع على المصادر والمراجع الأولية الأصلية .
الاطلاع على المصادر الثانوية .
وينبغي ألا يغفل الباحث عن الجمع بين المصادر الأصلية والثانوية والقديمة والحديثة , فإنّ هذا التنوع في المصادر يساعده كثيرا في تكوين الرؤيا الواسعة والواضحة للموضوع , ومن ثم تنوع المعالجة في الكتابة والشرح .
الخطوة الرابعة – جمع المادة العلمية :
وهي أهم خطوات إعداد البحث , ويتم جمع المادة العلمية بخمسة أشكال :
أولا – القراءة .
ثانيا – المناقشة والاستبيان .
ثالثا – التدوين .
رابعا – الاقتباس .
خامسا – الملاحظة والتجربة .
أولا – القراءة :
وهي من لا يتقنه الجميع , ولها أسلوبها وذوقها , وخطواتها ومراحلها , حيث تبدأ القراءة بالاطلاع السريع على فهارس المراجع العامة , ثم على فهارس الكتب الخاصة ذات العلاقة الوثيقة بالبحث , ثم تأتي مرحلة التعمق والتبحر في الجزئيات والقراءة الشاملة للمراجع الأصلية والثانوية والقديمة والحديثة .
وينبغي للباحث أن ينظم أوقاته للقراءة والاطلاع مراعيا لظروفه الصحية ولقواه الذهنية والجسمية , بحيث لا يكون الأمر فوضى , كذلك عليه أن يختار المكان المناسب البعيد عن الضوضاء والمشتقات .
ثانيا – المناقشة والاستبيان :
وذلك عن طريق سماع ومناقشة أهل العلم المختصين , إما مباشرة , وهو ما يسمى بالاستبيان الشفهي , وإما بمراسلتهم كتابيا وهو ما يسمى بالاستبيان الكتابي , وطريقة الاستبيان الشفهي أولى وأنفع من طريقة الاستبيان الكتابي وهو أمر لا يخفى على أحد .
ثالثا – التدوين :
بعد جمع المصادر والمراجع والتعرف عليها يقوم الباحث بتدوين الموضوعات المتعلقة بالبحث إما بالكتابة أو التصوير , وذلك إما بالنقل الحرفي أو الاختصار أو التلخيص .
ويتم تدوين المعلومات إما على البطاقات المختصة بهذا الغرض أو في الدوسيهات , ففي حالة التدوين على البطاقات تقسم البطاقات إلى مجموعات حسب عدد الأبواب , وكل مجموعة يدون فيها المعلومات الخاصة بالباب الذي يتبعها , وفي أعلى أحد جوانب البطاقة تكتب المعلومات التالية :
اسم المؤلف كاملا
عنوان الكتاب كاملا
بيان النشر – الناشر , والمكان , وتاريخ النشر
بيان الأجزاء , والمجلدات , والصفحة
وكما قرأ الباحث موضوعا ذا علاقة بالبحث دونه في إحدى بطاقات الباب الذي تتبعه , وبعد الفراغ من عملية البحث والتدوين يوزع بطاقات الباب الواحد على فصوله , وكذلك بالنسبة للتدوين في الدوسيهات يكتب في الصفحة الأولى من مجموعة أوراق الباب الواحد نفس البيانات التي تكتب على البطاقة .
وبعدما يفرغ الباحث من جمع وتدوين المعلومات في البطاقات أو في الدوسيه يقوم بفرزها ويكتفي بالمطلوب منها وما لهو علاقة وثيقة بموضوع البحث ويوزعها على الأبواب والفصول .
المفاضلة بين نظام البطاقات ونظام الدوسيهات :
اختلف الباحثون في التفضيل بين النظامين ، وذهب إلى القول بكل واحد منهما جمع منهم، ولكل وجهة نظره ، إلا أنه قد فضل نظام الدوسيهات على نظام البطاقات لما فيه من يسر وسهولة التعامل مع الأوراق ، ولما فيه ضمان أكثر ومحافظة أفضل للأوراق من البطاقة، ولقلة التكلفة المالية فيه.
رابعاً _ الاقتباس :
وقد سبق تعريفه وبيان أشكاله وشروطه وقواعده في الصفحات السابقة .
خامساً _ الملاحظة والتجربة :
وتعني الملاحظة التبحر والغوص في الحقائق توصلاً إلى المعاني البعيدة والعميقة , وهذا يساعد في تنمية مواهب الباحث الفكرية , واستعداداته الذهنية الخلاقة , والتي يمكن لاستخدامها في الكشف عن حقائق أخرى جديدة تفيد في البحث .
أما التجربة فهي الخبرات التي يكتسبها الباحث بملاحظاته واطلاعاته . وميدان الملاحظة والتجربة هي العلوم التطبيقية , كالفلك والكيمياء , والطب والصيدلية والهندسة والفيزياء , وأسلوب الملاحظة والتجربة له تطبيقاته وآثاره في كثير من العلوم وعند كثير من العلماء , مثل النظام وابن سيناء والمقريزي وغيرهم .
وتؤيد تقريراتهم وعباراتهم أن أسلوب الملاحظة والتجربة لا بد منه لخلق الملكة الذهنية العلمية , والقدرة على التبحر والغوص في الأفكار والمعاني .
الخطوة الخامسة – صياغة وتوثيق البحث :
أي كتابة البحث بصورته النهائية بأسلوب ذاتي وتعبير شخصي , وذلك بعد استيعاب المادة المجموعة وهضمها جيدا , ومع مراعاة قواعد وإجراءات صياغة البحث مثل جمال الأسلوب وسلاسته , واستخدام اللغة العربية الفصحى , والدقة في التعبير , وتجنب التكرار المعيب , والتقليل من اقتباس المشهور من الأمثال والأقوال والآراء , وتجنب المبالغة والشدة في نقد الآخرين , والالتزام بالموضوعية , وتجنب الجدال العقيم الذي لا فائدة منه . كل ذلك مع محاولة إبراز شخصية الطالب واستقلاليته في الصياغة , وقدرته على الكتابة , وتمكنه من المادة .
الخطوة السادسة – فهرسة المراجع :
وتعني توثيق المراجع التي استفاد منها الباحث في إعداد بحثه , وله طريقتان :
الأولى : كتابة المراجع في نهاية كل باب أو فصل .
ثانيا : كتابة المراجع كلها في نهاية الرسالة أو البحث .
ولا شك أن الطريقة الثانية أولى وأسلم من الطريقة الأولى لما تتميز بسهولة الرجوع إلى المراجع المجموعة في مكان واحد .
قواعد توثيق المراجع :
ترتب المراجع حسب الحروف الأبجدية إما بدءا باسم المؤلف أو بعنوان الكتاب , فيكتب:
اسم المؤلف , وبعده نقطتان ( : )
عنوان الكتاب , وبعده شرطة ( – )
رقم الطبعة , وبعدها شرطة ( – )
الناشر , وبعدها شرطة ( – )
سنة النشر , وبعدها فاصلة ( , )
أما إذا كان المرجع مقالا في إحدى الدوريات فيكتب اسم الدورية : كمجلة كذا , ويبرزه إما بوضع خط تحته أو بكتابته بخط واضح أو أسود , ويكتب اسم المقال بين قوسين , ثم تكتب المعلومات الأخرى للدورية شأنها شأن الكتاب .
التذييل بالحاشية :
وهي أيضا خطوة توثيقية يقوم بها الباحث في حالات مثل تخريج الآيات القرآنية والأحاديث النبوية , أو ذكر المرجع في حالة النقل الحرفي , وشرح الأفكار المجملة أو الغامضة , وكذا شرح المصطلحات العلمية , وترجمة الأعلام الواردة في البحث , إلى غير ذلك من الأحوال المقتضية لذلك.
الاختصارات :
هناك مصطلحات وتعبيرات يكثر ورودها في البحث , وقد اتفق على اختصارها واستعمال رمز خاص مكانها , فعلى الباحث أن لا يستخدم منها إلا ما جرى العرف على قبوله واستخدامه .
ومن أمثلة الاختصارات :
صحيح البخاري = خ
صحيح مسلم = م
الدارقطني = قط
انتهى = ا هـ
جزء = ج
صفحة = ص
بحث شامل عن خطوات اعداد وكتابة البحث العلمي
اشكر موفعكم على المواضيع القيمة والممتازة افادي كثيرا موضوع اعداد البحث الغلمي
اشكر كتاب الموقع على المقالات الرائعة جدا
شكراً جزيلاً لكم