جدري الماء من أمراض الطفولة المعدية

قد تفاجأ الأسرة، في يوم ما، بظهور طفح جلدي عبارة عن بقع حمراء اللون تنتشر في كل مكان من جسد طفلها الصغير وتملأه من رأسه حتى قدميه، والتي تعرف باسم جدري الماء.

تكون في البداية على شكل حبيبات صغيرة جداً مليئة بسائل شفاف ثم بعد ذلك تنفجر وتجف وتكون قشرة جافة، ويصاحب ذلك حكة شديدة.

هذا يعني أن الطفل أصيب بأحد أمراض الطفولة المعدية وهو مرض “جدري الماء”، الذي يثير الرعب والخوف عند الأم بالذات، خاصة إذا كان طفلها هذا في مرحلة الدراسة، وأصيب بالعدوى في أثناء الأيام الدراسية عموماً.

كيف انتقلت العدوى إلى الطفل رغم حرص والديه الشديد في رعايته؟ وهل يمكنه الذهاب الى المدرسة؟

لا شك أنها أسئلة محيرة تواجه الوالدين وبالذات كل أم يعاني أحد أبنائها من أي مرض معدٍ عند بداية الدراسة أو حتى أثناءها.

معلومات أساسية

مرض جدري الماء أو (العنقز) من أكثر الأمراض الفيروسية شيوعاً بين الأطفال تحت سن العاشرة، ويتعرض أكثر من 95% منهم للعدوى بهذا المرض في مرحلة الطفولة.

ويسبب المرض فيروس شديد العدوى ينتقل من شخص لآخر عن طريق الإفرازات التنفسية أو عن طريق الاتصال المباشر بالحبيبات الجلدية، يسمى«فيروس فارسيلا VARICELLA ».

وعلى كل أم أو مربية أن تلم جيدا بطرق العدوى المرضية عند الأطفال في سن المدرسة، وهناك طرقا أساسية للعدوى، أهمها:

– الأكل والشرب الملوث، مثل النزلات المعوية والتهاب الكبد الوبائي A .
– التنفس مثل الإنفلونزا أو العدوى بالفيروسات والبكتيريا العصوية.
– الاحتكاك بجسم المريض، مثل جدري الماء والقمل.
– عن طريق التعرض للدم الملوث أو غيره من إفرازات الجسم الملوثة، مثل التهاب الكبد الوبائي B .

وقاية الأطفال

وللوقاية من الأمراض المعدية عند الأطفال يجب أولا التأكد من إتمام جميع التطعيمات الأساسية لكل طالب قبل دخول المدرسة، ثم تطبيق الإرشادات التالية:

– غسل اليدين، فهو من أهم طرق الوقاية على الإطلاق قبل الأكل وبعد اللعب وعند التعرض لأي تلوث.
– التأكد من نظافة الطعام والشراب قبل تناوله والتأكد من طرق حفظه وتقديمه.
– تغطية الجروح المفتوحة الملتهبة حتى لا تتعرض للأذى وحتى لا يتعرض الآخرون للعدوى.
– أن يكون لكل طالب وطالبة أدوات الأكل والشرب الخاصة بهما وألا يشترك أي منهما في هذه الأدوات مع بعضهما أو مع الآخرين حرصاً على سلامة الجميع.
– يجب إخطار المدرسة في حالة تعرض الطفل لأي مرض معد حتى تتمكن من اتخاذ الإجراءات اللازمة وإخطار بقية أولياء الأمور.

ويبقى هناك سؤال آخر أكثر حيرة عند الوالدين، متى يجب أن يبقى الطفل في المنزل؟
ومتى يستطيع العودة إلى المدرسة؟

عناية منزلية

هناك حالات يجب أن يبقى فيها الطفل في منزله ليلقى الرعاية التامة أولا ومن ثم يتماثل للشفاء سريعا، وهناك هدف آخر وهو الحرص على عدم انتقال العدوى للآخرين من الأطفال، مثل:

السخونة الشديدة وعدم القدرة على الحركة وانعدام النشاط، وظهور طفح جلدي مفاجئ مع السخونة حتى يتم عرضه على الطبيب لمعرفة التشخيص وتحديد المرض الذي يعاني منه الطفل تماماً.

كذلك ظهور إسهال مصحوب بالدم أو المخاط في البراز، والنزلات المعوية مثل لتفوئيد وغيرها، والتقيؤ المستمر المصحوب بالجفاف.

كما ينبغي منع الأطفال من الذهاب إلى المدرسة عند حدوث التهاب الكبد الوبائي نوع A حتى يتم علاجه، والتهابات العيون حتى يتم الفحص والعلاج، والتهابات الجلد حتى يتم علاجها.

وبالنسبة إلى جدري الماء يجب منعهم حتى تجف جميع الحبوب الحمراء أو مرور ستة أيام تقريباً من بداية الطفح.

وفي حالة الحصبة حتى تمر ستة أيام من بداية الطفح، والنكاف حتى تمر تسعة أيام من التهاب الغدة النكافية.

وأخيرا، فمن حسن الحظ أن مريض جدري الماء يتماثل للشفاء عادة من دون معالجة، وأن الإنسان يصاب بهذا المرض مرة واحدة في العمر، وحيث أنه مرض شديد العدوى، فيجب أن يبقى الطفل المصاب في البيت إلى أن تختفي الأعراض.

إن لقاح جدري الماء عامل رئيس في الوقاية، ويُعطى عادة بين أعمار 12 إلى 15 شهرا.

وقد أوصى مكتب مراكز مكافحة ومنع الأمراض (سي دي سي) الأمريكي بأتلنتا بإعطاء جرعة منشطة من اللقاح عند عمر 4 – 6 سنوات لمزيد من الحماية.

كما يوصي (سي دي سي) الذين بلغوا عمر 13 سنة وأكبر سنّا، ولم يصابوا بجدري الماء أو لم يسبق أخذهم للقاح جدري الماء، أن يتم تطعيمهم بجرعتين من اللقاح يفصل بينهما على الأقل 28 يوما.

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

زيت الزيتون وفوائده الصحية ودوره في حماية القلب ومكافحة الأمراض

يُعدُّ زيت الزيتون من أبرز المكونات الغذائية التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط، ويحتل مكانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *