يتناول المقال التالي للكاتب خالد عبد الرحمن أهمية تعزيز الذات ومحاربة الأفكار السلبية التي تهدم جسم الانسان وتلحق به الضرر البليغ ، حيث تقوده الى الاكتئاب والحزن مما ينعكس على الحالة الجسدية للإنسان.
يقول الكاتب في مقاله أنه كثيرا منا بل يكاد لا يخلو أحد من أفكار سلبية وتوجسات هدامة واكتئاب مقيت ومنه ما يجد طريقه بسهوله فيتمكن منك ويتغلب عليك وللأسف ومنه ما يمكث ساعة او ساعات او ايام ولكن ماذا لو زاد وطفح الكيل , ان الاكتئاب والأفكار السلبية وللأسف تغذي نفسها فما ان تجمع أفكارا سلبية الا وعقلك الباطن يعطيك شعور الخوف والهلع والقلق فما الطريق إلى الخلاص وكيف ؟
لابد وان نعلم قبل كل شيء أن عقلك الباطن لن يعطيك الا ما حقنته فيه وما زودته به فان أعطيته وردا فسيعطيك ألواناوروائح طيبه وأما ان بخلت عليه وتركته لكل من هب ودب فهو صحراء قاحلة مليئة بالأشواك ولن تجني سوي الأشواك والمتاعب كذلك هي المشاعر والأفكار السلبية فهي العامل الأول مرض أعاذنا الله وإياكم منه , فلا علاج مهما غلا وعلا وكانت نتائجه أفضل من إعادة برمجة عقلك والسيطرة عليه كي يكون ايجابيا وينخرط في دائرة العمل والثقة بالنفس والشعور بالذات فلا تحمل الشي اكثر مما يحتمل ولا تزيد الطين بله ولا تكن كمن يخرب بيته بنفسه فما الحزن مهما كان الا حادثة عابرة وحتما زائلة ولا تدع القلق والخوف يتحول هلعا ورهابا بجميع أنواعه فما القلق والخوف إلاإنيوفترة ستمر حتما ولكن لكل ذلك مفاتيح وايما مفاتيح أهمها التوكل على الله والثقة بالنفس والأخذبالأسباب والحديث مع الأصدقاء ومصارحة النفس وغيرها الكثير فعلا سبيل المثال لا الحصر التوكل على الله بحق يجعلك تتخلص من المخاوف والقلق والهلع والأفكار السلبية والخوف من المستقبل ويعالج أمراض لا حصر لها وهو بطاقة الفوز في الدنيا والاخره فهو يمددك بطاقة إيمانيةعجيبة ويؤسس لمشوار لا ينتهي من الثقة بالنفس والشعور بالذات والإيمانبأنك قادر على فعل المستحيل وتحدي الصعاب ومواجه كل المواقف مهما كانت ومهما ستكون وهو بوابة السيطرة والتحكم في المشاعر والأحاسيس .
عزيزي القاري إذا ما واجهت مثل هذه المشاكل والصعوبات فلا بد أن تتغلب على تلك الملفات السلبية المخزنة في ذاكرتك وعقلك اللاواعي ولكن كيف؟
التغلب عليها يتم بنفس طريقة حدوثها ولكن بطريقة عكسية فالموقف السلبي تراه يسبب لك اختلال وسرعة في عملية التنفس كما يؤثر على تعابير وجهك ونبرات صوتك وطريقة حركتك وهذا تماما ما يجب أن تعكسه وكي تتفادى أي موقف مثل المواقف السابقة فلابد وأن تبدأ بأخذ شهيق عميق ثم زفير سريع وهكذا ثلاث مرات متتالية ثم تخيل أو استحضر أي موقف ايجابي وسعيد مررت به في الماضي , أغمض عينيك وتخيل نفسك تعيش تفاصيله تماما سوف تشعر بالنشوة والسعادة الآن , ثم عد إلى موقفك الأليم وتخيل أنك تصرفت كما تحب وكما ترضى بأسلوب جيد ومرضي وان القوم أعجبوا بك وبقدراتك , تخيل نفس الموقف وكأنك في المستقبل وقد أديت موقفك السابق مرة أخرى ولكن بطريقة ناجحة ورائعة وهكذا يكون الموقف الذي تخيلته وكررته في المستقبل قد تم تخزينه في ملف ايجابي والآن بقدر ما تكون الصورة ايجابية والإدراك لهذا الموقف جيد وتأخذ الموقف القديم كما لو أنه كبوة وهفوة وأن المواقف التي عشتها هي المواقف السليمة والصحيحة وعليك الآن بالتدرب على الموقف أكثر من مرة كي يصبح عادة فلا مانع أن تتذكر ولوحدك وفي بيتك سؤال المدرس أيا كان وتجيب عليه وبنبرة عالية وهكذا ستركز على الموقف الايجابي ويتقوي الملف الايجابي المخزن في الذاكرة ومع تكرار الموقف والتعامل الايجابي بتعزز الملف الايجابي في الذاكرة ويتلاشى الملف السلبي وبهذا تكون قد غيرت من أحاسيسك السلبية واستبدلتها بأحاسيس ايجابية .
وعودة على بدء فالمشاعر والأحاسيس , كنز العقل الباطن , جوهر مكنون له أسراره ومدلولاته , من خلاله يفجر العقل الباطن طاقاته الكامنة ويخط أجمل وأروع إبداعاته , عالم الأسرار والألغاز ,ولكن كيف يمكننا السيطرة على العواطف والتحكم بالمشاعر كي لا ننزلق نحو الهاوية ونترك الأمور تقاد بالميول والرغبات فقط؟