تعريف الذكاء الوجداني أو الذكاء العاطفي ومهاراته

م. أمجد قاسم

آفاق علمية وتربوية – تتعدد أشكال الذكاء عند الإنسان، وقد استطاع علماء التربية والنفس أن يتوصلوا إلى أشكال وأنواع كثيرة من الذكاءات التي يتمتع بها الإنسان، ولعل من أهم تلك الأنواع من الذكاء، الذكاء العاطفي أو الذكاء الوجداني، فمع مزيد من الأبحاث في علم النفس وعلم التربية، وتقدم المعارف البشرية، تم التوصل إلى أن على المدربين والتربيين أن يهتموا وبشكل خاص بهذا النوع من الذكاء، حيث كان الاعتقاد سابقا بأن ما يجب الاهتمام به هو الذكاء المنطقي أو الذكاء الرياضي، ويؤكد المختصون أن الذكاء العاطفي أو الذكاء الوجداني على جانب كبير من الأهمية يتفوق في أهميته على كافة أشكال الذكاء الأخرى.

ما هو الذكاء العاطفي أو الذكاء الوجداني؟

يتجلى أفضل تعريف للذكاء العاطفي أو الذكاء الوجداني في أن تجعل من نفسك رقيبا عليها!!. يعني ذلك أن يصبح لديك مدرب داخلي يفحص أقوالك وردود أفعالك ويساعدك أن تكون ردود أفعالك أفضل في المرة التالية، وهذا الذكاء لا ينتقدك أو يلومك، بل يصوب من تصرفاتك وردود أفعالك وأقوالك ويشجعك على مزيد من التطوير في التعامل مع نفسك ومع الآخرين.

مهارات خاصة لتعزيز ذكاءك العاطفي أو الذكاء الوجداني

راقب نفسك والآخرين جيدا

للغة الجسد أهمية خاصة في هذا النوع من الذكاء، فالجسد يعكس خلجات النفس الداخلية، راقب ضربات قلبك وتنفسك وجفاف حلقك وتعرق يديك وخصوصا في المواقف الصعبة، كيف تتصرف؟ هل تشعر بالخوف والقلق؟ لاحظ كيف تفكر؟ هل إذا تعرضت إلى موقف ما، هل تدافع عن نفسك أم أنت تشن هجوما على الآخرين وتفند وجهات نظرهم ؟
راقب مظهرك الخارجي ، حركات يديك ، نبرة صوتك ، حركات جسدك، تعبيرات الوجه، هي تعبيرات وجهك تكون متحدية أم أنها مسترخية؟

لاحظ الآخرين بدقة، وادرس تصرفاتهم بدقة، تعرف على معزى الكلام وما يحاول غيرك نقله لك أو للآخرين من خلال الكلام غير المباشر، ركز على تعبيرات وجوه الآخرين، حركات أجسادهم ، نظرات عيونهم، هل غيرك يتفادى النظر مباشرة في عينيك؟
هذه المؤشرات والدلالات تكتسب دلالات خاصة في الذكاء الوجداني أو الذكاء العاطفي.

القدرة على تفسير الكلام والتواصل غير اللفظي بدقة

يعتمد المخ العقلاني على تفسير الأحداث بناء على بنك من المعلومات المخزنة فيه، والتي يمكنها أن تقدم تفسيرات مختلفة لعدد من السلوكيات والمواقف، ويميل المخ الوجداني إلى تقديم تفسيرات متعددة، فعل سبيل المثال في حال عدم استجابة أو رد شخص ما، فان المخ يفسر ذلك على انه رفض أو كراهية في الاستجابة ، بينما ينبغي أن ندرب أنفسنا على التفكير في إجابات أخرى وتفسيرات منطقية أخرى كأن يكون الشخص مستغرقا في التفكير العميق أو غير منتبه.

توقف عن الاندفاع في التفكير

مراجعة النفس والتوقف قليلا لتحليل المواقف يعتبر أمرا هاما للوصول إلى ردود فعل وأيضا لاتخاذ قرارات صحيحة، تعلم كيف تمنع عقلك من الاندفاع في التفكير وتعلم كيف تقيم سلوكيات وردود أفعالك.

وجه تصرفاتك بدقة وبحكمة

بعد أن تقيم بشكل متأني المواقف التي تواجهها وبعد ان تتحكم بمشاعرك بشكل متأني، يمكنك أن تتوصل إلى ردود فعل وجدانية صحيحة، ويبين الباحثون ذلك بالمعادلة التالية

حدث أو موقف + طريقة تفكير أو تفسير معتاد + أعادة توجيه التفكير = رد فعل وجداني وسلوكي أفضل

تأمل النتائج المختلفة

بعد ذلك تأمل وراجع بدقة ما اتخذته من قرارات، فالذكاء العاطفي او الذكاء الوجداني يجعلك تتأمل بدقة ردود الأفعال لدى الآخرين ، ويجعلك تقييم مدى تحسن علاقاتك، والذكاء الوجداني يحفزك على التخلي عن الأفكار القديمة التي ثبتت عدم جدواها وهو يشجعك على تبني أفكار جديدة.


كافئ نفسك واحتفل بانجازاتك

شجعك نفسك على المضي في طريق التفكير الوجداني، اصنع لنفسك نظرة جديدة نحو الحياة ، عزز مهاراتك على التواصل مع الآخرين وتمتع باللباقة والمهارات الاجتماعية، واعرف الآن أن مشاعرك وتصرفاتك لا تتم من خلال الأهواء وبشكل عشوائي، فأنت سيد الموقف وأنت من تتحكم بنفسك بشكل دقيق.

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

التربية والمجتمع.. علاقة تكاملية وركيزة أساسية لتطور الأفراد

تُعد التربية والمجتمع من المحاور الأساسية التي تُشكل هوية الإنسان وتحدد معالم تطوره. إن العلاقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *