تعريف التعليم المصغر وأهميته

اعداد: مرشد دبور

التعليم المصغر لا يتجاوز عمره منذ ولادته كفكره حتى الان نصف قرن، وهو اسلوب ناجح يمكن تطبيقه في مجالات تدريب وإعداد المعلمين قبل الخدمة وفي أثنائها، وفي اعداد المشرفين التربويين، والبحث التربوي، الذي يهدف إلى تنظیم افضل بنية للعلاقة بين سلوك المعلم وسلوك المتعلم.

والتعليم المصغر لا يقدم جميع الحلول لجميع المشكلات، ولا الاجابة عن كل التساؤلات، إلا أنه يستحق الأخذ بمبادئه، والعمل على تجربته، وتطويره في ضوء الامكانات المتوافرة .

تعريف التعليم المصغر

يعرف التعليم المصغر، بأنه اجراء تدريبي يهدف الى تبسيط التعقيدات الخاصة بعملية التدريس المنظم في وضع تدریس مختص في حجم الصف والزمن، وهو ايضا طريقة من طرق إعداد وتدريب المعلمين قبل الخدمة، وفي أثنائها، في اطار درسي بسيط في محتواه، وعدد طلابه.

ولقد عرفه «بيك وينكر» بأنه صورة مصغرة للتعليم يحدد حسب حجم الصف والزمن والمهمة والمهارة.

ويرتكز التعليم المصغر على المقومات Pro Positional الخمس التالية :

1- التعليم المصغر تعلم حقيقي بالرغم من الوضع التعليمي للمدرس، کوضع مصطنع، بمعنى أن المعلم والطلاب يعملون معا في وضع تدریبی .
2- أنه يبسط العوامل المعقدة التي تتدخل في الموقف التربوي العادي.
3- يركز على التدريب من أجل انجاز واجبات محددة، قد تكون ممارسة مهارات تعليمية أو ممارسة فنون، وأساليب تدريسية، أو السيطرة على بعض مواد المنهاج او عرض طريقة معينة في التدريس.
4- يسمح بالمراقبة المتزايدة للممارسة، وإتاحة المعالجة الماهرة لفروض وعناصر الوقت، والتلاميذ، وأساليب التغذية الراجعة (Feed Back)، واسلوب مشاهدة المعلم المشرف على الدرس، ونتيجة لذلك يمكن ادخال درجة عالية من السيطرة أو الرقابة على برنامج التدريب.
5- يعزز عنصر معرفة النتائج والتغذية الراجعة، اذ يحصل المدرس على كافة مصادر المعلومات المتصلة بسلوكه، كتابة ومشاهدة وسماعة، ويستطيع أن يحلل الدرس بمساعدة المشرف في ضوء الاهداف التي حددها لنفسه، والتفحص النقدي بأوجهه المختلفة، على أن يترجم ذلك الى افعال بعد مغادرة المتدرب الدرس، مرة اخرى بعد جلسة النقد (Critgu Session).

اذن فالتعليم المصغر هو ممارسة طبيعية ضرورية لعديد من المناشط التربوية فهو يمد المعلمين بقاعدة مأمونة لاكتساب المهارات.

اسباب انتشار التعليم المصغر

1- يساعد في تركيز الانتباه على السلوك التعليمي، وما تفعله خلال التدريب مما يجعله احد الأساسات الملائمة في بدء تحليل وظيفة المعلم.
2- انه ممكن التطبيق، وفي وسع المعلمين وطلاب الجامعات والمعاهد، الذين يعدون انفسهم للتدريس، أن يتمتعوا بالرضى والارتياح له، لأنهم يشبعون حب الاستطلاع الطبيعي، وان يشاهدوا انفسهم كما يشاهدهم الآخرون، وان مشاهدات المعادة ( Play – Back ) جذابة، كما أن ردود الفعل الأولية لها بتلوها تقدم ملحوظ في مهارة التعلیم وارتياح الى تحسن التفاعل بين المعلم والطالب.
3- لقد تم تجريب هذا الأسلوب واختباره میدانیا، كما دلت الأبحاث على أن التعليم المصغر يفيد الطلاب الذين يخططون ليصبحوا معلمين.
4- ان برامج التعليم المصغر آخذة بالتحسن والتطور، مما يؤكد فعالیته على الأمد البعيد في التدريب اثناء الخدمة وبعدها. كنتيجة لتقدم المعرفة.

نشأة وتطور التعليم المصغر:

ظهر التعليم المصغر في الولايات المتحدة منذ الخمسينيات من القرن الماضي ما يعرف بمختبرات التدريب القومية، حيث ركزت على مساعدة المعلمين في بناء كفاءاتهم من خلال ما عرف بالمساق المصغر (Mini Course).

وقد ظهر التعليم المصغر کرد فعل لتدريب المعلمين التقليدي الذي يعتمد على الأسس الفلسفية والتاريخية والنفسية للتربية من جهة وطرق التدريس الجيدة من جهة أخرى. حيث تم التركيز على المدلولات اللفظية والمجردة والغامضة.

ظهر التعليم المصغر ليسهل ممارسة عملية التدريس المعقدة وليزيد فهمنا لعملية التعليم والتعلم بطرق واساليب عملية تدريبية.

ولد التعليم المصغر في جامعة ستانفورد على يد فريق من الباحثين التربويين عام 1963 لمحاولة التغلب على المصاعب الحقيقة التي يواجهها المعلم المتدرب.

وقد نما التعليم المصغر ببطء، ولوحظ أن خريجي الجامعات كانوا ينفرون من الدراسة الجدية لعملية التعلم والتعليم المصغر المعقدة، ومعظمهم التحق بالدورات مكرها، لأن القانون فرض عليهم ذلك.

وصف لطريقة التعليم المصغر:

في قاعة الصف أربعة طلاب ومعلم، يقوم المعلم بوجود المشرف وعلى بعد اربعة امتار بمناقشة الطلاب حول ظاهرة ما، مسخدما الأسئلة، وبالتالي فإن المشرف يسجل بالصوت والصورة ما يجري داخل غرفة الصف، ويكتب بين الفينة والأخرى بعض الملاحظات على ورقة وقت الدرس، وبعد انتهاء الدرس يملأ الطلاب استبيانأ تقويما عن اسلوب المعلم، وبعدها يناقش المشرف والمعلم الدرس الذي القى عن طريق الرجوع الى الملاحظات المدونة، واجوبة الطلاب، ومشاهدة بعض المشاهد المسجلة على بالصوت والصورة.

وبعد استراحة قصيرة، يبدأ تدريب المعلم من جديد على الموقف التعليمي لكن بوجود اربعة طلاب آخرين، الى أن يمتلك المعلم المهارة التدريسية المطلوبة. ومن هنا يتبين لنا كيفية تدريب المعلم على اكتساب مهارة محددة أو تقنية تربوية معينة، وكيفية الاستفادة من مختلف المصادر التربوية (المشرف، الطلاب، التقنيات ،… )


إن مبدأ التعليم المصغر يقوم على أن المعلم المتدرب يكون قد شاهد من قبل نموذجا معينا حول وجهة نظر تعليمية، ومهارة تعليمية مثل كيفية طرح الأسئلة وتلقي الاجابات .. وقد يستغرق التدريب اسبوعا، على أن لا يتجاوز عدد الطلاب أربعة، والوقت اللازم لاكساب المهارة بين (5 – 10) دقائق. وفي كل مرة يتم نقاش بين المعلم والمشرف وإعادة الموقف التعليمي بشكل أكثر فاعلية، حتى يمتلك المعلم المهارات المطلوبة.

مصدر الصورة
pixabay.com

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

أهداف التربية أساس بناء المجتمعات وتطوير الأفراد

تُعدّ التربية إحدى الركائز الأساسية في بناء المجتمعات، حيث تسهم في تشكيل الأفراد وتنمية قدراتهم، …

تعليق واحد

  1. التعليم المصفر هو مستقبل التعليم في العالم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *