تعريفات الإشراف التربوي المختلفة

يعتبر الإشراف التربوي أحد العوامل الهامة لتطوير العمل التربوي, ومع أن بعض التربويين والباحثين لا زال يعتقد أن هذا المصطلح غير محدد الوظائف, ولا زال في مرحلة بين القيادة والإدارة والمناهج التعليمية, والتدريب, ويتميز بالغموض والعمومية وعدم وجود التعريف المناسب.

إلا أن بعض التربويين يرى أن عدم وضح مصطلح الإشراف التربوي مبالغ فيه, وأن الإشراف التربوي حقل تطبيقي من حقوق التربية.

وتعددت التعاريف لمصطلح الإشراف التربوي، فالشرف في اللغة هو العلو وشرف أي علا في دين أو دنيا, وأشرف أطلع من فوق.

ويذكر الرشيد “أن المعنى اللغوي للإشراف اشتمل على معنى الفضل والعلو والشفقة والتميز وهذه المعاني تتلاءم مع تعريفات التربويين للإشراف التربوي”.

ويذكر السديري عدداً من التعريفات للإشراف التربوي منها :

عرّف مكتب التربية لدول الخليج العربي أن الإشراف التربوي هو: “العملية التي يتم فيها تقويم وتطوير العملية التعليمية, ومتابعة كل ما يتعلق بها لتحقيق الأهداف التربوية, وهو يشمل الإشراف على جميع العمليات التي تجري في المدرسة, سواء أكانت تدريسية أم إدارية أم تتعلق بأي نوع من أنواع النشاط التربوي في المدرسة وخارجها, والعلاقات بأي نوع من أنواع النشاط التربوي في المدرسة وخارجها, والعلاقات والتفاعلات الموجودة فيما بينها”.

ويعرف جاروبا وستانلي, الإشراف التربوي أنه حالة تعليمية لكل من المدرسين ومشرفيهم, وأحياناً تعني ترك أفكار تعليمية قديمة واستبدالها بتعلم طرق جديدة للتفكير والتطبيق, وعلى المشرفين أن يتعلموا كيف يثقون برؤية المدرسين وفهمهم. وعلى المدرسين الثقة بأن المشرفين سيستخدمون المعلومات التي جمعوها لمساعدة المدرسين ومساعدة أنفسهم, وتظهر النتائج عادة بشكل أخوي وتعاوني ومحسن لعلاقة الطرفين في سبيل فهم أفضل لمجريات الأمور في الفصل الدراسي .

ويرى نشوان أن الإشراف التربوي هو “عملية تعاونية تشخيصية تحليلية علاجية مستمرة تتم من خلال التفاعل البنّاء المستمر بين المشرف, والمعلم بهدف تحسين عمليتي التعليم والتعلم” .

ووفقاً لـ “بستان وطة” فقد تطور مفهوم الإشراف التربوي “من عملية التسيير الإداري للعناصر البشرية وضبطها, إلى عملية استنفار الطاقات الفردية والجماعية واستثارة دوافع العاملين نحو الإنجاز والنجاح في عملهم, أي الانتقال من مفهوم العمل بالقسر أو العمل بالناس إلى مفهوم العمل بالإقناع والمشاركة أو العمل مع الناس”.

ويرى بامشموس وآخرون أن مفهوم الإشراف التربوي لم يعد قاصراً على قياس مدى كفاية المعلمين في العمل, بل أصبح يهدف إلى النهوض وبشتى الوسائل بالعملية التعليمية, وذلك عن طريق مساعدة المعلم وتهيئة الوسائل التي تسير له النجاح في تحقيق رسالته, ودراسة جميع العوامل المختلفة التي تسهل عملية التعليم وتحقق أهدافها”

ويرى كروفت Croft أن الإشراف التربوي هو الجهود الرامية لتنسيق النمو المستمر للمعلمين.

وتعرف وزارة التربية والتعليم في سلطنة عمان الإشراف التربوي بأنه “تلك العملية المنظمة المخططة الهادفة إلى مساعدة المديرين والمعلمين على اكتساب مهارات تنظيم تعلم الطلاب بشكل يؤدي إلى تحقيق الأهداف التعليمية والتربوية

ويعرف هارولد آدم Harold Adam الإشراف الفني بأنه “خدمة فنية تقوم على أساس من التخطيط السليم, الذي يهدف إلى تحسين عمليتي التعليم والتعلم”

أما برجز Griggs فيعرفه على أنه “تنسيق وإثارة وتوجيه نمو المعلمين لغرض إثارة وتوجيه نمو كل طفل للمشاركة الذكية في المجتمع والعالم الذي يعيش فيه .

ويرى الحماد أن الإشراف التربوي الحديث عبارة عن مجهود منظم إيجابي يبذل من أجل تنسيق جهود العاملين في مجال التربية والتعليم وحفزهم ليزدادوا فهماً وإيماناً بدورهم القائد في توجيه النمو الذاتي للتلاميذ وليحققوا دورهم بفاعلية .

ويذكر حسين وسليمان (2006م) تعريف المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم للإشراف وهو: عملية شاملة للموقف التعليمي بكل عناصره المعلم والطالب والمنهج والبيئة المدرسية كما أنه أداة اتصال وتفاعل بين المؤسسات التعليمية والإدارة, وتنمية شاملة لقدرات العناصر المشاركة في العملية التعليمية, كما أنه تحسين الواقع الميداني .

وذكر العبدالكريم عدداً من التعاريف للإشراف التربوي في محاضراته لطلاب دكتوراه المناهج العامة وطرق التدريس بجامعة الملك سعود وهي :

التعريف الأول: “أي خدمة تقدم للمعلمين تنتج في النهاية تحسناً في التدريس وتعلم الطلاب والمقرر الدراسي .

التعريف الثاني : “نظام إجراءات إضافي يقدم بشكل رسمي بواسطة المنظمة بهدف التفاعل مع نظام التدريس بشكل يحفظ ويغير ويطور تصميم وتحقيق فرص التعلم للطلاب”

التعريف الثالث: “الإشراف مجموعة من الخدمات الشاملة التي تقدم والعمليات المستخدمة لمساعدة المعلمين لتسهيل نموهم المهني لتحقيق أهداف المدرسة بشكل أفضل”

التعريف الرابع: “الإشراف هو عملية إدارة / تنظيم قدرات الأفراد لتحقيق أهداف المؤسسة التي يعملون فيها”

التعريف الخامس: “الإشراف وسيلة لتقديم مساعدة متخصصة للمعلمين لتحسين التدريس”

تعريف السادس: “الإشراف هو مساعدة لتحسين التدريس”

التعريف السابع: “عملية معقدة تشمل العمل مع المعلمين وغيرهم من التربويين بعلاقة أخوية وتعاونية لزيادة جودة التعليم والتعلم داخل المدرسة, وتشجع النمو المهني المستمر للمعلمين”


التعريف الثامن : “عملية فنية شورية إنسانية وقيادية شاملة, تهدف إلى تقويم وتحسين العملية التربوية من جميع جوانبها” دليل المشرف التربوي .

ومن الملاحظ على كثير من التعريفات السابقة العمومية وخاصة التعريفات العربية, فهي تذكر أن الإشراف عملية شاملة للموقف التعليمي بكل عناصره, أما التعريفات الأجنبية فيلاحظ عليها التحديد والتخصص في شيء واضح, وأرى أن الإشراف التربوي هو العملية المنظمة لتحسين التدريس لفائدة المعلم والطالب .

محمد الفوزان

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

التربية والمجتمع.. علاقة تكاملية وركيزة أساسية لتطور الأفراد

تُعد التربية والمجتمع من المحاور الأساسية التي تُشكل هوية الإنسان وتحدد معالم تطوره. إن العلاقة …

2 تعليقات

  1. الاشراف التربوي ونجاحه من نجاح العملية التربوية
    شكرا على مقال تعريف الاشراف التربوي

  2. شكرا لكم على المواضيع التربوية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *