في ضوء تجارب الاستنساخ في الاعوام الماضية بدأ العلماء يدركون ان الحاجة ماسة لإجراء مزيد من البحث في الاسس البيولوجية لعمليات نقل النواة ولتجاوز المشكلات التكنولوجية التي تبرز، وقد حققت شركة PPL Therapeutics مثلا انجازات مهمة على هذا الطريق، وهي الشركة التي يعمل معها العالم ايان ويلموت الذي استنسخ دوللي.
وفي جميع عمليات الاستنساخ التي اجريت تم تكرار خطوات استنساخ دوللي مع بعض الاختلافات في التكنولوجيا المستخدمة وفي حالة دوللي اخذت الخلية من ضرع النعجة الام التي كان عمرها ستة اعوام، وقد تبين للعلماء بعد فحص كروموسومات خلايا دوللي ان عمرها ايضا عند ولادتها كان ستة اعوام.
في تجارب استنساخ لاحقة جرى استخدام خلايا جنينية لأنه يسهل اعادة برمجتها لتتحول الى خلايا جذعية ، وتنقسم وتكون مختلف انواع خلايا الجسم، ويبحث باحثون آخرون لمعرفة اي خلايا الجسم البالغة يمكن استنساخها وايها لا يمكن استنساخها.
في حالة دوللي اجريت 277 محاولة قبل نجاح استنساخها، ومنذ ذلك الوقت لم تزد نسبة النجاح عن 2% فقط وبعض الحيوانات التي جرى استنساخها لم تكن طبيعية.
فبعضها مات فورا او اجهض او عانى من زيادة في الحجم او اختلالات في كيمياء الدم، مما يعني الحاجة الى حل كل هذه المشكلات قبل ان يصبح الاستنساخ عمليا.
لكن وبالرغم مما سبق فقد تحق اختراقات علمية عدة في مجال الاستنساخ على مدى الاعوام الماضية، ففى تموز 1997م تم استنساخ بوللي التي تحمل جينا مسؤولا عن صنع بروتين بشري ضروري لتجلط الدم مما يجعلها تفرز هذا البروتين مع حليبها للاستخدام الطبي لمرض نزف الدم الوراثي مثلا، وفي كانون ثان 1998 توصلت شركة Cell Technologies في ماماساشوستس الى استنساخ الثورين جورج وتشارلي مما يعني ان الاستنساخ لا يقتصر على نوع واحد من الثدييات، ومنذ ذلك الوقت حققت الشركة مع منافستها Infigen في وسكنسون استنساخ 300 من الأبقار وبالطبع فان استنساخ الابقار افضل للأغراض العلاجية من الاغنام، اذ ان البقرة تعطي نحو 900 لتر من الحليب في العام، أي بروتينات علاجية اكثر في حليبها.
في تموز 1998 ، توصل تيروهايكو والكاياما من جامعة هاواي الى استنساخ كومولينا، اول فأر فيما يمثل انجازا مهما كون الفأر حيوان تجارب يستخدم على نطاق واسع.
وفي عام 2000 حقق تعاون علماء من ثيرابيوتكس واليابان استنساخ خنازيروهي عملية كانوا يعتقدون باستحالتها لصعوبة التعامل مع جنين الخنزير، وهي مهمة جدا، اذ يمكن بتعديل التركيب الجيني الوراثي للخنّزير إنتاج مختلف الاعضاء التي يحتّاجها البشر لتزرع في اجسامهم بدل الاعضاء المريضة او التالفة.
بالاضافة الى الاغنام والخراف والخنازير والفئران، حقق العلماء العديد من عمليات الاستنساخ ولأغراض عدة، ففي عام 1999 اعلنت شركة Nexia Technologies في مونتريال عن استنساخ الماعزين وبستروبيتر اللذين يحملان في جسميهما جين صنع بروتين الخيوط الحريرية في العنكبوت وكان الهدف
الحصول على سلالة الماعز تنتج في حليبها بروتين خيوط العنكبوت، بحيث يمكن الاستفادة منه في صنع الياف بالغة المتانة خفيفة الوزن للاستخدام في العمليات الجراحية وصنع الملابس الواقية من الرصاص وصنع المحركات.
يذكر انه في عامي 1996 و 1997 وفي جامعة اوريغون لعلوم الصحة امكن من خلايا جنينية استنساخ القردين نتاي ودايتو. وقد عملت شركة Avi Genics في جورجيا لاستنساخ اول دجاجة لاستخدام بيضها بعد هندستها جينيا لاغراض علاجية.
وفي مجال استنساخ الكلاب عمل باحثون امريكيون في تكساس على مدار 3 سنوات في مشروع كبير بكلفة 2.3 مليون دولار، الا انهم لم يحققوا نجاحا لوجود مشكلات تتعلق بدورات التكاثر في هذه الحيوانات، اما بالنسبة للقطط فقد حقق علماء يابانيون في عام 1999 استنساخ جنين قط من خلية جلد لقط ميت، الا انهم لم
ينجحوا في تحقيق حمل كامل له.
وفي كانون ثان 2000 ولد اول حيوان من نوع مهدد بالانقراض بعملية استنساخ حيث استنسخ حيوان نادر شبيه بالثعلب يسمى Noah من نواة خلية جلد لحيوان منه زرعت في بويضة بقرة، لكن الجنين توفي مباشرة
بعد الولادة لاسباب لا علاقة لها بالاستنساخ .