الدكتور الصيدلاني صبحي العيد *
يعرف نبات القنب الهندي باسم الحشيش (CANNABIS) أو المارجونا، والحشيش نبات شبه شجيري عشبي معمر إلى حولي متفرع ذو ساق جوفاء وأوراق راحية مركبة تتكون من 5-7 وريقات رمحية منشارية مسننة الحافة وتوجد الأوراق متقابلة الوضع على الساق في الجزء القاعدي منها ومتبادلة الوضع في الجزء العلوي من السيقان .
والنباتات المؤنثة أطول من المذكرة وأوراقها أكثر اخضرارا وتنمو متأخرة عن الذكور بحوالي 5-6 أسابيع .
يصل ارتفاع النبات إلى 1-3 متر وإن كانت النباتات التي تصل لارتفاع 1-2 متر هي في أنسب الظروف لانتاج أجود المواد الفعالة ، له رائحة مميزة شديدة وهو مصدر لعقار مخدر يستعمل كمسكن للآلام وفي معالجة الهستيريا والاضطرابات العصبية .
تتركز المواد الفعالة في النبات في الأزهار والقمم الزهرية وهي مادة التتراهيدروكانبينول (TETRAHYDROCANNBINOL) حيث تتراوح نسبتها من 0- 8% في الصنف المروج حسب ضمير وذمة المروج. يستعمل لتدخينها كما يدخن التبغ، ويختلف مفعول الحشيش باختلاف الجرعة منه.
الموطن الأصلي :
لقد ذكر نبات القنب في البرديات المصرية القديمة ووجد من بين النباتات المنقوشة على آثار القدماء كما وأنه كان معروفا لدى الهنود قبل 900 قبل الميلاد لذا يقال أنه هندي الأصل وهناك من يقول أن بلاد فارس وروسيا هي موطنه الأصلي .
ومن الناحية التجارية فإن أكبر الدول المصدرة للقنب هي الهند وقد نجحت زراعته أيضا في مصر خاصة في الوجه القبلي والجيزة وتمنع القوانين المصرية زراعة الحشيش إلا بترخيص خاص لمراكز البحوث والمعاهد العلمية فقط ويزرع القنب حاليا في مساحات متفرقة في المغرب بلا إشراف حكومي والحقيقة إن كل دول العالم حرمت زراعته فيها نظرا للمواد المخدرة الموجودة فيها بالرغم من ذلك فإنه يخلق مشكلات كبيرة بين بعض الحكومات ومزارعوها لإمكانية زراعته بدون تصاريح خاصة وبمناطق شاسعة نائية عن الاشراف الحكومي .
القنب في التاريخ
قال عنه ابن البيطار في كتبه لم أرى القنب بغير مصر ويزرع بالبساتين ويسمى بالحشيشة عندهم أيضا وهو يسكر جدا وإذا تناول منه انسان يسيرا قدر درهم أو درهمين حتى أن من أكثر منه يخرج إلى حد الرعونة ، وقد استعمله قوما فأضلت عقولهم وأدى بهم الحال للجنون وربنا القتل ورأيت الفقراء يستعملونها على أنحاء شتى فمنهم من يطبخ الورق طبخا بليغا ويدعكه باليد دعكا جيدا حتى يتعجن ويعمله أقراصا ومنهم من يجففه قليلا ثم يحمصه ويفركه باليد ويخلط به القليل من السمسم المقشور وسكر ويستفه ويطيل مضغه فإنهم يطربون عليه ويفرحون كثيرا وربما يسكرهم ويخرجون به للجنون أو قريبا منه وإذا خيف من الإكثار منه فليبادر بالقيء بسمن وماء ساخن حتى تنقى منه المعدة وشراب الحماض لهم في غاية النفع .
نظرا لكونه المخدر الأول في مصر وربما في العالم ولكونه يدخل ضمن قائمة الأعشاب والنباتات المتعلقة بالقدرة الجنسية كان من الضروري أن نتعرف على حقيقة الحشيش وما يفعله في المدن والتجمعات السكانية سواء الفقيرة منها أو الأرستقراطية.
الجرعة المعتدلة: تؤدي الى اعتدال الحالة المزاجية والانبساط وزيادة النشاط الحركي والذهني، وكثرة التحدث وضعف الإدراك الحقيقي للمكان والزمان فكلاهما يصبح ممتدا، فالحشاش اذا قاد سيارته قد يأتي بتصرفات غريبة أثناء المرور لاتساع حيز المكان بنظر الحشاش، لما قد يؤدي به الى التصادم، واذا مارس الحشاش الجنس يهيأ له أنه بطل الأبطال لعدم ادراكه الحقيقي بالزمن فالدقيقة تمتد لتساوي ساعة، ومنه جاء الادعاء الكاذب بأن الحشيش يطيل المدة ويزيد القدرة الجنسية.
الجرعة الكبيرة: فتؤدي للهلوسة والتخاريف واتيان الافعال والحركات المضحكة والاحساس بالعظمة كما تؤدي الجرعة الكبيرة الى انخفاض السكر في الدم لذلك يقبل الحشاش على تناول الحلويات تزداد شهيته للطعام ويؤدي تعاطيه الى زيادة ضربات القلب واحتقان الشعب الهوائية وقحة وملتحمة العين (احمرارها) مع ارتخاء الجفون مما يعطي الشكل المألوف للحشاش، ولا يتسبب تعاطي الحشيش في الادمان علة عكس الكوكائين والمورفين والأقراص المهدئة، لكن تناوله بكميات كبيرة ومنتظمة يؤدي الى ارتباك الجهاز العصبي المركزي ويظهر ذلك في صورة خبل عقلي حمانا الله وإياكم من الحشيش والحشاشين وكان الله بعون أمة شبابها من الحشاشين ينتجون لا شيء ويستهلكون ما ينتج غيرهم. ويستهلكون في عز الشباب والعطاء
* مستشار الغذاء الصحي والنباتات الشافية
Email: drsubhi_eid@hotmail.com