تأثير المعالجة بالأشعة على الخصوبة التناسلية

عند استخدام المعالجة الإشعاعية في منطقة الحوض تتأثر الاعضاء الواقعة في المنطقة نفسها والمحيطة بها، ويعاني كثير من المرضى الذين يخضعون لمعالجة اشعاعية في منطقة الحوض من مشاكل في منطقة المثانة وعدم ارتياح عند التبول بالإضافة الى تكرار البول، وان تناول كميات وفيرة من السوائل تساعد كثيرا في زوال هذه الأعراض ويصف الطبيب علاجات معينة آذا استمرت المشكلة، ولوجود الاعضاء التناسلية في هذه المنطقة يمكن أن يؤثر الاشعاع على القدرات الجنسية والتناسلية، بعض هذا التأثير يمكن أن يصيب المريض بصفة دائمة لذلك ننصح المريض أن يسأل طبيبه عن الاعراض الجانبية الممكن حدوثها وعن مدى تأثيرها عليه.

ما زال العلماء يدرسون كيف تؤثر المعالجة الاشعاعية على الخصوبة فاذا كانت المريضة انثى وفي سن الخصوبة فعليها أن تناقش مع طبيبها احدى وسائل منع الحمل، حيث أنه من غير الضروري أن تحمل اثناء المعالجة لأن الشعاع قد يضر بجنينها بالاضافة الى أن الحمل والولادة والعناية بالطفل الحديث يضيفان جهدا جسديا وضغوطا نفسية وعاطفية على الأم، واذا كانت الام حاملا قبل البدء بالمعالجة فيجب عليها أن تخبر الطبيب المعالج بذلك قبل بدء العلاج لاتخاذ الاحتياطات المناسبة.

والسيدات اللواتي يتعرضن للإشعاع في منطقة الحوض قد يعانين من اعراض توقف أو قصر فترة الحيض أو اعراض أخرى مشابهة لسن اليأس وهذا يعتمد على كمية الأشعة وأيضا يشعرن بالحكة والتحسس في القناة المهبلية والشعور بالألم أو الجفاف المهبلي المصاحب لهذا النوع من المعالجة لذلك يجب وصف هذه الأعراض للطبيب أو الممرضة في حالة حدوثها مباشرة.

بالنسبة للمرضى الذكور فان مثل هذا النوع من العلاج وخصوصا في منطقة الخصيتين يؤدي الى انخفاض عدد الحيوانات المنوية المنتجة ونقص في كفاءتها. ويشار أن هذه الأعراض لا تعني العقم وعدم القدرة على الإنجاب، ولكن من الضروري مناقشة المريض لاهتماماته وما يدور في خاطره مع طبيبة المعالج قبل بدء المعالجة ولا ننسى هنا أنه أصبح بالامكان تخزين حيوانات منوية في البنك الخاص لكي يتم استخدامها في المستقبل اذا لزم الامر.

وبالنسبة للعلاقات الجنسية تنصح السيدات التوقف عن الممارسة الجنسية خلال فترة المعالجة لما لذلك من تأثيرات جانبية مختلفة علما انه بالامكان العودة الى الحياة الجنسية الطبيعية خلال بضعة أسابيع من الانتهاء من جلسات المعالجة الإشعاعية ويحدث أحيانا ضمور في انسجة القناة المهبلية خلال المعالجة الإشعاعية وفي هذه الحالة ينصح باستخدام أجهزة خاصة لتوسيع القناة المهبلية إلى حجمها الطبيعي قبل المباشرة بالممارسة الجنسية لمنع حدوث أي ألم قد يتسبب به التضيق الحاصل.


هذا ولم تذكر الأبحاث العلمية حدوث أي تغير في القدرة على ممارسة الجنس أو التمتع جنسيا بينما لوحظ أن البعض قد يعاني من نقص في الرغبة لممارسة الجنس وقد عزي ذلك الى الشعور بالضغط النفسي والقلق بسب وجود مرض السرطان اكثر منه بسب المعالجة الإشعاعية، كما أن الشعور لا يلبث أن يزول بعد الانتهاء من المعالجة والقلق الناتج عن مواعيد المعالجة والتوجه كل يوم حسب برنامج معين إلى المستشفى لتناول الجلسة الشعاعية.

د. سامي احمد الخطيب
استشاري الأورام والعلاج بالاشعة

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

زيت الزيتون وفوائده الصحية ودوره في حماية القلب ومكافحة الأمراض

يُعدُّ زيت الزيتون من أبرز المكونات الغذائية التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط، ويحتل مكانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *