المراهقة المتأخرة من 18 – 21 سنة

تقابل هذه المرحلة مرحلة التعليم الجامعي اذ يتخرج عدد به كبير من المراهقين من المدارس الثانوية العامة والفنية، ويقبل العدد الأكبر من الخريجين على الالتحاق بالتعليم العالي بينما يكتفي البعض منهم بالمرحلة الثانوية او الحصول على الشهادة الجامعية المتوسطة.

ويعتبر عدم اكمال التعليم العالي بالنسبة لكثير من المراهقين من أكبر المشكلات اتي تواجههم سواء في حاضرهم أو مستقبلهم.

ويطلق البعض على هذه المرحلة مرحلة الشباب والتي تتميز في اتخاذ القرارات وأهمها اختبار المهنة او اختيار الزواج في بعض العائلات والقبائل.

يتجه المراهق في هذه المرحلة نحو الثبات الانفعالي والنزوع نحو المثالية وتمجيد الأبطال والشغف بهم، وتتبلور بعض العواطف الشخصية مثل الاعتداد بالنفس والعناية بالمظهر وطريقة الكلام وقد يقع المراهق في الحب المركب من عدة دوافع وانفعالات مثل التسامح والغضب والبهجة والخوف وقد يجلب السعادة أو العذاب.

وإذا كان الحب متبادلا يجعل كل الطرفين يسعى إلى الآخر ويسعد بصحبته ويطيل النظر في صورته ويقرأ خطاباته مرات ومرات، ويعتز بهداياه، ومع استمرار نمو المراهق يرى في الطرف الآخر صفات أدق وأبعد من الجمال والقوة والرشاقة فيبحث عن الشخصية والأخلاق والتدين.

وفي هذه المرحلة ينمو الذكاء الاجتماعي أي قدرة المراهق على التصرف في المواقف الاجتماعية، والتعرف على الحالة النفسية والقدرة على تذكر الأسماء الموجودة ، وتظهر لديه روح الدعابة وفهم النكتة والإشتراك مع الآخرين في مرحهم.

وتظهر لدى المراهق في هذه المرحلة العديد من القيم مثل القيم الاجتماعية ، أي اهتمام المراهق وميله الى غيره من الناس وحبهم ومساعدتهم ، والقيم السياسية أي اهتمامه بالنشاط السياسي، وحل مشاكل الجماهير وميلة للسيطرة والتحكم في الأشياء والأشخاص، والقيم الدينية : أي میله لمعرفة ما وراء العالم والظاهري ومعرفة اصل الانسان ومصيره.

وهذه القيم تختلف من فرد لآخر باختلاف البيئة والتربية والتنشئة الاجتماعية. ويظهر نموه بشكل واضح في استقلاليته عن الأسرة والتحرر من سلطتها والاعتماد على النفس.

يوجه المراهق اهتمامه في هذه المرحلة الى العمل والمهنة والحصول على عمل دائم بعد نهاية المرحلة وتعتبر المهنة والزواج آخر خطوتين كبيرتين نحو النضج.

وينمو الاعتزاز بالشخصية وتصبح آراؤه متوافقة مع المعايير والقيم والتقاليد الاجتماعية كما يعمل مع الآخرين بأسلوب ديموقراطي، ومع نمو الميل الى الزعامة يشارك في الواجبات الوطنية كالأدلاء بصوته في الانتخابات والدخول في القوات المسلحة للقيام بدوره المقدس.

ويطرد نمو التفكير المجرد والمنطقي والابتكاري وتزداد قدرته على الفهم وحل المشكلات المعقدة كما تزداد قدرته على التحصيل وسرعته في القراءة ، وتكون قراءات متعلقة بالموضوعات السياسية والفلسفية وحياة الشخصيات التاريخية الشهيرة والأدباء ورجال الدين والكتب الجنسية، وتزداد مهاراته الحسية والحركية ويميل نشاطه الحركي الى الاستقرار والرزانة .


في نهاية هذه المرحلة تهدأ سرعة النمو مما يجعل حياة المراهق تعود الى الاستقرار والهدوء ويبدأ مرحلة الرشد وهو مكتمل النضج، ويظل على هذا النحو لا ينمو في استعداداته ومواهبه وقدراته وإنما ينمو في خبراته ومعرفته ومعلوماته.

د. اوجيني مدانات

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

أهداف التربية أساس بناء المجتمعات وتطوير الأفراد

تُعدّ التربية إحدى الركائز الأساسية في بناء المجتمعات، حيث تسهم في تشكيل الأفراد وتنمية قدراتهم، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *