غانا الشريدة
عندما يتضح في ذهن القائد صورة المستقبل ينتقل ذلك إلى العاملين ويصبح لديهم الأمل والرغبة الأكيدة للتطوير من اجل البقاء والاستمرار؛ لذا تسعى القيادة الناجحة إلى استخدام الاتجاهات الإدارية الحديثة لاستباق التغيرات والتحديات والتحسب لها في مختلف المجالات.ويقتضي ذلك من الإدارة الإلمام بهذه الاتجاهات ومفاهيمها،والتخلص من أساليب العمل التقليدية واستبدالها بما هو جديد،وتشجيع المبدأ والابتكار لمواجهة المستقبل،ومن أبرز الاتجاهات الإدارية الحديثة ما يلي:
1- القيادة والهندسة الإدارية:
تعني الهندسة الإدارية وضع تصور جديد للعمل واستثمار طاقات العاملين وتشجيعهم في تخفيض التكاليف وتحقيق الجودة.
ولا يمكن للهندسة الإدارية أن تحقق أهدافها، دون وجود تأييد يشكل مفهومها وكيفية القيام بها، ويقوي شعور العاملين بأهمية العمل والتعاون، بالإضافة إلى تقديمه للدعم المادي والمعنوي لهم لدفعهم وتشجيعهم على تنفيذ متطلبات الهندسة الإدارية.
2- القيادة وإدارة الجودة الشاملة:
إدارة الجودة الشاملة احدث تطور فكري إداري حديث في العالم و تنبع أهميتها كمنهج علمي و تطبيقي لتطوير الأداء . و تتركز إدارة الجودة بمجموعة المبادئ التي تركز على أهمية استثمار الأمثل للطاقات البشرية و المادية للمؤسسة لتحقيق أهدافها من جهة و إشباع مطالب المنتفعين من جهة أخرى.
إدارة الجودة الشاملة لها معالم جديدة تتمثل في قبول التغيير و التعامل معه باعتباره حقيقة واقعة.و السعي إلى تحقيق التميز.و الأخذ بمفاهيم العمل الجماعي والوعي المشترك لكل إطراف المؤسسة و التركيز على المستفيدين. حيث إن مبادئ الجودة الشاملة تدور حول هدف أساسي و هو عمل يبدأ بتحديد مطالب المستفيدين و رضاهم.
ومن هنا يتضح أهمية حسن اختيار القيادات التي تتولى مسؤولية قيادة المؤسسة وان يعتمد هذا الاختيار على أسس موضوعية سليمة فالهدف النهائي هو إيجاد القائد القادر على التحول من القيادة التقليدية إلى إدارة الجودة الشاملة ، للتخلص من الرقابة والمركزية ونشر ثقافة الجودة من خلال الاهتمام بالعلاقات الإنسانية والتحفيز لتحقيق الجودة للسلع والخدمات التي تقوم عليها المؤسسة .
ماذا تعني هذه الكلمة ولماذا أصبحت أشهر كلمة في هذه الأيام وما هو سرُ شهرتها؟
الجودة كما هي في قاموس اكسفورد تعني الدرجة العالية من النوعية أو القيمة وعرفتها مؤسسة او. دي.آي. الأمريكية المتخصصة في تدريب وإعداد الشركات لتصبح متصفة بالجودة بأنها إتمام الأعمال الصحيحة في الأوقات الصحيحة. و يتحدث رئيس مجلس الإدارة والهيئة التنفيذية لهذه المؤسسة الناجحة الدكتور جورج هـ. لابوفيتز فيقول إن سمعة الجودة شيء ضروري لمستقبل شركتك ,مدرستك و يضيف وأنا أظن أن أغلبيتنا نوافق على هذا المفهوم الملح العاجل، حيث أننا نفهم الجودة على أنها مسألة البقاء والاستمرار في العمل.
إن الجودة لا تتأتى بالتمني ولن تحصل عليها المؤسسة أو الفرد بمجرد الحديث عنها بل إن على أفراد المؤسسة, المدرسة ابتداءً من رئيسها في أعلى قمة الهرم إلى العاملين في مواقع العمل العادية وفي شتى الوظائف أن يتفانوا جميعا في سبيل الوصول إلى الجودة.
والجودة تحتاج إلى ركائز متعددة لتبقيها حية وفاعلة طوال الوقت. وهذه الركائز هي:
تلبية احتياجات العميل،أولياء الأمور, الطلبة, المجتمع المحلي وهنا لا بد أن ننوه بأنهم زميلك في العمل الذي تقدم له الخدمة أو المعلومات أو البيانات التي يحتاجها لإتمام عمله أو أنه هو العميل الخارجي الذي تقدم له الخدمة. إذن هنا لا بد أن نقدم الخدمة المتميزة والصحيحة في الوقت والزمان.
التفاعل الكامل، وهذا يعني أن كل أفراد المدرسة معنيين بالعمل الجماعي لتحقيق الجودة. فكل فرد في مكانه مسؤول عما يقوم به من أعمال أو خدمات وعليه أن ينتجها أو يقدمها بشكل يتصف بالجودة. إن هذا يعني كذلك أن الجودة مسؤولية كل فرد وليست مسؤولية قسم أو مجموعة معينة.
التقدير أو القياس، وهذا يعني أنه بالإمكان قياس التقدم الذي تم إحرازه في مسيرة الجودة. ونحن نرى أنه عندما يعرف العاملون أين أصبحوا وما هي المسافة التي قطعوها في مشوار الجودة فإنهم وبلا شك يتشجعون إلى إتمام دورهم للوصول إلى ما يرغبون في إنجازه.
المساندة النظامية، المساندة النظامية أساسية في دفع المؤسسة نحو الجودة. فإنه ينبغي على المؤسسة أن تضع أنظمة ولوائح وقوانين تصب في مجملها في بوتقة الجودة وفي دعم السبل لتحقيقها. إن التخطيط الإستراتيجي وإعداد الميزانيات وإدارة الأداء أساليب متعددة لتطوير وتشجيع الجودة داخل المؤسسة.
التحسين بشكل مستمر، إن المؤسسات الناجحة تكون دوماً واعية ومتيقظة لما تقوم به من أعمال وتكون كذلك مراقبة لطرق أداء الأعمال وتسعى دوما إلى تطوير طرق الأداء وتحسينها. وهذه المؤسسات ترفع من مستوى فاعليتها وأدائها وتشجع موظفيها على الابتكار والتجديد.
إن الجودة تدوم وتستمر ما دامت المؤسسة تعتني بها وتجعل منها دستوراً وقاعدة ترتكز عليها.
المرجع:
كتاب الإدارة والتخطيط التربوي, د. رافده الحريري. د. محمود جلال. د. محمد إبراهيم.