الشتاء والأمراض الموسمية عند الأطفال

لا يمكن ان يمر موسم الشتاء دون ان يصاب الاطفال بترشح او التهاب الجهاز التنفسي العلوي، فمعدل الاصابات في السنوات الأولى من العمر هي ( 6 – 8 ) إصابات في موسم الشتاء.

ان هنالك غشاء مخاطي متواصل يغطي الأنف والحلق والأذن والقصبة والرئة، يساعد على انتشار العدوى بسهولة، والأعراض يمكن ان تتوقف عند اي حد من هذه الأعضاء أو تنتشر كالنار في الهشيم من مكان لآخر.

ان مضاعفات الرشح والانفلونزا ولحسن الحظ بسيطة وغير خطرة في معظم الأحيان، ولكنها مزعجة وغير مريحة للمريض ومن حوله ، ولكن اين يأتي دور الطبيب؟ وما هو دور الدواء؟

ان الرشح يسببه عدد من الفيروسات تصل الى المئات بأنواعها ولهذا لا دور للمضادات الحيوية (Antibiotics) في علاج الرشح، فالقصة الدارجة لعلاج الرشح انك اذا اتبعت نصيحة جدتك تعافی بعد سبعة أيام، واذا اتبعت نصيحة الطبيب تعافی بعد اسبوع.

الأعراض معروفة

ارتفاع حرارة مع حكة وألام الحلق، سيولة الأنف، سعال، أوجاع الجسم والعضلات مع وهن عام وهذه سهل تشخيصها عند الأطفال غير الرضع، أما في الطفل الرضيع فإنها تظهر على شكل حرارة عالية – سوء شهية ونكد متواصل، والعلاج الدوائي محدود بمخفضات الحرارة (وأدوية الرشح والزكام والسعال، وهي غير فعالة في معظم الأحيان) والسوائل والراحة الجسدية.

الأنفلونزا (FLU)

هذا مرض متفاوت الأعراض من رشح بسيط إلى التهاب رئة قاتل، والانفلونزا الاسبانية قتلت الملايين إبان الحرب العالمية الأولى وهي الآن وفي السنوات الأخيرة تأتي عادة من جنوب شرق اسيا – واول حدوثها تسارع شركات الدواء لاستخراج طعم الفيروس الجديد يضاف الى مطاعيم الفيروسات انفلونزا سابقة يحاول فيها الأطباء ان يستقبوا المرض بإعطاء الطعم قبل موعد الشتاء للمسنين والاطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة كالقلب والرئة والربو(Asthma) والكلى ونقص المناعة، ولا يعطى للأطفال الاصحاء عادة.

تمكث الانفلونزا من (7 – 10) ایام يصحبها حرارة، اوجاع، سعال، الم حلق، مع غثيان .وتقيؤ في بعض الاحيان وحتى الاسهال في الأطفال، في هذه الحالة يمنع الطعام لمدة (1 – 2) ساعة، ثم يعطي الطفل السوائل (شاي، عصير، لبن، بعض انواع من المشروبات الغازية)، ويزداد الطعام تدريجيا.

ان مضاعفات الرشوحات والانفلونزا تضم الاذن الوسطى والجيوب الأنفية والحلق واللوزتين والقصبة الهوائية والخناق والرئة – وهذه المضاعفات تحتاج الى عناية طبية ودوائية ومتابعة حثيثة، وعليه يجب مراجعة الطبيب في عدة حالات منها:

– صعوبة التنفس او سعال تشنجي او نباحي.
– طفل يبدو شاحبا وشديد المرض.
– حرارة أكثر من 3 ايام.
– افرازات الأنف لاكثر من 10 ايام.
– افرازات صفراء – خضراء سميكة كثيفة.
– احمرار الجلد تحت الانف مع بوادر تعن.
– افرازات العين الصفراء
– الام الاذن والجيوب.
– الام الحلق الحادة.
– بلغم يحتوي دم او اخضر او اصفر اللون.


الاستنتاج:

1- لا تنفع المضادات الحيوية مع معظم حالات الرشح والأنفلونزا.
2- ادوية الرشح والانفلونزا محدودة الفعالية من الاعشاب الى اغلى انواع الدواء.
3- عمليات استئصال الناميات واللوزتين والجيوب آخر ملاذ ولا تمنع هذه الامراض اطلاقا وتؤجل عادة الى بعد (4-5) سنوات من العمر.
4- طعم الانفلونزا يفيد في حالات نادرة ومحددة (كل طعم او دواء له مضاعفات واضرار يجب تجنبه اذا امكن).
5. كل طفل يصاب بهذه الأمراض من (6-8) مرات في الموسم فلا ضرورة للشعور بالذنب او الترحم على سوء حظ هذا الطفل أو ذاك، فهذه الأمراض تصيب طفلك وطفل الجيران واطفال الطبيب ايضا.

د. ظافر كيالي
أخصائي أطفال

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

زيت الزيتون وفوائده الصحية ودوره في حماية القلب ومكافحة الأمراض

يُعدُّ زيت الزيتون من أبرز المكونات الغذائية التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط، ويحتل مكانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *