السيارت الذكية في طريقها لغزو شوارع المدن الحديثة

المهندس أمجد قاسم
كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية

خلال السنوات القليلة الماضية، حدثت تطورات كبيرة وهامة على صناعة السيارات الذكية ذاتية القيادة، والتي يتوقع ان تغزو شوارع المدن الحديثة خلال بضع سنوات من الآن بعد ان يتم تذليل كافة العقبات التي تعترض انتشارها في العالم.

وقد ابدت كثير من دول العالم دعمها الكامل للسيارات الذكية والسيارات الكهربائية بل وتخليها عن السيارات العاملة على الوقود التقليدي حيث ظهرت السيارات الذكية في الطريق إلى غزو الشوارع النماذج الأولى من المركبات العاملة على الطاقة الكهربائية وبقدر من التحكّم الذاتي، تجوب الشوارع في دول عدة من العالم ومن شأن هذه السيارات أن تغيّر العقليات السائدة والرغبة بامتلاك السيارات، ولاسيما حين يكون من السهل طلب سيارة في دقائق معدودات.

وتتجه الأنظار حاليا الى التخلي عن الرغبة في امتلاك السيارات الخاصة ، والاستعاضة عنها بالسيارات ذاتية القيادة والتي يمكن طلبها من خلال التطبيقات الذكية على الهواتف.

يقول ديفيد ميتز الخبير في مركز دراسات النقل في جامعة لندن أن المدن المتقّدمة بلغت “الذروة” ولم تعد متحمسّة كثيرا للسيارات التي كانت تعدّ أمرا لا غنى عنه في الماضي، ويقول “نلاحظ أن المدن والأحياء ذات الكثافة تحقّق نجاحا أكبر مع أقل عدد من السيارات”، كما هو الحال في ميدان ليستر في وسط لندن.

إذ ان السيارات الشخصية التي تبقى غالبا مركونة 23 ساعة في اليوم، تواجه منافسة من السيارات المشتركة ووسائل النقل الحديثة المنتشرة في العالم باستخدام أجهزة الهاتف المحمول.

ويتوقّع ان تساهم السيارات الذاتية القيادة في تحقيق ثورة في هذا المجال. ففي الصين مثلا، أصبحت مشاريع التخطيط المدني لا تجيز سوى حركة السيارات الكهربائية والذاتية القيادة، بحسب غاريم سميث، مدير شركة “أوكسبوتيكا” البريطانية التي تصنّع أجهزة للسيارات الذاتية.

لكن هذا القطاع ما زالت أمامه جهود يبذلها، ولا سيما في تخفيض تكاليف أجهزة الاستشعار التي توضع في هذه السيارات، وفي تحسين أدائها.

إلا أن هذا الأمر لا يحول دون انتشار هذا النوع من السيارات في بلدان عدة. وفي بريطانيا مثلا، ستوضع هذه السيارات في الخدمة اعتبارا من العام 2021.

ومن شأن اعتماد السيارات الذاتية القيادة أن يخفّض بشكل كبير الازدحام المروري، ولاسيما من خلال البرامج التي تنشر أحوال زحمة السير وتقارير الشوارع المكتظّة أولا بأول.

أما التحوّل إلى السيارات الكهربائية فهو يسير بخطى أسرع، وستطلق شركة “فولفو” مثلا سياراتها الكهربائية أو المختلطة في العام 2019.

ويقول إريك فونتون مدير برنامج السيارات الكهربائية في شركة “رونو” إن هذه السيارات “تشكّل الهدف الأسمى لقطاع السيارات”.
وتعتزم دول عدة، منها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، أن توقف بيع السيارات العاملة بالوقود مع حلول العام 2040.


وستخصص مدينة لندن منطقة للسيارات النظيفة في وسطها 2019، وتأمل سلطاتها أن يتسع هذا المشروع إلى مناطق أخرى منها مع العام 2021.

لكن عددا من المشكلات ينبغي حلّه قبل أن تنتشر هذه السيارات على نطاق واسع، منها عدم توفّر ما يكفي من محطّات لشحن بطاريات هذه السيارات بالطاقة الكهربائية، أضافة إلى بعض المشكلات في أجهزة القيادة الذاتية.

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

شركة WardLin السويدية تفوز بجائزة الابتكار لعام 2024

أعلنت شركة (Företagfabriken)، الحاضنة الرائدة للشركات الناشئة في السويد وضمن مبادرة الاتحاد الأوروبي والسويد لدعم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *