لجلب انتباه اناث الكناري على الذكر أن يتعلم لحنا أو مقطعا موسيقيا جديدا قبل فصل الشتاء. ويبدأ الذكر في ترديد هذه المقاطع الجديدة على شكل زقزقات (زقزقة) باستمرار خلال فصلي الشتاء والربيع، وحالما يأتي فصل الصيف فان ذکر الكناري ينسى هذ المقاطع الموسيقية. ويمر بفترة انقطاع تام عن الغناء حتى يأتي موعد الدورة الجديدة، وعادة في حياة الذكر توجد عشرة دورات تقريبا هي معدل عمر حياته.
بعض الذكور ينتج فقط اعدادا معينة من الأصوات يتراوح ما بين 18 – 20 مقطعا صوتيا، ولكن انواع اخرى من الكناري يستطيع الذكر ان ينتج ما يقارب من 50 مقطعا صوتيا مختلفا تتراوح بين الزقزقات الطويلة والقصيرة Chirps التي تمزج وترتب بإتقان لإخراج مجموعة من الاغاني المختلفة، وقد يكون هناك تداخل معين بين هذه المقاطع يختلف من فصل لآخر، ولكنه نادرا ما تتكرر نفس المقاطع لفصول عديدة.
في عام 1992 اكتشف Fernando Nottebohm عالم أحياء في جامعة روكفلر کیف تستطيع هذه الادمغة الصغيرة لطيور الكناري من تعلم اغاني جديدة كل سنة، ولشدة دهشته – من حيث أن دماغ هذه الطيور لا ينمو بعد مرحلة النضج الجسمي الكامل – فقد وجد أن عملية تعلم الاغاني الجديدة تشمل انقباض وتمدد متزامن لانوية خلايا من الدماغ التي تسيطر على عملية التعلم الغنائی، وسمي أنوية هذه الخلايا ( Hyperstriatum Ventrale) HVc أو الانوية الذيلية Pars Caudalis.
واذا أعطيت الاناث هرمون Testosteron (هرمون ذکری) فان الاناث تبدأ في الغناء حيث ان لهذا الهرمون اثر منشط في مضاعفة عدد الخلايا وكبر حجمها . وتبدأ الخلايا في اضافة مجموعة أخرى من الخلايا حولها على شكل نسيج متشابك يشبه الشجرة مما يجعل التداخل والترابط Synapses بين الخلايا اكثر فاعلية ونشاطا.
يقول Nottebohm أن مزيدا من التداخل Synapses والتشابك ضروري جدا لنوع جديد من التعلم، فتكوين تشابك جديد قد يكون له أثر عكسي بمسح الأثر القديم، وعلى كل ينسي الطائر اغانيه اما لفقد التشابك او لموت الخلايا.
لمثل اعادة النشاط Rejuvenation في كل فصل فانه يفترض لنمو هذه المناطق الجديدة أن يكون هناك في الدماغ فراغ ومكان مناسب لها ولنسمي هذا الفراغ او المكان بالمكان غير المستعمل Unused Space سؤال يطرح نفسه هل يوجد مكان غير مستعمل في الدماغ، في الحقيقة توجد ولكن بكميات متفاوته، فتفاوت كمية الفراغ غير المستعمل يؤدي الى تفاوت في عدد المقاطع التي يتعلمها الذكر خلال كل فصل.
سامي قاقيش
مصدر الصورة
pixabay.com