يتبنى التربويون مفهوم التعلم الذاتي بعد ما أكدته كثير من البحوث والدراسات التي أجريت لتقويمه: من أنه يتيح للمتعلم أشكالا مختلفة من التفاعل المحسوب له في كل موقف تعليمي ويحقق الأهداف التعليمية بما مع قدراته واهتماماته باعتباره الأسلوب الأفضل للتعامل مع مشكلة التزايد في المعرفة الإنسانية وإعداد المتعلم ليواصل تعليمه بنفسه بعد الانتهاء من دراسته ولما يتميز به من خصائص ومزايا.
مزايا التعلم الذاتي
يمكن إيجاز مزايا التعلم الذاتي فيما يلي:
1 – مراعاة الفروق الفردية:
ظهرت العديد من الدراسات السيكولوجية التي أوضحت أن هنالك فروقا بين الأفراد في العمر الواحد في نواحي كثيرة كالذكاء والقدرة على التحصيل والفهم والإدراك والاختلافات في الميول والاتجاهات والاهتمامات ودلت البحوث أن أفراد النوع الواحد يختلفون فيما بينهم.
وعلى هذا فالتعليم يجب أن يقابل متطلبات المتعلمين وفقا لحاجتهم الفردية حيث أن الكتب المقررة والأنشطة توضح عادة للمتوسط من المتعلمين ضوء معايير خارجية يراها المسئولون مناسبة لمرحلة معينة ويتم إغفال مابين التلاميذ من فروق فردية.
والتعلم الذاتي يقدم حلا لهذه القضية فهو يسمح للمتعلم بحرية استخدام الوقت ويسمح لكل متعلم أن يحدد المسار الذي يناسبه في سعيه لتحقيق الأهداف الموضوعة كما أنه يتيح للمتعلم فرصة التعلم في مجموعات كبيرة أو صغيرة أو الدراسة المستقلة ودقة السرعة الذاتية ويرى الباحث أن الفروق الفردية تعد أهم المبادئ التي يراعيها التعلم الذاتي وذلك عن طريق التشخيص الدقيق للخصائص المميزة لكل متعلم سواء كانت نفسية أو عقلية ويقوم بع ذلك بإعداد المواد التعليمية وطريق التدريس والأنشطة التعليمية التي تلائم أساليب التعلم لكل فرد متعلم أو لكل مجموعة من المتعلمين يتفقون في القدرات والحاجات والرغبات.
2 – إيجابية المتعلم وتفاعله:
أوضحت الدراسات التربوية أيضا أن التعلم الذاتي يتم من خلال نشاطا المتعلم. وأن أفضل أنواع التعلم هو القدرة على العمل والنشاط والمبنى على إيجابية المتعلم في البحث عن المعلومات والاستنتاج.
وعلى عكس ما يتم في التعلم النمطي الذي يؤدي إلى سلبية المتعلم حيث يتسم المتعلم بالسلبية والاعتماد على المدرس في مختلف المواقف التي يمر بها. وتؤدي تلك السلبية إلى أن يعدم لديه القدرة على الخلف والإبداع.
إلى جانب أن التعلم الذاتي يتميز بتوفير أشكال متنوعة ومتعددة من إيجابية وتفاعل في المواقف التعليمية كالتفاعل بين المتعلم والبرنامج التعليمي بحيث يمكن تلقى تغذية راجعة عن صحته وعن مدى التقدم الذي يحرزه بما يؤدي إلى دافعيته الذاتية ورغبته الحقيقية في التعلم إلى جانب تفاعل المتعلم بغيره من المتعلمين سواء كان هذا التفاعل من خلال مجموعة أو مجموعات كبيرة بما يؤدي إلى تقييم الإحساس بالمشاركة والمسؤولية الاجتماعية والتعلم من الآخرين ولتنمية الثقة بالنفس والقدرة على تعلم أشياء جديدة والنجاح في المواقف المختلفة.
3 – حرية المتعلم في الدراسة المجالات المختلفة وفقا لتوجهاته الذاتية:
من أهم المبادئ التي أصبحت اليوم ركنا أساسيا في التعلم المعاصر، أن التعلم حق لكل المواطنين باختلاف مستوياتهم ومذاهبهم، ومراكزهم الاجتماعية ولذا يدعوا بعض المربين إلى إعطاء المتعلم الحرية في تقدير ما يريد أن يتعلمه، وإعطاء الفرص لكل طالب لأن يتقدم في كل مجال من مجالات الدراسة، وفق قدراته الخاصة مما يؤدي إلى إتاحة الظروف النفسية التي تدفعه إلى تعلم أكثر فعالية. ولكي يؤدي الفرد عملا بنجاح يرى الباحث، أن يتاح دافعيته نحو تعلم أشياء جديدة، واتخاذ القرارات الإبداعية لدى الطالب، وتلك القدرات نجد فرصتها أكثر في الجهد الذاتي والنشاط المنسق من داخل المتعلم، وهذا ما يؤكده ويدعوا إليه أسلوب التعلم الذاتي.
4- التعلم الذاتي للمتعلم:
يتميز التعلم الذاتي بأنه يسمح للتلميذ بتقويم وتوجيه نفسه ذاتيا، ولا ينقل الطالب من وحدة إلى أخرى إلا بعد أن يتم إتقانه للوحدة موقع الدراسة، ويعد التقويم الذاتي في رأي الكثيرين من الشروط الضرورية لتدعيم الاستقلالية لدى المتعلم.