فاروق أبو طعيمة *
إن تقليص انبعاث الغازات ليس مثاليا، فهو عرضة للتلاعب، ذلك أن الشركات في الدول الأخرى زادت في بعض الأحيان من إنتاج المواد الملوثة للحصول على فوائد من تقليصها لاحقا. ويمكن أن يستخدم مشروع القانون المقترح من جانب الكونغرس لدفع الأمور باتجاه تقديم المعونات لبعض المشاريع البيئية.
زراعة وحماية الغابات يساعد على مكافحة الاحتباس الحراري، لأن الأشجار تمتص ثاني أكسيد الكربون من الجو وتحوّله إلى وأكسيجين.
كما أن الأشجار تمتص الماء من الأرض، مما يساعد على تشكيل السحاب التي يحمي الأرض من أشعة الشمس.
إلا أن نتائج هذه الدراسة التي تمت مناقشتها خلال اجتماع للاتحاد الأمريكي للعلوم الجيوفزيولوجية (أمريكن جيوفزلوجي يونين) ، تشير إلى أن غرس الغابات بطريقة عشوائية قد تكون له نتائج عكسية على البيئة.
يقول غوفينداسامي بالا من مختبرات ( لورانس ليفرمور ناشيونل لابورتريز) “إن دراستنا الجديدة تظهر بأن الغابات الاستوائية هي الوحيدة التي تساعد بقوة على إبطاء الاحتباس الحراري”.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بالا قوله إن في المناطق الرطبة من الأرض، يختزن غطاء الأشجار أشعة الشمس التي تعكسها الثلوج على الأرض مما يقوم بـ”إلغاء أو تجاوز”التأثير الخالص للجليد.
ويضيف كاتب آخر شارك في التقرير، كان كالديرا من مؤسسة (كارنيجي انستيتيوت) الأمريكية، إن الدراسة تلمح إلى أنه “من المهم أكثر الحفاظ على الغابات الاستوائية مما كان هو معتقد من قبل”.
لكن كالديرا أطلع وكالة أسوشييتد برس بأنه “قلق بعض الشيء من أن يفهم من هذا أنه يجوز قطع أشجار الغابات باسم حماية البيئة”.
ويشير نموذج إليكتروني على الكمبيوتر صاغه كتاب التقرير إلى أن قطع الأشجار في المناطق الواقعة على خطوط العرض الشمالية قد يساعد على محاربة الاحتباس الحراري. وامتدح البروفيسور ستيفن دابلو رانين من معهد البيئة بجامعة مونتانا الأمريكية العلماء الذين كتبوا التقرير على أنهم “خلقوا نقاشا علميا حيا”.
ويوضح أتشيم ستاينر رئيس برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة إن المناقشات بين الوفود هامة غير أنها معقدة أيضا وبطيئة ومن الصعب على الشخص العادي أن يتابعها.
وأضاف “ولكن في الوقت نفسه يمكن للمواطنين أن يتصرفوا في الوقت الذي تتفاوض فيه الحكومات”. وتابع يقول إن “زراعة الأشجار هي اقتراح رابح للغاية، وهناك عدد قليل منها في عالمنا اليوم”.
وأشار ستاينر إلى إن زراعة مليار شجرة من شأنه أن يؤدي إلى امتصاص نحو 250 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون الذي يرفع درجة حرارة الجو.
نوهت الفاو إلى أهمية غرس الأشجار في المناطق الاستوائية حيث تنمو بسرعة وتمتص الكربون من الجو بشكل أسرع وبكميات كبيرة في فترة وجيزة نسبيا حيث تستطيع الغابات امتصاص كمية تصل إلى 15 طنا من الكربون في كتلتها البيولوجية والخشبية لكل هكتار سنويا.
بدورها وجهت جماعة السلام الأخضر (جرين بيس) الناشطة في مجال حماية البيئة تحذيرا لمنظمة التجارة العالمية من أن فتح المزيد من الأبواب أمام تجارة الأخشاب يهدد الغابات القديمة المتبقية خاصة في إندونيسيا والبرازيل وبابوا غينيا الجديدة.
لذلك فإن زراعة الأشجار، وعلى مستوى العالم، وإعادة الغابات، هو أمرٌ له دور حيوي وأساسي في تخفيض الضغط على الغابات الرئيسية والحفاظ على أماكن معيشة الكائنات الطبيعية، وفي الحد من تآكل التربة، وامتصاص ثاني أوكسيد الكربون، مما يعني إبطاء عملية الاحتباس الحراري العالمية. وأخيراً، الحفاظ على التنوع الحيوي والمعايش الطبيعية لفصائل حيوانية ونباتية كثيرة. وتوفر الغابات الاستوائية أماكن معيشة لأكثر من نصف الفصائل الحيوانية والنباتية المعروفة.
الطاقة الذرية هل هي الحل الأمثل ؟
• الطاقة الذرية تعتبر الطاقة الأقل إصدارا لغازات الدفيئة وقد أفاد تقرير صادر عن مكتب الطاقة الذرية الأوروبية أنه باستطاعة أوربا زيادة طاقتها الذرية إلى ثلاثة أضعاف حتى عام 2050 وهذا يؤدي إلى تفادي إصدار 6.3 مليار طن من غاز CO2 .
• و التوسيع في استخدام الطاقة الذرية في الدول الصناعية يجابه بحملة مضادة قوية من المدافعين عن البيئة وخاصة بعد حادثة تشرنوبل.
• أما انتشار الطاقة الذرية في الدول النامية فانه يتعثر بسبب القدرة الاقتصادية والفنية الضعيفة إضافة إلى ضغوط الدول الصناعية لعدم انتشار الطاقة الذرية في البلدان النامية ونشير إلى أنه لم يتم بناء أي مركز طاقة ذري منذ عام 2000 في الدول النامية.
ما هي إذا مصادر الطاقة البديلة ؟
مصادر الطاقة البديلة محدودة حتى الآن ومن أهمها :
• الطاقة الشمسية
• الطاقة الهيدروليكية الطبيعية الناتجة عن حركة المياه في الأنهار أو حركة المياه في البحار
• طاقة الرياح
ولكن المشكلة ليس فقط في إنتاج الطاقة البديلة بل في تحويلها إلى الاستثمار المباشر من قبل الإنسان .
تجميع ثاني أكسيد الكربون الذي يسبب الاحتباس الحراري من محطات توليد الطاقة والمصانع التي تستخدم الوقود الحفري ونقله في أنابيب ثم دفنه في صخور مسامية على عمق عدة كيلومترات تحت سطح الأرض. لكن المسألة تحتاج إلى أساليب تكنولوجية جديدة لتقليص التكلفة المرتفعة التي من شأنها أن ترفع تكاليف الطاقة المنزلية قبل الحديث عن فحم نظيف. كما أن هناك مشاكل تتعلق بمنع ومراقبة التسرب وتحديد المسؤولية عنه. غير أن احتمال تجاوز الاقتصاد العالمي الذي يعتمد على الوقود الاحفوري للمستويات المستهدفة لانبعاثات الغازات الضارة بحلول عام 2050 وما يرتبط بذلك من مخاوف من تغيرات مناخية خطيرة هو الدافع وراء الأبحاث التكنولوجية.
وينظر إلى هذا الحل باعتباره سهلا نسبيا حيث يقوم على استمرار توليد الطاقة باستخدام الوقود الاحفوري بدلا من استبدال جزء كبير بالطاقة التي تولد باستخدام الريح والطاقة الشمسية والنووية أو بأساليب أكثر كفاءة في استخدام أنواع الوقود العادية. يقول ال غور نائب الرئيس الأميركي السابق خلال زيارة لأوسلو للترويج لفيلمه الوثائقي عن تغير المناخ ( لا يوجد حل سحري واحد لحل (مشكلة) التغير المناخي بل توجد عدة حلول سحرية. وأضاف من الواضح أن تجميع الكربون أحد تلك الحلول.. ربما يحالفنا الحظ ويكون هو الحل الواحد السحري ). وتشير دراسات الأمم المتحدة إلى أن دفن ثاني أكسيد الكربون يمكن أن يكون له دور أكبر في مكافحة ارتفاع درجة حرارة الأرض خلال القرن الحالي من أي إجراء آخر.
الاحتباس الحراري يؤثر على الصحة البشرية
1 – ارتفاع نسبة الإصابة بمرض الربو وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى، نتيجة تلوّث الهواء المرتبط بثقب طبقة الأوزون.
2 – أوضحت الدراسات الأولية أن ارتفاع درجات الحرارة في الكرة الأرضية يؤدي إلى تغيرات مناخية كبيرة في هذه المنطقة، منها الجفاف والأعاصير والفيضانات.
كما يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى انخفاض نوعية مياه الشرب في بعض المناطق مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الأمراض التي ينشرها البعوض الذي يعيش في المياه الراكدة.
مثل الملاريا والحمى الصفراء والتهاب السحايا كذلك أمراض الكوليرا وأمراض التسمم الغذائي كالسلمونيا والشيقيلا. كما أن ارتفاع الحرارة يزيد من نسبة الإصابة بما يسمى بضربة الشمس ويتسبب في خسارة الكثير من الثروة السمكية وتزداد أمراض الأسماك والثروات الطبيعية الأخرى وهو مصدر حياة وغذاء النوع البشري.
* باحث وكاتب في القضايا العربية والإسلامية المعاصرة والبيئة والتربية
الشكر الجزيل لكم على التوضيح حول طرق الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري