المهندس أمجد قاسم
إن المتابع لقطاع الطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة يلمس نهضة شاملة في هذا المجال، وتحولات جذرية، فبالرغم من أن الإمارات من الدول المنتجة للنفط، إلا أنها أولت قطاع الطاقة المتجددة جانبا كبيرا من اهتمامها ، بحيث أصبحت رائدة في هذا المجال، وقد سخرت كل الإمكانيات لتحقيق قصب السبق في هذا المجال.
ويجمع المراقبون والمتابعون لقطاع الطاقة في الإمارات العربية المتحدة، مدى حرص أصحاب القرار في البلاد على النهوض بقطاع إنتاج الطاقة من المصادر المتجددة.
فحسب ما صرحت به هيلين بيلوسي المدير العام المؤقت للوكالة الدولية للطاقة المتجددة خلال محاضرة ألقتها في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مقر المركز في أبوظبي فإن دولة الإمارات العربية المتحدة من حقّها أن تفخر بإحرازها قصب السبق في ميدان الطاقة المتجدّدة، بالتزامها توليد 7% من طاقتها الكهربائية من الطاقة المتجدّدة بداية هذا العقد، بالإضافة إلى مبادرة مصدر.
وبينت أن الوكالة الدولية للطاقة المتجدّدة (إيرينا) ستدعم من مقرّها في أبوظبي أعضاءها في منطقة الخليج لتسريع وتيرة الوعي بالطاقة المتجدّدة، وتبنّي تقنياتها من خلال ما تقدمه من نصائح إليها حيال السياسات، والأطر التنظيمية، والأدوات المالية، وبناء القدرات، والبيانات الإحصائية، والمعلومات الداعمة، وبتضافر جهود الجميع يمكننا استغلال الإمكانات الهائلة للطاقة المتجدّدة لما فيه خير أجيال الحاضر.
وقالت بيلوسي ( بالرغم من أن لا أحد يجادل لتحديد التاريخ الدقيق لحصول ذروة النفط والغاز، فلا ريب في أننا على عتبات نقلة مهمّة في الطاقة، حيث ستلعب أنواع الطاقة المتجدّدة دوراً رئيسياً في المجتمعات وفي الميادين كافة، خاصة أنه تم على الدوام ربط التحوّلات في نماذج الطاقة، كاستعمال الفحم الحجري في الماضي، ومن بعده النفط والطاقة النووية، بالتطورات الرئيسية التي تشهدها التقنيات ذات العلاقة. واليوم تتجه تقنيات الطاقة المتجدّدة بدورها صوب عهد جديد، وهو أنموذج جديد للطاقة سيحدث انقلاباً علمياً في أنماط تفكيرنا).
كما أكدت المحاضرة بيلوسي ( إلى أنه لم يغِب عن بالنا قطّ أن مصادر الوقود الأحفوري مصيرها النضوب، كما أن العائد المحتمل من الطاقة المتجدّدة يزيد على 2000 ضعف حجم استهلاك الطاقة الحالي، بالإضافة إلى أن العمر المتوقّع للشمس يصل إلى خمسة مليارات عام. وقد كنا نعيش في السابق ضمن نظام طاقة مركزي، أما الآن فسنتحوّل إلى نظام لامركزي يتألف من مصادر إنتاج عديدة يشمل “المنتجين-المستهلكين” prosumers، وهو نظام يجمع بين دور منتجي الطاقة ومستهلكيها. فبعد أن اعتدنا شبكة كهرباء جامدة غير تفاعلية؛ ستتمتّع الشبكات الذكية المستقبلية بالذكاء والمرونة معاً، ولأننا دأبنا على الاعتقاد أنه ليس في الإمكان تخزين الكهرباء بكفاءة، فقد استثمرنا في سعات زائدة لتلبية الطلب على الكهرباء في ساعات الذروة. وغداً، ستغيّر بطاريات ملايين المركبات هذا النموذج تغييراً جذريا)
يذكر أن حجم الاستثمار في إنتاج الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة بلغ في عام 2008 حوالي 140 مليار دولار، وان حجم الاستثمار في هذا المجال في طريقه للتزايد بشكل كبير، هذا علما بان منطقة الخليج العربي تمتلك كميات كامنة للطاقة المتجددة هائلة جدا، فالطاقة الشمسية الموجودة في تلك المنطقة تؤهلها لأن تكون من احد أهم المناطق في العالم التي يمكن أن تكون منتجة للطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية.