تعود أصول الإشراف الاكلينيكي Clinical Supervisionالذي هو من أساليب التدريب اثناء الخدمة الى بعض المفاهيم القديمه للإشراف التربوى حيث جرت العادة على أن يقوم المشرف بمشاهدة التعليم الصفي للمعلم، ثم يجلس معه في نهاية الحصة لمساعدته في اعادة النظر في بعض جوانب تدريسه والتخطيط لحصصه في اليوم التالي بطريقة افضل.
إلا ان استعمال الاشراف الاكلينيكي في برامج التدريب أثناء الخدمه أخذ بالتزايد بعد ان تم تطويره خلال عقد الستينات للتغلب على بعض جوانب سوء الاستعمال ولتوظيف بعض مبادىء الارشاد غير المباشر والدراسات الخاصة بالمقابلة والتعليم المصغر Micro teaching
وقد أسهم هذا النوع من اساليب التدريب اثناء الخدمه اسهاما كبيرا في تحسين ممارسات المتدربين من خلال تزويدهم بأنماط من الخبرة التربوية التى تتصف بأنها منظمة متسلسله ومنطقية . وبالإضافة الى ان هذا الأسلوب من الاشراف هو نظام يحمل وزنا كافيا لضمان الأثر المطلوب ويتصف بالدقة التى تصيب الهدف المنشود، فانه يبنى علاقة حميمه بين المشرف والمتدرب يشعر المتدرب معها بحاجته الى تلقي المساعدة التي يحتاجها، ويجد القبول عند المتدرب ويحقق اهداف التدريب عند المتدرب بطريقة لا تحمل معنى التوجيه .
وتتصف النماذج المختلفة للاشراف الاكلينيكى بعدد من الخصائص المشتركه اذ تتم من خلال مجموعه محددة من الخطوات لا تختلف الا في التفاصيل ويتكون احد هذه النماذج من الخطوات التالية :
1- الاجتماع القبلي وهو اجتماع المرشد والمتدرب قبل الزيارة الصفية يجرى فيه الاتفاق على غرض الزيارة وتحديد مجال اهتمام معين يشعر المتدرب انه بحاجة الى اختباره وتلقي بعض المساعدة بشأنه ويتم التحديد بطريقة دقيقة بحيث يصاغ هدف الزيارة بعبارات سلوكه محددة ثم يتفق على معيار معين للأداء المطلوب، واخيرا اختيار اداة من ادوات المشاهدة.
2- المشاهدة وتتضمن قيام المرشد بزيارة المتدرب في غرفة الصف ومشاهدة عينة من سلوك المعلم في المجال الذي سبق ان اتفق عليه الاجتماع القبلي. ويتم في هذه الخطوة جمع البيانات اللازمة.
3- تحليل نتائج المشاهدة باستعراض اشكال التي جرت مشاهدتها ومن ثم تصنيفه الى سلوك يلزم تأكيده والمحافظة عليه وسلوك اخر يلزم تغييره.
4- اجتماع ما بعد المشاهدة ويتضمن مناقشة نتائج تحليل وقائع الزيارة وتقديم تغذية راجعة للمتدرب ثم تحديد استراتيجيات التغيير المطلوب.
5- اعادة الدورة ذات الخطوات الاربع السابقة من جديد، بحيث يجرى تناول نفس الموقف لمزيد من التطوير، او التعامل مع جانب جديد من حاجات المتدرب.
وقد يشترك في الزيارة شخص اخر تتحدّد صفته في ضوء حاجة المتدرب وقد يحتاج الاشراف الاكلينيكي ان يتعزز باسلوب تدريبى آخر، وخاصة عندما يحتاج المتدرب الى تطوير مهارات او مفاهيم جديدة، مثل استعمال التعليم المصغر او الممارسة الموجهة، وخاصة في المراحل الاولى من برنامج التدريب.
ويقتضي نجاح هذا النوع من الاشراف ان يرتبط المشرف بعدد محدد من المتدربين ( 25 متدربا مثلا) لفترة طويلة نسبيا (سنتين مثلا) حتى يستطيع المشرف والمتدرب تحليل الحاجات الاساسية للمتدرب وحتى يتوفر عنصر المتابعة وتتأصل عند المتدرب الثقة بالمشرف من خلال شعوره برغبته وقدرته على مساعدته، وحتى تتأصل في المتدرب ثقته بنفسه من خلال شعوره بالنمو المهني المتزايد وبقدرته على تحسين ادائه وتطوير قدراته