الأمراض الحيوانية المنشأ خطر داهم على صحتنا

تعرف الأمراض حيوانية المنشأ بانها الأمراض المعدية التي تنتقل بين الحيوانات والبشر، وتتسبب بأمراض خطيرة للإنسان.

وبالرغم من تسليط الأضواء عالميا على انفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير، الا ان قائمة تلك الأمراض طويلة فهي تضم السالمونيلا ومرض السعار وأمراض الحساسية وغيرها.

اذ يتسبب السعار الحيواني (الكلب) في موت 55 ألف شخص سنويا في العالم ولا سيما في اسيا وافريقيا استنادا الى منظمة الصحة العالمية،

السبب المباشر

يمكن أن يكون سبب هذه الأمراض الحيوانية المنشأ، البكتيريا والفيروسات والطفيليات والفطريات.

بالإضافة الى ذلك، يمكن أن يحدث انتقال المرض من خلال الاتصال المباشر بالحيوانات المصابة أو سوائل أجسامها، أو استهلاك أغذية أو مياه ملوثة، أو من خلال ناقلات مثل البعوض والقراد.

فمنذ ثمانينيات القرن الماضي، بينت الدراسات ان القردة قد تسببت في انتقال مرض الايدز الى الانسان.

وأن الماشية تسببت في مرض كروتزفيلد جاكوب المعروف بجنون البقر البشري والخفافيش في حمى ايبولا والسنور في السارس او الالتهاب الرئوي الحاد.

بالإضافة الى ذلك انواع الحمى النزفية مثل القرم-الكونغو ولاسا ووادي الريفت ومابورغ او فيروس هيندرا او النيل الغربي التي سميت بأسماء الاماكن التي عبر فيها الفيروس الحاجز لينتقل من الحيوان الى الانسان.

مخاطر الأمراض الحيوانية المنشأ على البشر ما يلي:

1- انتقال العدوى من الحيوانات إلى البشر:

حيث تنشأ الأمراض الحيوانية المنشأ في الحيوانات وتنتقل إلى البشر، مما يشكل خطراً كبيراً على الصحة العامة.

كذلك يمكن أن يحدث هذا الانتقال من خلال الحيوانات الأليفة أو الحياة البرية أو الماشية.

2- الأمراض المعدية الناشئة:

العديد من الأمراض المعدية الناشئة ذات طبيعة حيوانية، فعندما تعبر مسببات الأمراض الجديدة حاجز الأنواع وتصيب البشر، فإنها يمكن أن تؤدي إلى تفشي المرض أو الأوبئة.

تشمل الأمثلة فيروس الأنفلونزا H1N1 وفيروس SARS-CoV-2 المسؤول عن كوفيد-19.

3- مستودعات العدوى:

يمكن أن تكون الحيوانات بمثابة مستودعات للعوامل المعدية، مما يوفر مصدرًا للعدوى المستمرة.

نتيجة لذلك قد تستمر بعض الأمراض الحيوانية المنشأ في التجمعات الحيوانية، مما يجعل السيطرة عليها والقضاء عليها أمرًا صعبًا.

4- الانتشار العالمي:

الأمراض الحيوانية المنشأ لديها القدرة على الانتشار عالميًا بسبب زيادة السفر والتجارة الدولية.

هذا يعني ضرورة رصد هذه الأمراض والتعرف عليها على المستوى العالمي لمنع انتشارها السريع.

5- الأثر الاقتصادي:

من ناحية أخرى يمكن أن يكون للأمراض الحيوانية المنشأ عواقب اقتصادية كبيرة بسبب التكاليف المرتبطة بالرعاية الصحية، وتدابير مكافحة الأمراض، والآثار المحتملة على الزراعة والتجارة والسياحة.

6- نهج صحي واحد:

يتطلب التصدي للأمراض الحيوانية المنشأ نهج “الصحة الواحدة”، الذي يعترف بالترابط بين صحة الإنسان والحيوان والصحة البيئية.

وينطوي هذا النهج على التعاون بين المتخصصين في مجال صحة الإنسان، والطب البيطري، والعلوم البيئية للوقاية من الأمراض الحيوانية المنشأ ومكافحتها.

7- مقاومة مضادات الميكروبات:

يتم علاج بعض الأمراض الحيوانية المنشأ بالمضادات الحيوية، ويمكن أن يساهم سوء استخدام هذه الأدوية في الحيوانات في تطوير مقاومة مضادات الميكروبات.

وبالتالي فإن ذلك يشكل تحديات في علاج الالتهابات في كل من البشر والحيوانات.

خطر داهم

نتيجة لتلك المخاطر فقد بينت منظمة الصحة العالمية على ان ثلاثة ارباع الامراض الجديدة التي اصابت الانسان في السنوات العشر الماضية انتقلت اليه من حيوانات او من منتجات حيوانية مما يستدعى فرض رقابة مشددة على الامراض الحيوانية.

هذا وتعتبر الاغنام المصدر الرئيس للأمراض التي تنتقل الى الانسان، وكذلك الكلاب و القطط و الأرانب و الطيور و الحمام.

واضافة الى فيروس اتش5ان1 تنقل الطيور مرضا خطيرا اخر هو السالمونيلا القاتل احيانا الذي ينتقل من خلال تناول البيض او منتجات ملوثة اخرى والذي يصيب ملايين البشر

باختصار، تشتمل الوقاية من هذه الأمراض والسيطرة عليها، المراقبة والكشف المبكر والتعاون بين قطاعي الصحة البشرية والحيوانية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن تعزيز النظافة المناسبة، والاستخدام المسؤول للمضادات الحيوية، واتخاذ تدابير للحد من الاتصال بين البشر والحيوانات التي يحتمل أن تكون مصابة، يمكن أن يساعد في التخفيف من المخاطر المرتبطة بهذه الأمراض.

اقرأ أيضا

مخاطر الحيوانات الأليفة المنزلية على صحة الإنسان

تقبيل حيوانك الأليف قد لا يكون آمنًا.. امراض خطيرة قد يحملها لك

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

زيت الزيتون وفوائده الصحية ودوره في حماية القلب ومكافحة الأمراض

يُعدُّ زيت الزيتون من أبرز المكونات الغذائية التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط، ويحتل مكانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *