أوضح بحث من جامعة أوتاوا لدراسات القلب أن أحد الأنواع الشائعة من أمراض القلب الارتجاف الأذيني يحدث بسبب طفرة جينية تحصل أثناء تطور الجنين داخل الرحم. ويقدم هذا الاكتشاف الهام نظرة جديدة عن كيفية تطور الأمراض الشائعة، ويتوقع أن يزود المعالجة الموجهة بمعلومات للمساعدة في العلاج أو الوقاية من الارتجاف الأذيني الذي يضر بالملايين في أميركا الشمالية والمسؤول عن أكثر من ثلث النوبات القلبية.
وأعلنت مجلة نيو إنجلند للطب عن نتائج هذا الاكتشاف. وقاد هذا العمل معهد القلب للدكتور مايكل غولوب اختصاصي الاضطراب الإكلينيكي والمتخصص في علم الوراثة ورئيس مختبر أبحاث الاضطراب التابع للمركز الكندي لعلم الوراثة الخاص بالقلب والأوعية الدموية.
ويعد الارتجاف الأذيني يعتبر النوع الأكثر شيوعا من اضطرابات القلب (حيث تصبح نبضات القلب غير طبيعية). وهو ينتج عن نبضات كهربائية عشوائية. وبدلا من أن يضخ الدم بفعالية، فإن هذه الحالة تسمح للدم بأن يتجمع ويتكتل في القلب مسببة جلطة في بعض الأحيان.
وبملاحظة أن حالات الإصابة بالارتجاف الأذيني ضمن العائلة تبقی نادرة الحدوث، افترض الباحثون أن حالات هذا المرض التي لا يتضح لحدوثها سبب معين قد ترجع إلى الطفرة المحصورة في نسيج القلب.
ركز د. غولوب وزملائه على جين يدعى (GJA5) يصنع البروتين المسمى 40 Connexin، وهذا البروتين خاص بنسيج الأذين ويقوم بدور حاسم في كيفية تصرف النبضات الكهربائية. وكان الفريق قد اكتشف تحولا في الجين المنتج ل Connexin 40 في المصابين بالارتجاف الأذيني.
وأثبت الباحثون أن المرض متعلق بالنسيج ولا يظهر في جميع خلايا الجسم، حيث توصلوا إلى أن الطفرة تحدث فقط في نسيج القلب وليس في خلايا دم المرضی.
وتتم حالية معالجة الارتجاف الأذيني بعلاج لا يستهدف بروتين 40 Connexin بشكل خاص، كما يستعمل الإجراء عن طريق القسطرة لكنه يتعدى على الأنسجة السليمة ويمكن أن تنشأ عنه مضاعفات خطرة مثل النوبة القلبية والموت. وبالتوصل إلى الآلية المسؤولة عن الارتجاف الأذيني، فإنه يتوقع أن تتطور الأدوية التي تستهدف 40Connexin للحد من المرض أو السيطرة عليه.
مصدر الصورة
pixabay.com