اضطرابات النطق والكلام لدى الأطفال

يتعرض بعض الأطفال إلى اضطرابات في الكلام خاصة في السنوات الأربع الأولى من الحياة ولكنها قد تختفي مع النمو أما إذا استمرت فإنها تستدعي التدخل العلاجي.

ومن انماط أمراض الكلام والنطق تأخر سن الكلام وضآلة المفردات و تركيبات الجمل واحتباس الحديث ، والتأخر وعدم القدرة على التعبير اللغوي، والنكوص اللغوي «اي تحدث الطفل بطريقة أقل من عمره، والكلام التشنجي، والتأتأة والتلعثم والعيوب الصوتية واضطرابات الطلاقة التعبيرية والخوف من الحديث أمام الغرباء.

وكثيرا ما يصاحب هذه الاضطرابات أعراض حركية سواء في الأطراف السفلى أو العليا وارتعاش العيون وتمييل الرأس إلى اتجاهات مختلفة كتعبير جسدي عن الشعور بالقصور اللغوي وغالبا ما يصاحب هذه الحالات خاصة بعد الطفولة المبكرة أعراض وحالات نفسية من قلق وانطواء واكتئاب واضطراب الثقة بالنفس وازدياد الانفعالات والاضطرابات السلوكية مثل السلوك التهجمي او العنف.

ولهذه الحالات أسباب نفسية وأخرى عضوية وتتمثل الأسباب النفسية بقلق المواجهة والكبت من قبل الوالدين والمحيطين والقلق الفائض والحرص الزائد على الأطفال وقلق الأهل على الطفل من ناحية النطق، واستخدام أسلوب التسلط والقمع والمنع من قبل الأهل في الوقت الذي يريد فيه أن يبدي تعبيرا لغويا ما.

وفي بعض الحالات تكون ناجمة عن تدني درجة الذكاء، وسوء التوافق الأسري وتصدعها والمستوى القليل من الحديث في المنزل، وفقر الحديث من قبل الأهل مع أطفالهم، والتقليد للكلام المضطرب، ومحادثة الطفل بنفس الطريقة التي يتكلم بها:

أما الأسباب العضوية، فأكثرها شيوعا إصابات الدماغ وأعصاب المناطق المتعلقة بالكلام في الدماغ سواء بالتلف او بعد التهاب او نزيف واضطرابات عضوية في الجهاز الكلامي «الفك، اللسان، الأسنان، الشفة» سواء بالتلف او التشوه وكذلك اضطرابات السمع.


ومن أهم طرق العلاج استثناء أية أمراض عضوية، وتجنب الإحباط والتعليق أو عقاب الطفل سواء كان كلاما او باللغة الجسدية، لأن في ذلك زيادة في شدة الحالة، والعلاج النفسي للآثار النفسية الناجمة عن مثل هذه الحالات لتعزيز الثقة في نفسية الطفل وإزالة أعراض القلق والكآبة التي تكرس هذه الاضطرابات وقد تكون السبب في حدوثها.

د. محمد عبد الكريم الشوبكي
استشاري واختصاصي الأمراض العصبية والنفسية

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

طرق التربية بين الماضي والحاضر

لطالما كانت التربية أحد الأسس الرئيسية لتشكيل شخصية الإنسان وتطوير المجتمع. ومع تغير الزمن، شهدت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *