تعاني كثير من النساء من اضطرابات الدورة الشهرية /pixabay

اضطرابات الدورة الشهرية وعلاقتها بالنحافة والسمنة

د. سميح خوري
اختصاصي في الامراض النسائية والتوليد

آفاق علمية وتربوية – هناك نوعان من سوء التغذية يتسببان في اضطراب الدورة الشهرية كتباعد فترات قدومها او غيابها، وهما:

1. النحافة:

النحافة نوعان، نوع اختياري كاتباع رجيم التنحيف لمدة طويلة، ونوع عفوي لعلة ما. وقد يسأل سائل: هل تتسبب النحافة عن خلل هرموني ام هي التي تؤدي الى اضطراب مواعيد الدورة؟

والجواب عن هذا التساؤل، هو أن النحافة هي التي تفعل فعلها في انتظام العادة الشهرية كتباعد فترات الميعاد او انقطاعها أي عدم مجيئها. ولماذا؟ لأن قلة التغذية تحدث انخفاضا في عمليات الأيض وهذا بحد ذاته يشكل عملا مؤذيا لوظيفة المبيض المولدة للهرمونات الانثوية وانتاج البويضات.

وهذا الخلل في وظيفة المبيض الناتج عن قلة التغذية المزمن يعود سببها الى الاقلال او الحد من كمية هرمونات التناسل المفرزة من الغدة النخامية.

وهناك حالة سريرية تشاهد احيانا وهي رفض الطعام «Anorexia nervosa» عند الفتيات وسبب نشوئها على الأغلب عوامل نفسية. في هذه الحالة، نجد هزالا شديدا وانقطاع الدورة الشهرية وامساكا واستفراغا وعدم تناول الطعام وآلاما في البطن.

وهنا يجب ان ننبه الشابات اللواتي يتقيدن بالحمية القاسية ولفترة طويلة، أن ذلك سيسبب تلفا في خلايا ما تحت السرير البصري (جزء من الدماغ) وخللا في وظيفة الغدة النخامية فتكون عاقبة ذلك إلعقم مستقبلا.

يعالج اضطراب الدورة الشهرية المتسبب عن النحافة باستعادة الوزن الطبيعي للجسم وذلك بالإقلاع عن اتباع حمية تخفيف الوزن غير المستندة الى قواعد علمية طبية.

2- السمنة:

هناك مشاهدات سريرية تتحدث عن علاقة اكيدة ما بين السمنة ووظيفة المبيض. وتبين أن السمنة الشديدة تعطل وظيفة المبيض وتسبب اضطراب مواعيد الدورة الشهرية وحتى احداث العقم.

توجد بعض الحالات التي تبين أن هناك علاقة بين السمنة واضطراب وظيفة المبيض عند المرأة.

فمثلا في حالة سن اليأس يحدث ضمور المبيضين ويكون انتاج الهرمونات الأنثوية المبيضية قليلة جدا مما قد يتسبب عن هذا السمنة عند النساء اللواتي دخلن سن اليأس. وكذلك نجد السمنة عند اللواتي يعانين من مرض تكيس المبايض.

من المعروف أن الزيادة المفرطة في تراكم الدهون في جسم المرأة تسبب اضطرابا في عملية الاخصاب. وتفسير ذلك أن خلايا الدهن تنتج وتخزن هرمون الاستروجين الذي يضفي على الاناث انوثتهن من نمو الثدي واستدارة القوام.

ففي الحالات الطبيعية، ينتج هرمون الاستروجين تحت الظروف العادية بصفة دورية . غير متواصلة، وفي هذه الاثناء يرسل الجسم للدماغ اشارات معينة لاطلاق هرمونات خاصة تدفع عملية التبويض لكي تتم بشكلها الطبيعي.


وفي حالة السمنة يحدث في الجسم افراز كمية زائدة من هرمون الاستروجين تجعل عملية التبويض مستحيلة بسبب فشل اكتمال العملية الطبيعية اللازمة، وجراء ذلك يحدث اضطراب في الدورة الشهرية، ولكي تنتظم الدورة وتحصل عملية التبويض والانجاب لابد اذا من تخفيف الوزن الزائد.

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

زيت الزيتون وفوائده الصحية ودوره في حماية القلب ومكافحة الأمراض

يُعدُّ زيت الزيتون من أبرز المكونات الغذائية التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط، ويحتل مكانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *