ادمان العمل ” السيزيفيميا” الأعراض والعلاج

يعاني كثير من الأشخاص من حالة غريبة للإدمان وهي ادمان العمل والتي تعرف باسم “السيزيفيميا”، حيث يشعر من يصاب بهذا النوع من الإدمان بالشعور بالإحباط في حال لم يتم انجاز العمل على افضل واتم وجه.

أصل التسمية

السيزيفيميا (Sisyphusism) هي حالة نفسية تُشبّه بشخصية سيزيف في الأسطورة اليونانية، حيث كان سيزيف محكومًا بدفع صخرة ضخمة إلى أعلى تل فقط لتعود وتتدحرج إلى أسفل كلما اقترب من القمة.

ويستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى الشعور بالجهد المستمر والمستنزف الذي لا يحقق نتائج دائمة أو مُرضية، مما يؤدي إلى شعور باليأس والإحباط.

عادةً ما تُستخدم السيزيفيميا لوصف الحالات التي يشعر فيها الأشخاص بأنهم محاصرون في دائرة مفرغة من المهام أو التحديات التي لا نهاية لها، والتي تبدو بلا جدوى أو قيمة.

يمكن أن ترتبط هذه الحالة بمشاعر الإحباط، والإرهاق النفسي، وفقدان الأمل في التقدم أو النجاح.

معاناة مستمرة

يبين المتخصصون ان الانسان الذي ينخرط يوميا في عمله بشكل مفرط ويحاول تحقيق اعداف بعيدة المنال، وخلال ذلك يفكر وبشكل مستمر فيما يجب ان يقوم به في اليوم التالي مما يولد لدية شعورا بالإحباط لعدم قدرته على تحقيق أهدافه.

وعليه فان الانسان المصاب بالسيزيفيميا يفقد القدرة على التمييز بين العمل والترفيه والراحة وكذلك حياته الخاصة والشخصية.

أعراض الإصابة بالسيزيفيميا

1. الشعور باليأس والإحباط: الشعور بأن الجهود المبذولة لا تؤدي إلى نتائج مُرضية أو دائمة.
2. التعب النفسي والجسدي المستمر: الإحساس بالإرهاق الدائم نتيجة للجهد المستمر دون تحقيق تقدم ملحوظ.
3. فقدان الدافع والتحفيز: انخفاض الرغبة في العمل أو السعي لتحقيق الأهداف بسبب الشعور بأن الجهد المبذول لا يجدي نفعًا.
4. القلق والتوتر: زيادة مستويات القلق نتيجة للإحساس بالضغط المستمر والتحديات التي لا تنتهي.
5. الانطواء والعزلة الاجتماعية: الميل للانعزال عن الآخرين نتيجة للشعور بالإحباط واليأس.
6. التردد وعدم القدرة على اتخاذ القرارات: صعوبة في اتخاذ القرارات بسبب الخوف من أن تكون الجهود غير مجدية.
7. انخفاض الثقة بالنفس: الشعور بعدم القدرة على تحقيق النجاح وفقدان الثقة بالقدرات الشخصية.
8. الأفكار السلبية المتكررة: تكرار الأفكار السلبية حول الذات والمستقبل.
9. عدم الرضا عن الحياة: الشعور بأن الحياة ليست كما يجب أن تكون وعدم الرضا عن الوضع الحالي.
10.التوجه للتصرفات العدمية: التفكير في أن الجهود والعمل لا قيمة لهما وأن الحياة بلا معنى.

صفات الأشخاص المصابون بالسيزيفيميا

يتميز المصابين بالسيزيفيميا يصفات تميزهم عن غيرهم، منها:

1- الإصرار والعزيمة: يستمرون في بذل الجهد حتى في مواجهة التحديات المتكررة دون تحقيق نتائج دائمة.
2- التفاني في العمل: يميلون إلى العمل بجد واجتهاد على الرغم من الإحباط المستمر.
3- التوجه للكمال: غالبًا ما يسعون لتحقيق الكمال في كل ما يقومون به، مما يزيد من شعورهم بالإحباط عندما لا تتحقق النتائج المثالية.
4- التحمل العالي للضغط: قادرون على تحمل مستويات عالية من الضغط النفسي والجسدي لفترات طويلة.
5- الإحساس بالمسؤولية: يشعرون بمسؤولية كبيرة تجاه مهامهم وأهدافهم، حتى لو كانت تلك الأهداف غير قابلة للتحقيق.
6- التفكير العميق والتحليل: يميلون إلى التفكير الزائد والتحليل المستمر للمهام والتحديات.
7- الميل للانعزال: قد ينعزلون عن الآخرين نتيجة للشعور بالإحباط واليأس.
8- التفكير النقدي: يميلون إلى النقد الذاتي اللاذع والتفكير في أنهم ليسوا جيدين بما يكفي.
9- الشعور بالواجب: يشعرون بواجب قوي للاستمرار في المحاولة، حتى لو كانت المحاولات تبدو غير مجدية.
10- الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة

وعليه فان الأشخاص المصابين بالسيزيفيميا يكونون مهووسون جدا بالنجاح ، ويكون النجاح بالنسبة لهم أولوية مطلقة ولايتقبلون الخسارة وهم بالتالي يعتقدون أن ما يقومون به غير كاف أبدا، وذلك له سلسلة من العواقب”.

تجنب السيزيفيميا وعلاجها

طرق تجنب السيزيفيميا:

1. وضع أهداف واقعية:
حدد أهدافًا قابلة للتحقيق وقسّمها إلى مهام أصغر يمكن إكمالها تدريجيًا.
2. إدارة الوقت بفعالية:
استخدم تقنيات إدارة الوقت مثل قائمة المهام، وتحديد الأولويات، وتخصيص وقت محدد لكل مهمة.
3. الحفاظ على التوازن بين العمل والحياة الشخصية:
خصص وقتًا للراحة والاسترخاء والنشاطات الترفيهية.
4. التفويض:
لا تخف من طلب المساعدة أو تفويض المهام للآخرين عندما يكون ذلك ممكنًا.
5. التواصل الفعّال:
تواصل بوضوح مع الزملاء أو المشرفين بشأن توقعاتك وصعوباتك.
6. الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية:
مارس الرياضة بانتظام، واتبع نظامًا غذائيًا صحيًا، واحصل على قدر كافٍ من النوم.
7. تعلم تقنيات الاسترخاء:
جرب التأمل، والتنفس العميق، واليوغا، أو أي تقنية تساعدك على الاسترخاء.

علاج السيزيفيميا:

1. العلاج النفسي:
o العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد في تغيير الأنماط السلبية من التفكير والسلوك.
o العلاج النفسي الشخصي: يوفر الدعم والتوجيه للتعامل مع المشاعر والإجهاد.

2. الاستشارة المهنية:
التحدث مع مستشار مهني يمكن أن يساعد في تحديد الأسباب الجذرية للشعور بالإحباط وتقديم استراتيجيات للتعامل معها.

3. تقنيات إدارة الإجهاد:
تعلم وتطبيق تقنيات إدارة الإجهاد مثل التأمل، واليوغا، والتمارين التنفسية.

4. الدواء:
في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب باستخدام الأدوية المضادة للاكتئاب أو القلق.

5. الانخراط في الأنشطة الممتعة:
خصص وقتًا للهوايات والنشاطات التي تستمتع بها وتجعلك تشعر بالرضا.

6. المجموعات الداعمة:

الانضمام إلى مجموعات دعم الأشخاص الذين يعانون من مشكلات مشابهة يمكن أن يوفر التشجيع والإلهام.

نصائح إضافية:

• التعلم المستمر: تطوير مهارات جديدة يمكن أن يفتح فرصًا جديدة ويزيد من الإحساس بالإنجاز.
• التحفيز الذاتي: حافظ على التحفيز الذاتي من خلال مكافأة نفسك على تحقيق الأهداف الصغيرة.
• الإيجابية: حاول التفكير بشكل إيجابي والتركيز على النجاحات الصغيرة.

إن اتباع هذه الاستراتيجيات يمكن أن يساعد في تجنب السيزيفيميا وتحقيق توازن أفضل في الحياة، مما يؤدي إلى شعور أكبر بالرضا والإنجاز.

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

ارتفاع ضغط الدم .. القاتل الصامت وسبل الوقاية

يعد ارتفاع ضغط الدم، أو ما يعرف بـ”القاتل الصامت”، من أخطر الأمراض التي يمكن أن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *