ادى التوسع السريع في فلاحة الارض الواقعة تحت الري الى تكوين ضغط هائل على الموارد المائية المتاحة، واخذ استخدام المياه العادمة في النظام الزراعي بعدا جديدا في نوعية المنتوج الزراعي، فالمياه العادمة المعالجة ليست منقاة من المحتويات العضوية وغير العضوية، ويؤدي الاستعمال المتكرر او النسبة الزائدة من هذه المحتويات الملوثة الى تراكمها في النهاية بمستويات مؤذية في التربة وبالتالي في النباتات، كما ان تركيز الصناعات قرب الأودية او المجاري المائية يلعب دورا بارزا في زيادة المواد السامة في مياه الري.
وقد اثار الاستعمال الخاطئ والمكثف للرش الكيماوي قلقا خاصا حول المتبقيات الكيماوية في الخضار والفواكه. وتصل اخطار الكيماويات المستعملة الى الثروة الحيوانية التي ترعى داخل هذه المناطق ايضا مما يؤدي الى تركيز الكيماويات التي تظهر على سطح جسم الحيوان او في انسجته، كما يظهر بعضها في المنتجات الحيوانية كالحليب.
وتتأثر مستخرجات الالبان واللحوم سلبا بزيادة تركيز المواد الكيماوية في محيط الحيوان، التي قد تسبب امراضا للحيوان تنتقل الى الانسان من خلال مستخرجات الالبان.
وكان استخدام الاعلاف المركزة والقلق على الصحة الحيوانية عوامل هامة وراء استخدام المواد الكيماوية لتوفير ظروف صحية أفضل، لكن هذه المواد تصل عاجلا او اجلا الى التربة والمياه المحيطة، وتستخدم الفضلات الناتجة عن قطاع الدواجن في الزراعة المروية، كما ان التخلص من مخلفات المسالخ بإلقائها مع فضلات مناطق البلديات، يمثل مصدرا محتملا للمرض إذا لم يتم التخلص منها بصورة سليمة.
د. عبدالمعطى التلاوي