أهم النصائح لتجنب خطر النباتات السامة في محيطنا

النباتات السامة في محيطنا ماهي حقيقتها؟ وهل فعلاً لها القدرة على قتل البشر؟ وكيف نتجنب سميتها.

المهندس محمد هاني حرح
آفاق علمية وتربوية

من منّا لم يسمع من التلفاز أو من خلال مقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي عن أحد هذه المواضيع؟

أخطر 10 نباتاتٍ سامّةٍ على البشر.
نباتاتٌ احذر الاقتراب منها لخطورتها.
نباتاتٌ نزرعها في حديقتنا ثم تقتلنا.

وغيرها من العناوين التي تخلق بداخلنا ذُعراً ورغبةً داخليةً بمعرفة هذه النباتات لتجنّبها، ولكنّ السؤال المحير! هل النباتات قادرةٌ فعلاً على قتل الانسان؟ الحقيقة أنّ الإجابة هي نعم ولا في الوقت ذاته.

لتعرفوا كلّ التفاصيل عن هذا الموضوع المثير للاهتمام، وتتعرفوا على أهمّ النصائح الواجب اتّباعها لتجنّب خطر النباتات السامّة، تابعوني بهذا المقال المفيد.

كلّنا نسمع عن نباتاتٍ سامّةٍ منتشرةٍ حولنا، وتكون إمّا نباتاتٌ برّيةٌ تنمو لوحدها في البساتين والغابات وجوانب الطرقات، أو حتّى نباتاتٌ نزرعها ونربّيها في بيوتنا وحدائقنا، ولأن جمال النباتات الفاتن يُجبرنا على التودّد إليها حتّى ولو كانت سامّة، لهذا أحببت في هذا المقال أن أُقدم خلاصةً بسيطةً لأهمّ الأسئلة التي يتوجّب علينا معرفة جوابها قبل التعامل مع أيّ نباتٍ مجهول، حتى نستطيع بسهولةٍ تجنّب سميته ولو وُجد بالقرب منّا، فهدفي الرئيس اليوم هو التوعية لتجنّب سميّة النباتات علينا وعلى أطفالنا.

السؤال الأول: كيف تسبّب النباتات التسمّم للبشر: تنتقل المادة السامّة من النبات للبشر بعدّة طرق، ومن أهمها:

1- عن طريق اللمس: فبعض النباتات تفرز على سطح أوراقها مواداً راتنجيّةً أو قلويّة، تسبّب تهيّج وتحسّس الجلد.
2- عن طريق المضغ: فبعض النباتات تحتوي على موادٍ سامّةٍ داخل عُصارة الأوراق أو الثمار.
3- الامتصاص أو الاستنشاق: فبعض النباتات يمكن أن تُفرز مواداً عطريةً طيارةً تُسبّب الحساسيّة للجهاز التنفسي.

وبالتالي فخلاصة السؤال الأول هي: لا تلمس ولا تشم ولا تحاول مضغ ورقة أيّ نباتٍ مجهولٍ بالنسبة لك، وخصوصاً النباتات البرّية، وأنصح كلّ الأمهات اللواتي يملكن أطفالاً في منازلهن، ألّا تقتني أيّ نبات زينةٍ مُصنفٍ على أنّه سام، حتى ولو أحببتِ جمال مظهره وبديع رائحته، وفي حال الضرورة القصوى لاقتنائه فيجب أن تضعيه بعيداً عن متناول أطفالك، لأنّ الأطفال إذا مضغوا جزءً من هذا النبات في فمهم، فمن الممكن أن يتعرّضوا للحساسيّة أو التسمّم دون أن تعلمي السبب.

السؤال الثاني: ما هو الجزء النباتي الذي يحوي المادة السامّة:

معظم النباتات تتركّز فيها المادة السامّة بجزءٍ محددٍ من النبات، كالورقة أو الزهرة أو الساق وأحياناً الجذر، والبعض الآخر تتوزع مادّته السامّة بكافّة أجزاء النبات.

فالخلاصة العامة لهذا السؤال: قبل أن تشتري أي نبات تزيني، من الضروري أن تسأل عن الجزء السام منه، حتى تعرف كيفية التعامل السليم معه.

أيضاً إذا خرجت برحلة لمكان طبيعي، تجنب أكل أي ثمرة أو نبتة مجهولة حتى ولو كان شكلها مشابه لنبات أو ثمار معروفة، لأن تناولها قد يسبب التسمم لك ولأطفالك، ومن أشهر الأمثلة التوضيحية على هذه النقطة، أن كافة المناطق الطبيعية يتواجد فيها أنواع مختلفة من التوت البري وتوت العليق، ورغم أن البعض منها مُستساغ ومرغوب لنا، ولكن الكثير من أصنافها قد تكون سامة، لذلك يجب تجنب تناول أي ثمار مجهولة لنا.

السؤال الثالث : هو درجة سمّية النبات:

فالنباتات السامّة تنقسم حسب تأثير المادّة الفعّالة فيها لثلاثة أقسام:

نباتات عالية السمّية: تناولها قد يستدعي دخول المشفى، وأحياناً يصل حدّ الوفاة، في حال كانت الكمّية المأكولة منها والجرعة السامّة الداخلة لجسمنا كبيرة.

نباتات متوسّطة السمّية: يُمكن أن تُسبّب أعراض تسمّم مختلفة وتحتاج أحياناً لغسيل المعدة.

نباتات منخفضة السمّية: البعض منها يمكن أن يسبّب حساسّيةً بسيطةً بشكلٍ مباشر، أو من الممكن أن يكون تأثيره الضار تراكمي، أي لا يظهر على الانسان إلّا على المدى الطويل.

وتبرز خلاصة هذا السؤال في نقطتين:

الأولى: أنّ النبات شديد السمّية من النادر جداً أن يسبب الوفاة، لأن طعمه مر ولاذع ولا يمكن لأيّ شخصٍ استساغته، ومجرّد تذوقه ستشعر برغبةٍ بالتقيّؤ، ما يعني استحالة دخول جرعةٍ كافيةٍ للموت إلى جسمك، إلّا إذا كانت لديك الرغبة بالانتحار فعندها ستُجبر نفسك على تناول جرعةٍ مميتة، أو إذا أراد أحدٌ ما قتلك بدون ألم، لهذا السبب كان جوابي عن السؤال حول قدرة النبات على قتل الانسان في بداية المقال ب نعم ولا في نفس الوقت، فالنبات يستحيل أن يقتل الانسان إلّا إذا أراد الإنسان ذلك.

النقطة الثانية: وهي مهمة جداً لربّات البيوت ومحبي السَّلَطات والمقبلات:

بعض النباتات المصنفة كنباتٍ قليل السمّية تكون سيفاً ذو حدين، فتناول القليل منها يعطي فوائد طبيةٍ كبيرةٍ للإنسان، ولكنّ المبالغة في تناولها يُسبّب مشاكل عكسية، وأشهر مثال عنها هو نبات البقلة أو الرَّجلة، فتناول كميّات معتدلة من هذا النبات كإضافته للسَّلَطة والمقبلات، يُعطي فوائد طبية كبيرة لجسمنا، كتعزيز صحّة القلب وخفض الكولّيسترول، وتحفيز النمو عند الأطفال بسبب احتوائه ع تركيزٍ عالٍ من الأوميغا3، بالإضافة لإسهامه بعلاج بعض المشاكل الهضميّة، والمساهمة بتخفيض الوزن، والمحافظة على صحّة الجلد والبشرة.

كلُّ هذه الفوائد تدفع بعض الناس وخصوصاً النساء، لتناول هذا النبات بكميّات مبالغ بها، ما يؤدي إلى ضرر كبير لا نشعر به إلا مع مرور السنين، لأنّ الأثر السام للبقلة هو أثر تراكمي للمادة الفعّالة داخل جسمنا، وهنا يقتضي التنويه أنّني لا أدعو لوقف تناول البقلة، بل على العكس تماماً فهي بالإضافة لطعمها المحبّب فلها فوائد عظيمة لجسمنا كما ذكرت، ولكن لأكون دقيقاً فأنا أدعو لعدم المبالغة في تناولها حتّى لا تتحوّل منافعها إلى ضرر لجسمنا.


في ختام المقال أتمنى أن تكون هذا النصائح مفيدة لأكبر عدد ممكن من القراء، وأن تُعطي الفائدة والهدف المرجوة منها، ولمن يُحب سماع أشهر وأطرف قصتين عن قصص وفاة البشر نتيجة التسمم بالنبات، وسر العلاقة بين موت سقراط ونبات البقدونس، بالإضافة للرابط بين شواء اللحوم وموت بعض جنود نابليون، كل هذا تجدونه في الفيديو التالي:

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان انطلاق فعاليات الأسبوع العالمي للغذاء الأسبوع المقبل في أبوظبي

• عبد الوهاب زايد: يشهد معرض ابوظبي للتمور بدورته العاشرة مشاركة أكثر من 100 عارض …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *