أهم المواد المستخدمة في التعبئة والتغليف

لعالم التعبئة والتغليف وبحكم ديناميكية التطورات الاقتصادية مرتكزات علمية وتقنية وبحوث تطويرية لها بداية ودون نهاية منظورة لها ما دام الإنسان ساعياً للتطور وللارتقاء بالنوعية وإقلال الكلف التصنيعية وإيجاد منتوجات جديدة. ومن التطورات التي شهدها عالم مواد التعبئة والتغليف التالي:

التعبئة الورقية

تعتبر التعبئة الورقية حالياً أكبر قطاع حجماً (حجوم الكميات المتعاملة) يتعامل به في حين أن أكبر قطاع قيمة للتعبئة والتغليف هو قطاع التعبئة البلاستيكية. وجدير بالذكر ان استخدامات التعبئة الورقية خلال العشرية الماضية بقيت محافظة على نفس معدلاتها دون زيادة ملحوظة باستثناء استخدامات (Corrugated Board) التي أرتفعت بصورة جيدة. وعلى سبيل المثال فان الزيادة في استخدام التعبئة الورقية في اوروبا ترتفع سنوياً بمعدل يتراوح بين (2%) و (3%). أما أهم العقبات التي تواجه هذا القطاع فتشمل زيادة استنزاف موارد الغابات وضخامة احتياجات الإنتاج من المواد الأولية. من ناحية أخرى هناك توجهات جادة لإعادة استخدام المواد الورقية المستخدمة في التعبئة إلا أنها لا زالت تواجه عقبات اقتصادية وبيئية تحد من التوسع السريع في هذا الميدان مشيرين الى أن بعض الدول الأوروبية استطاعت إعادة تدوير واستخدام (60%) مما تستخدمه من مواد تعبئة وتغليف ورقية.

كذلك هناك دراسات وأبحاث لاستخدام مدخلات جديدة للصناعة الورقية من مواد غير خشبية شاملة بعض انواع مخلفات الحبوب والحشائش والنواتج العرضية لبعض الصناعات الغذائية (مثل استخدام البكاز في صناعة السكر من قصب السكر والتبن وغيرها).

التعبئة البلاستيكية

ثورة تطور المواد في العالم تتبؤها المواد البلاستيكية (اللدائنية) فالأسواق تتعامل الآن مع عشرة الاف صنف من المواد البلاستيكية بنوعيها الحرارية والصلدة وتمثل هذه الأصناف ما يزيد على المائة نوع من اللدائن ويعود السبب الى الخصائص الجيدة للدائن من مرونة التصميم وسهولة التشكيل وقلة استهلاك عمليات تضيعها من الطاقة . وتشكل لدائن التغليف ثلث الانتاج الكلي من اللدائن في حين تشكل البولي أوليفنات ( البولي بروبلين) نحو (75%) من لدائن التغليف. وتشير الدلائل الى ان المستقبل هو للبولي أوليفينات والبولي أيسترالحراري والاستومرات الحرارية والبولي فينيل كلوريد فيما قلت كميات الانتاج من مواد أخرى مثل (ABS, SAN) الاكربليكات ، الايبوكس ، الفينولات بسبب الاعتبارات البيئية .

ويضمن مجال البولي أوليفينات فان المواد الملائمة للبيئة قد ازدهرت على حساب غيرها من افراد العائلة البلاستيكية فعلى سبيل المثال فلقد نما استهلاك البولي اثيلين منخفض الكثافة الخطي (LLDPE) على حساب البولي أثيلين منخفض الكثافة (LLDPE) وعلى العموم وخلال الاعوام الماضية شهدت انواع البوليمرات زيادة في الانتاج والاستهلاك باستثناء البولي فينيل كلوريد (PVC) وأعلى معدلات الاستهلاك الحالية والمستقبلية ستكون من نصيب البولي بروبلين والبوليستر كما يتوقع أن يحتل البوليستير في مجالات التطبيقات جزءاً أكبر كبديل للبولي فينيل كلوريد.

ويعتبر أن السليلوز المعاد خلقه سيجد تطبيقات أرحب في الاعوام القادمة بسبب الاعتبارات البيئية والتي لا زالت تكاليف انتاجه المرتفعة نسبياً أحد معوقات سرعة التطبيقات. وكذلك فالتوقعات المستقبلية لزيادة استخدام افلام البولي بروبلين الخطية ( أو الموجهة).

التعبئة المعدنية

لا زالت التعبئة بالالمنيوم والتي تشكل نحو (10%) من التعبئة المعدنية تشهد نمواً ملحوظاً وسريعاً. الا ان الشرائح الحديدية المقصدرة وبعض تركيباتها الجديدة بدأت تغزو الاسواق وخاصة تلك الشرائح المعدنية المبطنة بأفلام بلاستيكية . ويتوقع ان تشهد العبوات المعدنية سهلة الفتح نمواً في الانتاج والاستعمال في الاعوام القادمة ولكن معدلات النمو ستكون محدودة.


من ناحية أخرى هناك اتجاهات لاقلال استخدامات العبوات متعددة الرقائق المستخدمة للالمينيوم بسبب الاعتبارات البيئية (المنيوم مع الورق أو البلاستيك) ويعتقد ان رقائق المعادن ستحل في تطبيقاتها محل العبوات متعددة الطبقات من الالمينيوم.

التعبئة الزجاجية

لم تحدث تغييرات في عالم تقنيات إنتاج العبوات الزجاجية أو معدلات استهلاكها عالمياً. العوامل المحتمل أن تؤثر على الزجاج هي التغيرات في تقنيات إنتاج اللدائن. مشيرين إلى أن التطورات التي حدثت لتقليل أوزان العبوات الزجاجية عبر إعادة تركيب وإضافة رقائق بلاستيكية لها والعمل على إقلال الضوضاء عند استخدامها في تعبئة المواد الغذائية والتفنن في أشكال سدادتها لا زالت مستمرة.

الدكتور فلاح سعيد جبر

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

شركة WardLin السويدية تفوز بجائزة الابتكار لعام 2024

أعلنت شركة (Företagfabriken)، الحاضنة الرائدة للشركات الناشئة في السويد وضمن مبادرة الاتحاد الأوروبي والسويد لدعم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *