منذ الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر بدأ الفحم الحجري يحل محل الخشب كوقود رئيس، وشكّل مع الحديد عماد هذه الثورة. وعندما اكتشف النفط قي ولاية بنسيلفانيا الأمريكية في 1859 استعمل الكروسين المستخرج منه أولا، ثم البنزين كوقود للسيارات منذ نهاية القرن التاسع عشر.
وكان الغاز الطبيعي في البداية الغاز المصاحب للنفط، وكان يحرق كمنتوج جانبي غير مرغوب فيه.
بدأت الاستفادة من الغاز في الثلاثينيات كوقود نظيف قليل الكلفة. وإجمالا فان مصدر طاقة جديد لا يحلّ كليا مكان سابقه وانما يدخل في خليط الطاقة، حيث تستعمل كل منطقة من العالم ما عندها وتصدر الفائض. ولم يتعدَ استهلاك النفط استعمال الفحم حتى عام 1964 عند 1500 مليون طن مكافئ. وخلال معظم القرن العشرين كانت نسبة مشاركة النفط والغاز في تزايد على حساب الفحم، ولكن في ال3 1 سنة الأخيرة بدأت نسبة النفط تنخفض لصالح الفحم والطاقة المتجددة.
يتكون الغاز الطبيعي والنفط وزيت القطران من مزيج من المركبات الهيدروكربونية الموجودة في الصخور المسامية، كالأحجار الرملية والكلسية والدولومايت. تتراوح هذه المركبات بين أخفها في الغاز الطبيعي الى سوائلها في النفط والى أثقلها في زيت القطران الصلب و الذي يستخرج حاليا في كندا بمعدل نحو1.6 مليون برميل باليوم (م ب ي).
أما الحجر الزيتي الواسع الانتشار في بلدان كثيرة، مثل الولايات المتحدة وروسيا وأستونيا والصين وأستراليا والبرازيل والمغرب والأردن، فيحتوي على مقادير متفاوتة من مادة الكيروجين والتي تتكون من مركبات عضوية معقدة يصعب استخراجها وتكريرها تجاريا وبيئيا. وعليه فان الإنتاج الكلي في العالم لا يتعدى 20000 ب ي.
إن كل الأساليب الحرارية لفصل المادة القيرية عن الصخر، في الموضع أو بعد التعدين، مكلفة وتتطلب كميات كبيرة من المياه ولها اَثار بيئية سلبية. ومع إن الولايات المتحدة هي البلد الأول من حيث الاحتياطي ألا أنها لم تنتج النفط من الصخر الزيتي بكميات تجارية منذ الحرب العالمية الثانية.
يختلف الكيروجين كيميائيا عن النفط التقليدي وزيت السجّيل وزيت القطران، إذ أنه يحتوي على مركبات النتروجين والكبريت والفسفور والمعادن الثقيلة. والفرق الآخر هو أن الكيروجين جزء من الصخر الزيتي ولا يكمن في مسامات كما قي المصادر الاخرى.
علاء الخطيب