تعد العلاقة الجيدة بين الطالب ومعلمه احد عوامل النجاح في العملية التربوية، اذ ان هذه العلاقة الجيدة تسهم بشكل كبير في تحسين سلوك الطلاب مع اقرانه وتدفعه لبذل جهد اكبر في تحصيله الدراسي ، كما ان العلاقة السيئة بين المعلم والطالب قد تؤدي الى تراجع تحصيل الطالب وتتسبب في تمرده في مدرسته.
ومن اجل علاقة جيدة بين المعلم والتلميذ اقترح احد المربين على المعلم الممارسات «او الاسرار» السبع التالية لإقامة هذه العلاقة:
1- ادعم التلميذ بالأفعال لا بالأقوال وبحيث لا تكون الهيمنة عليه هي الهدف. ان اقامة العلاقة على القوة يضيف سورا جديدا – لكن اعلى – الى الاسوار القائمة بين المعلمين والتلاميذ. وعماد العلاقة الجيدة فهم المعلم للتلميذ كانسان فرد واحترامه على هذا الأساس، ومساعدته في فهم المشكلات وإدراك التحديات التي يواجه.
وإنك جاهز لمساعدته للتغلب عليها، والنجاح على جبهة التعلم بطولها وعرضها، تذكر أنك راشد وانك عملاق ايضا.
2- لا تكن متوترا في اثناء تعاملك مع التلميذ: ارخ اعصابك والا عانيت كثيرا قبل كسب ثقته. لا تتظاهر بأنك «مزنوق» او مشغول جدا لا تملك الوقت للإنصات اليه. تكلم معه بارتياح ليستمع اليك، فدورك هو ازالة عقبات التحصيل او السلوك السيء من الطريق.
لا يعني ذلك انك لا تستطيع قول ما يجب قوله له. انك تستطيع ذلك بسهولة ما دام واثقا انك تتكلم معه وتعمل لصالحه.
3- حدد له بدقة ووضوح ما تتوقع منه: ويعني ذلك وضوح القواعد والتعليمات وتطبيقها على الجميع بإنصاف وثبات ومرونة تقتضيها طبيعة الموقف.
4- كن مودبا وصديقا حقيقيا للتلميذ: أن احدا لن يكسب ثقة التلميذ بالتدليس عليه لأنه قادر على تمييز السلوك المخادع او الزائف من الصادق، بسرعة وسهولة. انه عندئذ يسخر منك ! ويهزأ ويكرهك ويقلدك بين اقرانه. وعندما تجد صدا منه او مقاومة فابق ايجابيا ومؤدبا ولا تفقد أعصابك، وحافظ – في جميع الأحوال – على الاتساق في سلوكك دون غضب او توتر او انخفاض في الروح المعنوية.
5- لا تجعل التلاميذ ياتون اليك دوما: اذهب اليهم احيانا وكلما وعندما يلزم. واتبع هذا الأسلوب في الصف وخارجه. وعندما يتعثر تلميذ كن الى جانبه، وعندما تكون مارا وترى التلاميذ في ساحة المدرسة او الشارع التفت اليهم وحييهم ثم واصل طريقك، واعلم انه كلما زاد تعلمك عنهم وعما يعملون او يتصرفون خارج الصف او خارج المدرسة كسبتهم اكثر، وجعلتهم يعملون في الصف والمدرسة احسن.
6- وبالمزاج الودي نفسه تصرف وكأنك تسر فعلا برؤية التلميذ كلما التقيته، ابتسم في وجهه بحرارة فورا، ولا توحي له ابدا وايا كان الحال انك لا تجد الوقت لتحييه، وحتى وإن كنت مسرعا لحضور اجتماع. لا تزحه من طريقك اذا وقف لحييك. قل له: «يا صديقي» انا متأخر عن الاجتماع وإلا وقفت معك لنتحدث، هل يمكن ان اراك فيما بعد؟
أن لفتات كهذه تجعل الطلاب يصدقون او يشعرون أنك واحد منهم.
7- أهتم بالسار وبالمؤلم عند الطالب فعندما ينجح كن أول من يهنئة واشعره بانك مستعد دوما لدعمه لمواصلة النجاح ، علمه التواضع ولكن بطريقة ايجابية لا يتعالية على اقرانه. واهتم بالمقابل بالجانب المؤلم في حياته فلعله يعاني من علامة متدنية في مادة مدرسية أو من علاقة سيئة من الأقران او احد المعلمين.
وعندما تجد أن الأمر كذلك فانه بحاجة ماسة اليك فأوقات الشدة والألم هي اوقات الحاجة، ومن السهولة بمكان إكتساب ثقة التلميذ اذا كنت حاضرا عندها وبخاصة اذا حافظت على اسراره «غير الجرمية». قدم له فكرة او اقتراحا… يخفف من الشدة أو الالم.. وفي أثناء ذلك إطرح عليه هذين السؤالين : ماذا تريد ان تعمل الآن؟ وما المطلوب مني عمله الان؟ ان ذلك يبقي المسؤولية على التلميذ ويجعلك قادرا على مساعدته في الوقت نفسه.
وتذكرا – اخيرا – ان علاقة المعلم الايجابية مع التلاميذ لا تتكون بالصدفة انها تصنع وان التلاميذ يفتشون عنها ويحتاجون اليها. ولكن بعضهم لا يبادر اليها لأسباب وعوامل عدة منها توقعه مبادرة المعلم اليها، وأنها – اذن – مسؤوليتنا المهنية كمعلمين ومعلمات أن نبادر لخلق علاقات جيدة مع تلاميذنا، فنحن لا نعلم اللغة والعلوم والآداب والفنون والاجتماعيات.. كما نقول في لغتنا الدارجة، بل نعلم التلاميذ.
حسني عايش