الدكتور طارق عبد الرؤف عامر
وظائف الثقافة
أهمية دراسة الثقافة
علاقة الثقافة بالتربية
أهمية دراسة الثقافة للمعلم
الثقافة والحضارة
التغير الثقافي
معوقات التغير الثقافي
إن الإنسان هو صانع الثقافة وهو حاملها ناقلها من جيل إلي جيل ومن الجدير بالذكر هنا أن الثقافة بمجرد وجود الفرد في إطارها تصبح محددا ملزما له في سلوكه فهو مضطر للإيمان بمعتقدات الجماعة ومضطر للاعتراف بقيمتها ومضطر لاتخاذ مهنة من المهن الممكنة والمتاحة فيها ولا يعرض للعقاب الاجتماعي من خلال عمليات الضبط الاجتماعي الذي قد يصل إلي حد الطرد الاجتماعي أو الرفض الاجتماعي وذلك اهتمت المجتمعات بنقل وتوضيح وتبسيط هذه الثقافة إلي أجيالها المتعاقبة لتوجيه وتحدي نمط الشخصية الإنسانية التي يرغبها جيل الكبار من جيل الصغار وهي المسئولية الأولى للتربية أي مجتمع .
والتربية هي الوسيلة الأساسية التي تحقق بها وظيفة الثقافة بشقيها من محافظة علي التراث الثقافي وتعزيز له فبالمحافظة يتحقق الاستقرار الثقافي وتثبت الثقافة أصالتها ووظيفتها وبالتجديد الثقافي يتحقق للثقافة استمرارها أي خبرتها علي مواجهة الظروف المتغيرة والاستجابة لها وقدتها بالتالي علي أن تجدد نفسها بنفسها فيكتب لها البقاء .
وتحافظ التربية علي الثقافة عن طريق تأكيد عناصرها في النفوس وإضفاء صفة القدسية عليها وعن طريق تنمية النظرة النقدية إلي عناصرها في نفوس أبناء المجتمع كافة والمحافظة علي الثقافة في المجتمعات المختلفة والبدائية .
وقد قامت التربية بدور التثقيف منذ أقدم العصور عن طريق المشاركة والتقليد غير أن تضخم الثقافة التدريجي في الحجم والاتساع والعمق وعم إمكانية نقله إلي الأبناء وانتشار تخصص وانشغال الأبوين أوجب الحاجة إلي طائفة متخصصة في تنظيم ونقل التراث الثقافي للأجيال الناشئة وأصبح المعلمون هم المندوبون الموكلون عن المجتمع في تعليم الأجيال الناشئة التراث الثقافي .
* وظائف الثقافة : –
تعتبر الثقافة أساسا للوجود الإنساني بالنسبة للفرد والمجتمع الذي ينتمي إليه فهي توفر للفرد صورة السلوك والتفكير والمشاعر التي ينبغي أن يكون عليها ولا سيما في مراحله الأولى فالطفل في بداية حياته يتقبل الثقافة التي ينشأ فيها تقبله للهواء فالأسرة وجماعة الرفاق والمسجد أو الكنيسة كلها تقدم له بعض أفكار الثقافة وأساليبها وتنتظر منه قبولها وتشربها .
والثقافة توفر للفرد وسائل إشباع حاجاته فليس علي الفرد في مجتمعنا أن يتعلم في بداية حياته كيف يجلب لنفسه الدفء أو ينقذ نفسه من العطش والجوع أو يوفر لنفسه الأمن إذ أن الأنماط التي توفر هذه الوظائف الأولية وتوجهها توجد في الثقافة ويتفاعل معها الفرد منذ طفولته وهو يتعلم منها السلوك الخلقي بالنسبة للعلاقات الجنسية وبقدر أهمية الملبس والمركز الاجتماعي والملكية وغيرها .
وبهذا المعنى ينشأ الفرد علي قيم وعادات تؤثر علي حياته فقد ينشأ في ثقافة تقدر أهمية الزهد والتواضع وقد ينشأ في ثقافة أخرى تهتم بأنواع الطعام والتفنن فيه وقد ينشأ في ثقافة تحيط العلاقات الجنسية بالكثير من المحرمات والقيود وقد ينشأ في ثقافة أخرى لا تحيط العلاقات الجنسية بمثل هذه المحرمات والقيود .
والثقافة توفر للأفراد تفسيرات جاهزة لطبيعة الكون وأصل الإنسان ودور الإنسان في هذا الكون وقد تكون هذه التفسيرات غيبية أو علمية وقد يتشبعوا بهذه التفسيرات أو تلك فتؤثر علي نظرتهم إلي طبيعة الكون وعلاقتهم . والثقافة كذلك توفر للأفراد المعاني والمعايير التي يميزون في ضوئها بين الأشياء والأحداث فما يعتبره الفرد طبيعيا أو غير طبيعي منطقيا أو غير منطقي عاديا أو شاذا خلقيا أو غير خلقي جميلا أو قبيحا هاما أو تافها جيدا أو رديئا يشتق من معني الثقافة وأسس التمييز فيها.
والثقافة تنمي الضمير عند الأفراد فمن المسلم به اجتماعيا أن الضمير غير فطري فقد يكون صوتا ضعيفا أو ساكنا داخل الفرد ولكنه يشتد في ضوء تحديات الجماعة لمعنى الصواب والخطأ وينمو عند الفرد بتمثله الداخلي لقيم الجماعة ومعاييرها وامتصاصها وإذا ما أخطأ في أمر من الأمور وخالف ما ننتظره منه الجماعة بحسب مستوياتها الثقافية .
والثقافة المشتركة تنمي في الفرد شعورا بالانتماء والولاء فتربطه بالأفراد الآخرين في شعور واحد وتميزها جميعا عن الجماعات الأخرى وقد يشتد هذا الشعور عند أفراد ثقافة ما إذا اشتدت عزلتهم وقد يكون شعورا مستنيرا إذا ما قامت علاقات المجتمعات بعضها ببعض علي أسس من التقدير والاحترام وقد يتحول هذا الشعور عند الفرد إلي غضب وعدوان إذا ما خضعت ثقافته لثقافة أخرى . وعن طريق الثقافة يكتسب الفرد اتجاهات سلوكه العام .
فالإنسان يكتسب حريته وقدرته علي التفكير عن طريق نشاطه وجهده في الثقافة التي يعيش فيها وعن طريق اكتسابه معانيها ثم استخدام هذه المعاني كقوة يفهم بها نفسه ويفهم العالم المحيط به ويميز في ضوءها بين الجيد والرديء من الأحداث والعناصر والعوامل وهذا كله يمكنه من السيطرة علي بيئته وتوجيهها وتوجيه نفسه فيها .لا ريب في أن الثقافة تعتبر أساس الوجود الإنساني بالنسبة للفرد والمجتمع الذي ينتمي إليه فهي توفر للفرد صورة التفكير والسلوك والمشاعر التي ينبغي أن تكون عليها فالطفل في بداية حياته يتقبل الثقافة التي ينشأ فيها تقبله للهواء والماء . إن الأسرة وجماعة الرفاق والمسجد أو الكنيسة كلها تقدم له بعض أفكار الثقافة وأساليبها وتتوقع منه قبولها وتشربها
وبصفة عامة فإن ثمة وظائف أساسية تقوم بها الثقافة بالنسبة للفرد .
ومن أهم هذه الوظائف ما يلي :.
1- الثقافة توفر للفرد وسائل إشباع حاجاته النفسية والاجتماعية .
2- تؤثر الثقافة في قيم وعادات الفرد فقد ينشأ الفرد في ثقافات تشجع مبادئ الاحترام والتوقير وقد ينشأ في ثقافة تقوم علي الزهو والخيلاء وقد ينشأ في ثقافة تحيط العلاقات بين الجنسين بالتحريم والقيوم أو أخرى تعطيها الحرية وكل ثقافة من هذه الثقافات تؤثر في عادات وقيم الفرد .
3- الثقافة توفر للأفراد تفسيرات جاهزة لطبيعة الكون وأصل الإنسان ودوره في الكون هذه التفسيرات غيبية أو علمية .
4- الثقافة توفر للأفراد المعاني والمعايير التي يميزون في ضوءها بين الأشياء والأحداث داخل بيئتهم أو مجتمعهم الذي يعيشون فيه .
5- الثقافة تنمي الضمير عند الأفراد أو ما يسمى بلغة علم النفس بالأنا فمن المسلم به أن الأنا غير فطرية وهي تنشأ لد الأفراد بفعل الثقافة .
6- الثقافة تنمي في الفرد الشعور بالانتماء والولاء للجماعة التي ينتمي إليها وكذلك للإقليم الذي ينتمي إليه والوطن الذي ينتمي إليه وقد يشتد هذا الشعور بالانتماء عند الأفراد إذا اشتدت عزلتهم .
7- تعرف الإنسان علي المواقف التي يمكن أن تواجه وتقدم له طرقا لمعالجتها
8- إن الثقافة تعلم الإنسان كيف يدرك الأشياء حيث تحدد له النافذة التي يطل منها علي العالم كما أنها تقرر له كيف سيكون تطوره في مقام معين وفي حالة معينة .
9- هى تحفز الإنسان وتفتح له أهدافا معينة تخبره بها بطريق غير مباشر .
10- إنها مركب من مركبات شخصية الإنسان .
11- تكون الثقافة للفرد ضابطا اجتماعيا يسير يلوكه بطرق معينة .
12- الثقافة تكسب الفرد اتجاهات السلوك العام باعتباره عضوا في مجتمع قومي يتميز بسمة دينية أو خلقية معينة.
13- الثقافة تكسب الفرد القدرة علي التفكير عن طريق نشاطه وجهده وتفاعله مع الثقافة التي يعيش فيها عن طريق اكتسابه معانيها .
وهذا يعني أن الثقافة تحقق أهدافا ووظائف أساسية في حياة الفرد والمجتمع علي السواء ومن هذه الوظائف :
أ-تمد الأفراد بمجموعة من الأنماط السلوكية حيث يستطيع أفرادها تحقيق حاجاتهم البيولوجية من مأكل ومشرب …….الخ وبذلك تستطيع الجماعة أن تحفظ بقاءها واسمترارها .
ب-تمد أفراد الجماعة بمجموعة من القوانين والنظم تتيح التعاون بينهم وتستطيع الجماعة أن تستجيب لمواقف معينة استجابة واحدة .
جـ-تقدم الثقافة لأعضائها الوسائل التي تهيئ لهم التفاعل داخل الجماعة مما يهيئ قدرا من الوحدة يمنعها من السقوط في أنواع الصراع المختلفة .
د- تخلق حاجات يكتسبها الفرد وتمده بوسائل إشباعها فالاهتمامات الجمالية والدينية تخلفها الثقافة ثم تهيئ للفرد وسائل إشباعها وبذلك تقدم نمطا معينا لنمو شخصية الفرد .
هـ- تمد الفرد بسلوك مجهز من الخبرات الماضية وبذلك توفر عليه الجهد والوقت اللذين كانا عليه أن يبذلهم إذا أراد البحث عن حل لهذه المشكلات التي تهدف وجوده .
و-تقدم للفرد مثيرات ثقافية عليه أن يستجيب لها بالطرق العادية الموجودة في الثقافة فمجموعة المواقف الحياتية قد حللتها الثقافة وعن طريق الثواب والعقاب يستجيب الفرد إليها .
ح- تقدم تفسيرات تقليدية ومألوفة للعديد من المواقف وعلي أساسها يحدد الفرد شكل سلوكه وهذه التفسيرات تختلف من ثقافة لأخرى .
س-تمدنا بالوسيلة للتنبؤ بجزء كبير من سلوك الفرد والجماعة في مواقف معينة فإذا عرفنا الأنماط الثقافية التي تسود الجماعة التي ينتمي إليها فرد ما أمكننا التنبؤ بسلوكه في معظم المواقف التي يواجهها فالثقافة تقوم بخدمة إنسان معين في زمان ومكان معينين إذ تقدم لكل من الفرد والمجتمع وسائل حياته وسبل تعامله في الزمان والمكان المعينين ولذا ليس من السهل التعرف علي الفرد أو المجتمع إلا من خلال الثقافة لكل منهما . فالثقافة بمثابة الشخصية التي تميز الفرد عن غيره من الأفراد وتميز المجتمع عن غيره من المجتمعات
ش-تكسب الأفراد أساليب التفكير والمعرفة وأساليب التعبير عن العواطف والأحاسيس وأساليب إشباع الحاجات الفسيولوجية ( التنشئة الاجتماعية ) .
تخدم الثقافة الإنسان بثلاث طرق هي :.
1- في التكيف ( ككائن بيولوجي ) مع بيئته الطبيعية
2- إنها تقدم له نظاما من السلوك المعين والاتجاهات يستخدمه في علاقته مع أخيه الإنسان ومع حاجاته ومع نفسه .
3- إنها تؤكد استمرار الجماعة وتلاحم أفرادها بعضهم مع بعض .
* أهمية دراسة الثقافة : –
مما سبق تضح لنا أن التربية لا تنفصل عن النظام العام للمجتمع الذي تنظمه عناصر الثقافة فالثقافة تنتقل من جيل إلي جيل آخر عبر التربية عن طريق التعليم والاكتساب والتعليم والتدريب ويتضح أهمية دراسة الثقافة (Culture) من الملاحظات الآتية :.
1- إن فهمنا لديناميكية التفاعل الثقافي يساعدنا علي التكيف كأفراد في حياة المجتمع المعاصر الشديدة التعقيد كما يفيدنا فهم التغيرات الثقافية في التعرف علي طبيعة العالم الذي نعيش فيه مما يؤثر علي اختيارنا في المستقبل للإطار الاجتماعي والثقافي الذي نرتضيه لأنفسنا وبالتالي يؤثر في عمليات التخطيط للمستقبل سواء علي مستوى الفرد أو علي مستوى المجموع .
2- قد تفيدنا دراسة الثقافة وطبيعة التغير الثقافي في الإحساس بما يمكن أن نواجهه من مشكلات في المستقبل فتسعى لاتقائها ومنع حدوثها أو علي الأقل نعد أنفسنا لمواجهتها بالحلول الشاملة .
3- إن فهم الثقافة والتغير الثقافي يجعل المعلم أكثر قدرة علي فهم وتفسير المطالب التربوية في مجال المدرسة فهو مطالب بتبسيط هذه الثقافة وتفسيرها وتحليلها ونقلها وتجديدها أو علي الأقل مطالب بأن يشترك في هذه الأدوار جميعا بحكم مهمته ولن يمكنه ذلك إلا إذا فهم ديناميكية هذه الثقافة وطبيعتها .
4- وإن دراسة الثقافة تبرز حقيقة مفادها إن الثقافات تتنوع بتنوع الأمم والجماعات العرقية وسائر التجمعات الأخرى بين الناس فكل أمة تفكر بطريقة مختلفة إلي حد ما عن غيرها وتستخدم رموزا متباينة إلي حد ما خاصة بها فالثقافة العربية مختلفة عن الثقافة الفرنسية والثقافة الأمريكية وكل ما يسعى إلي تصنيف الثقافات بتعميمات كلية حول السلوك الإنساني فسوف يتعرض لمجابهة أولئك الذين يتمسكون بالخصوصية الكامنة في المجتمعات .
* علاقة الثقافة بالتربية : –
إن التربية جزء لا يتجزأ من ثقافة المجتمع بل إن العمليات المختلفة التي تمكن الثقافة من الاستمرار والتطور هي عمليات تربوية فالثقافة تنتقل من جيل إلي جيل عن طريق التعلم والتعليم وهي مكتسبة يتعلمها الصغار والكبار وهي متميزة بفعل قدرة الكبار علي التغيير تهتم التربية بعمليات التكيف بين الأفراد أو بين الأفراد والجماعة وضمن مجتمع معين فالتكيف والانسجام للعيش داخل المجتمع يستدعي أن يحدد هدف للجماعة يرضى عنه الأفراد في المجتمع .وهذا الهدف الأسمى وهو العيش ضمن مفاهيم معينة وهي ما نطلق عليها الثقافة فالتربية وسيلة من وسائل نشر الثقافة وتعزيزها وبقائها .
التربية بمفهومها كما عرفناها عملية التكيف مع البيئة يجب أن تتفاعل مع ثقافة المجتمع كي تطبع الإنسان بطابع جماعته وتصقله بقالب ثقافته
إن الثقافة عبارة عن عملية سلوكية مكتسبة تعتمد علي التعليم وهذا ما يؤكد حاجتها إلي العملية التربوية إذ أن التربية هي الوسيلة التي يتعلم بها أفراد المجتمع هذه الأنواع المختلفة من السلوك حتى يستطيع الفرد أن يندمج في الجماعة ويتكيف معها . والتربية هي الأساس الذي يقوم عليه استمرار الثقافة وانتقالها من الأجيال السابقة إلي الأجيال اللاحقة .
وعندما يتحدث علماء التربية عن علاقة التربية بالثقافة يتناولونها من النواحي التالية :-
1-إن التربية عملية اجتماعية ثقافية تحدث في صورة نقل أنواع النشاط والتفكير والمشاعر التي تسود جماعة ما إلي جيل الصغار لإكسابهم الصفة الاجتماعية فهي بذلك عملية تطبع اجتماعي (Socialization Enculturation ) أو هي عملية تشكيل ثقافي وتتصف هذه العملية بالالتزام وإلزام التربية يكمن في أنه بدون نقل الثقافة من جيل إلي جيل عن طريق التربية تنتهي وجود المجتمع – وجود جيل الكبار – بانتهاء وجوده المادي مهما طال بهم الزمان – وذلك فإن طبيعة الحياة للأفراد من حيث أنها مؤقتة بزمن معين وبعمر محدود بينما يولد غيرهم ليأخذ نفس الأدوار التي اضطلع بها آبائهم من قبل – هذه الطبيعة تجعل عملية نقل الثقافة عملية ضرورية لاستمرار النظام الاجتماعي والثقافي للمجتمع غير أن هذا النقل ليس عملية سلبية وإنما هي عملية ايجابية تتطلب تبسيط الثقافة والاختيار بين عناصرها وتجديدها
2-إن المجتمع في نموه وتتطور يحتاج إلي قدر كاف من الاتساق والانسجام وإلا يأتي ذلك إلا إذا شاع بين أفراده وقدرة مشتركة بين الأفكار ووسائل المعيشة والأنشطة السلوكية والقيم والاتجاهات والمعتقدات غير ذلك مما يشكل النسق الثقافي للجماعة التي يعيش فيها ووسائل الجماعة إلي تحقيق هذا الانسجام ( Harmony ) إنما هي التربية بواسطتها المختلفة من أسرة ومدرسة وجماعات رفاق ودور عبادة ووسائل اتصال الخ .
3-إن محتوى النقل والتبسيط والاختيار الثقافي عمليات تجدد في الضوء ونوع المواطنة التي تهدف في المجتمع إلي تنميتها ونوع المجتمع الذي يريده المواطنون لأنفسهم مما يوضع ديناميكيته العلاقية بين الفرد والثقافة وتربية المجتمع .
4-إن التربية تقوم بدور هام في أحداث التوازن بين عناصر البيئة الاجتماعية بعضها مع البعض وبناء علي هذا الدور تلعب التربية دورا هاما في تذويب الفروق بين طبقات المجتمع أو علي العكس إلي تأكد النظام الطبقي في المجتمع ورسم حدود صارمة لهم كما تقوم بوظيفة هامة في عمليات الإحراق الاجتماعي وتعدد أفكار وسلوكيات ووسائل الأفراد في حياتهم مما يؤدي إلي التغير الثقافي والاجتماعي .
5-إن التربية تستمد أهدافها ومناهجها ونظامها وإدارتها من الرصيد الثقافي للمجتمع .
6-كما أن التربية وسيلة نقل الثقافة للأجيال المتعاقبة تحقيقا للتماسك الاجتماعي أو للاستمرار المجتمع فإن هذه العملية هامة أيضا للفرد نفسه حيث تزوده بمقومات وأدوات التفاعل الايجابي والتكيف السوي مع أقرانه من أفراد المجتمع وتسليحه بالقدر الكافي من المعلومات والمهارات اللازمة للقيام بدوره في إنتاجه المجتمع وسعادة الفرد .
7-التربية تختلف من مجتمع لآخر تبعا لاختلاف ثقافته أو بمعنى آخر إتباع لاختلاف أيدلوجيته ونظامه الاقتصادي ونظامه السياسي والاجتماعي الخ .
وهناك عدة ملاحظات تدل علي العلاقة الثقافية بالتربية أو العكس وهي :-
1-إن المؤسسة التربوية هي عامل من عوامل التثقيف الرسمية لنقل التراث الثقافي .
2-العملية التربوية نفسها هي أحد العناصر الثقافية أو هي بذلك الجزء المصقول من الثقافة شعب معين .
3-العملية التربوية هي أحد جوانب تعزيز التراث الثقافي .
4-التربية تساعد علي التغير بإضافة مخترعات حضارية جديدة .
5-التربية تقوم بعامل التوعية في المجتمع بناءا علي ما لدى المجتمع من تراث .
6-التربية هي الوعاء الذي يحتوي علي المضمون الثقافي لفئة معينة .
فإذا كانت الثقافة بالنسبة للفرد مرادفة لشخصيته وبالنسبة للمجتمع مرادفة للشخصية القومية فإن معنى ذلك أنه لا وجود للثقافة بدون التربية وذلك لأن من سمات الشخصية النمو وأنه لا يوجد نمو بدون تربية .
فالتربية هي وسيلة المجتمع في تحقيق فردية المواطن وجماعته فهي تعمل علي تنمية قدرات الفرد وإكسابه مهارات عامة وتهذيب ميوله وصقل فطرته للعيش والتكيف مع البيئة المحيطة ويتم ذلك عن أحد طريقين ، التربية الرسمية وغير الرسمية .
* أهمية دراسة الثقافة للمعلم : –
يقوم المعلمون سواء المتخصصون منهم في مادة بعينها أو أولئك الذين يقومون بتدريس عديد من المواد في الواقع بتدريس عنصر من الثقافة وعلي ذلك فإن دراسة الثقافة يعتبر بمثابة الوقوف علي الإطار العام لعملهم كمدرسين .
والمدرس عادة ما يبدأ عمله مع تلاميذ تشكل سلوكهم بفعل مؤثرات الثقافة المختلفة التي يمرون بها ويعيشونها خارج المدرسة ومن ثم كان علي المدرس أن يدرس هذه الثقافة التي شكلت سلوكهم حتى يستطيع أن يهيئ لهم تفاعلات ثقافية يقارنون علي أساسها بين ما يشكل سلوكهم وما تحتويه هذه التفاعلات الثقافية المدرسية .
ومن هنا جاءت أهمية دراسة الثقافة للمعلم ويتضح هذا في الجوانب التالية :-
1-التربية ليست مغلقة قائمة بذاتها بل إنها في جوهرها عملية ثقافية فهي تشتق مادتها وتنسخ أهدافها من واقع حياة المجتمع وثقافته كما أن الثقافة لا تستمر إلا بإكساب الأفراد لمعانيها وأهدافها بواسطة عمليات اجتماعية هي عمليات تربوية بالدرجة الأولى
ومن جهة ثانية إذا كانت التربية عملية ثقافية فإن الثقافة ذات طبيعة تربوية ولقد وجدت المدرسة في المجتمع من أجل إدماج الناشئين في ثقافة مجتمعهم حيث إن تربيتهم تعتبر عملا جوهريا للمحافظة علي الثقافة واستمرارها .
2-ينبغي أن يكون المدرس دارسا وملما بالثقافة العامة التي تحيط به فالمدرس ليس مدرسا لمادة علمية فحسب وإنما لابد أن يكون دارسا للثقافة فهي الوعاء الحي الذي يرتفع بمستواه عن طريق تربية الناشئين وإعداد المدرس للناشئين يعني أولا وأخيرا التأثير علي الثقافة التي يعيشون فيها بما يزودهم من معارف وما يغير من اتجاهاتهم وعلي هذا فبقدر ما يتوافر للمدرس من مفاهيم سليمة عن ثقافة المجتمع ومكوناتها وسمات تماسكها أو عوامل التناقض التي توجد بداخلها وأهداف المجتمع واتجاهاته بهذا القدر يتحدد دور المعلم وفاعليته في توجيه مادة التعليم وأساليب اختيار الخبرات التربوية .
3-إن فهم المدرس لثقافة ينبغي أن يتضمن التغير الثقافي وطبيعة هذا التغير ودرجته ومساره وما يفرضه هذا كله من مطالب تربوية حيث أننا نعيش في عصر متغير يتميز بالانفجار المعرفي وتزداد أهمية هذا الفهم في المجتمعات التي تزداد فيها التغير من حيث السرعة والعمق .
4-إن دراسة الثقافة وتكوين تصور واضح عن مكانة التربية يساعد المدرس علي فهم تأثيرها علي تكوين الشخصية وبالتالي فهم وظيفتها علي أنها تنصب عمليا علي الفرد والثقافة في آن واحد ومن ثم فإن أولى مسئوليات المدرس وكل من يتصدى لعملية التربية أن يستوضح بعض الأمور التي تتعلق بطبيعة الفرد الذي هو نقطة البداية في أي عملية تربوية .
وإن الثقافة عنصر أساسي في تكوين المجتمع ويتضح ذلك من تعريف المجتمع كما يتفق عليه معظم علماء الاجتماع ويتضمن التعريف العام للمجتمع أنه يتكون من أفراد يعيشون في مكان واحد ويشتركون في نمط معين للمعيشة ولديهم شعور مشترك بالانتماء والولاء لهذا التجمع ونمط المعيشة المشترك في هذا التعريف هو ما نسميه الثقافة وعلي ذلك فإنه يلزم وجود عناصر أربعة لكي يكتمل قيام المجتمع هي :-
1-الناس
2-الأرض المشتركة
3-الثقافة المشتركة
4-الشعور بالانتماء والولاء
* الثقافة والحضارة : –
إن المدنية أو الحضارة هي عناصر أساسية في الثقافة أخذت عناية خاصة من الإنسان وهي تشمل التكنولوجيا بصورتها المادية والاجتماعية فصورها المادية تعني الأدوات والوسائل المعدة عمليا للسيطرة علي المصادر الطبيعية للنهوض بمستوى الحياة في جوانبها المادية كتطوير الإنتاج الصناعي والزراعي ووسائل الانتقال والاتصال وصورها الاجتماعية تعني الاستفادة العلمية في تنظيم العلاقات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وأساليب الإدارة ومعنى ذلك أن المدنية أو الحضارة تعني الرقي في معطيات الثقافة ويكون الرقي والتطور أسرع في الجوانب المادية عنه في الجوانب الاجتماعية إلا أن الأخيرة تتأثر بالأولى فترقى هي الأخرى .
يلجأ بعض المفكرين إلي التميز بن الثقافة (Culture ) والحضارة (Civilization ) علي أساس أن الأولى تشمل الجوانب غير المادية من حياة الإنسان بينما تشير الثانية إلي الجوانب المادية . وأن الحضارة تشير إلي حالة معينة من حالات الثقافة فقد تكون الثقافة بدائية وتعني ذلك ثقافة القبائل التي لم تعرف الكتابة ولم تطورها لغة مكتوبة أما ثقافات العالم الذي عرف الكتابة فتعكس مرحلة من مراحل التحضر وهكذا تشير الحضارة إلي مستوى معين من التطور الثقافي للمجتمعات . وعرف الإنجليزي تايلور 1871(الثقافة) أو الحضارة بأنها تلك المجموعة المركبة التي تتضمن المعارف والمعتقدات والفن والحق والأخلاق والأعراف وكل الاستعدادات والعادات الأخرى التي يكتسبها الإنسان باعتباره عضوا في المجتمع .
كما عرفها وليم أوجبرن ( بأنها ما تشتمل علي الأشياء والنظم الاجتماعية والطريقة الاجتماعية التي يسير عليها الناس في حياتهم ).
ويفرق البعض بينهما فيرى أن الثقافة تمثل الجانب الروحي ( القيم والعادات والتقاليد ) في حياة الجماعة بينما تمثل الحضارة الجانب المادي والعلمي والبعض يراهما وجهان لعملة واحدة وهي حياة الجماعة .
كما يوجد تداخل بين مصطلح الثقافة والحضارة ومصطلح الحضارة في العلوم الاجتماعية له مفهومين .
1- الأول الحضارة هي شكل من أشكال الثقافة
2- الثاني يقوم علي مقابلة الحضارة بالثقافة فالثقافة تنكمش حين تصير معبرة عن تلك الأفكار المتعلقة بالأساطير والدين والفن والأدب بينما الحضارة تدل علي التقدم العلمي التكنولوجي والمخترعات .
وهكذا نجد أن الفارق بين اللفظين يكون علي النحو التالي :
أ- الثقافة هي المحصلة الكلية للتراث الإنساني سواء أكان ماديا أو معنويا روحيا .
ب- الحضارة هي نسق خاص ومنظم من الثقافة يتميز بالشمول والاستمرارية .
إن دراسة حضارة أي أمة تتجه إلي دراسة جوانب متعددة من منجزات هذه الأمة وتكاد الدراسات الحضارية لأي أمة تنحصر في الجوانب التالية :-
1-نظام الحكم وتطبيقاته العامة وكل ما يتعلق بالحقوق والضمانات التي يقدمها نظام الحكم .
2- النشاط الفني بمختلف نواحيه.
3- العادات والتقاليد والتراث الشعبي .
4- النشاط العلمي .
والمعنى العام للثقافة هو : كل ما أبدعته عبقرية الأمة في الميادين المختلفة وعبر العصور منذ بدأت تعيش حياة اجتماعية حتى الوقت الحاضر .
إن الحضارة والثقافة كلمتان لا تختلفان في النوع ولكنهما تختلفان في الكم فالحضارة هي منجز من منجزات الأمة وتتميز بكمية ما تحتويه .
والثقافة هي كل ما صنعته يد الإنسان عبر الأجيال وهي مخزون حضاري ( نحن ندرس الحضارة الإغريقية ولكننا لا نمارس الثقافة الإغريقية )
والثقافة والحضارة هي نتاج عوامل وظروف متعددة تجمع معا لتنتج تلك الصفة المتميزة من تلك العوامل البيئية والعقيدة والحياة الاجتماعية والاقتصادية والاحتكاك بالخارج وغير ذلك .
*التغير الثقافي : –
يقصد بالتغير الثقافي بأنه ظاهرة اجتماعية طبيعية مستمرة لا تتوقف ولا يمكن القضاء عليها فالمجتمع في تغير دائم مهما كانت حالته من العزلة أو البدائية ومن عوامل التغير الثقافي طبيعة الفكر الإنساني نفسه لأن الإنسان لا يكف عن التفكير ويدفعه التفكير إلي العمل بالإضافة إلي أن الاتصال بين ثقافتين يؤدي إلي التلاحم بينهما سواء كان هذا الاتصال عرضا أم مقصودا هذا بالإضافة إلي أن البعثات والمهام العلمية تعتبر إحدى الوسائل للاتصال بين الثقافات إلي جانب الثورة التكنولوجية في عالم الاتصالات أدت إلي اتصال جميع ثقافات العالم عن طريق شبكة المعلومات ووصلات الأقمار الصناعية التفاعلية والمستحدثات والاكتشافات البيئية أدت إلي تغير البناء الاجتماعي ومن ثم تغيرت ثقافة المجتمع
أ-مفهوم التغير الثقافي :
يعرف التغير الثقافي بأنه التحول الذي يتناول كل التغيرات التي تحدث في أي فرع من فروع الثقافة .
أما ملينوفسكي فيعرف التغير الثقافي بأنه العملية التي يتحول بمقتضاها وبدرجة متفاوتة من السرعة في النظام القائم في المجتمع وتنظيمه ومعتقداته ومعارفه وأدوات العمل فيه وأهداف المستهلكين .
كما يعرف التغير الثقافي أيضا بأنه هو التغيرات والتحولات التي تطرأ علي النظم الاجتماعية ووظائفها وتظهر عملية التغير الثقافي بشكل واضح في معرفتنا لمكونات الثقافة .
فالتغير الاجتماعي يعتبر جزءا من التغير الثقافي أو جانبا منه فحسب .
يمكن تقسيم الثقافات إلي جامدة وديناميكية متغيرة ففي الأولى استقرار وجمود في العناصر الثقافية وفي الثانية حركة وتغير مستمر في العناصر الثقافية .
والتغير الثقافي يعني أن الثقافة تتغير وتتحرك علي شكل استجابات لحاجات الإنسان ولإرادته
ب- عوامل التغير الثقافي : –
التغير الثقافي ظاهرة اجتماعية لا تخلو منها أي جماعة بشرية ويرتبط التغير بعدة عوامل .
وعوامل هذا التغير فهي إما داخلية ( كالاكتشاف والاختراع وسيكولوجية في الشخصية الإنسانية أو خارجية وتكون بطريقة الانتشار فالاختراع هو اتصال سمتين ثقافيتين أو أكثر من السمات أو الأنماط الثقافية الموجودة وتكوين شكل جديد أكبر من مجموع أجزائه والثقافة الموجودة هي : الأم الحقيقية للاختراع وهناك مخترعات مادية وأخرى اجتماعية والاختراعات المادية أسرع من اجتماعية ومن أبرز عوامل التغير الثقافي هي :-
1-التغير البيئي : ويتمثل في تغيرات طبيعية جغرافية كالتغير في المناخ أو التغير الذي يحدثه الإنسان مثل إزالة الغابات وشق الترع وإقامة الطرق مما يؤثر في حياة الناس ونشاطهم وعلاقاتهم الاجتماعية وقد يكون التغير البيئي نتيجة الهجرة أو الاستيطان .
2-ديناميات الأجيال : يرى البعض أن التغير الثقافي يحدث نتيجة فعل دينميات الجماعات العمرية المختلفة التي تقوم بخلق وإبداع أساليب حياة جديدة تتجه لاتصالها الأحداث دائما بثقافة المجتمع الغالبة .
3-التغير التكنولوجي : لقد امتد أثر العلم إلي تطبيقاته التكنولوجية فزادت المخترعات مما أثر في حياة الناس ومستوى معيشتهم .
4-التغير الأيدلوجي : إن التغيرات العلمية والتكنولوجية قد فرضت علي الشعوب تحديا لواقع حياتها وقيمها ومعتقداتها فالأفكار المتطورة عن الإنسان وحقه في الحرية والعلم والرفاهية قد حفزت الشعوب علي الأخذ بالديمقراطية كأسلوب للحياة الكريمة وعلي إيجاد الأيدلوجية السليمة التي تتناسق النظريات والأفكار والنظم مع المصالح والأغراض الاجتماعية التي تخدمها .
5-التعليم : يعد التعليم من العوامل التي تعجل بإحداث التغير الثقافي .
6-وسائل الإعلام : إن التغير الثقافي ثمرة من ثمرات وسائل الإعلام وإن دل ذلك علي شيء فإنما يدل علي خطورة الدور الذي تلعبه هذه الوسائل بمختلف أنواعها .
7-الانفتاح علي العالم : عن طريق وسائل الإعلام والاتصال التي غزت الأفراد في عقر دارهم وأصبح الإنسان أسيرا لها لا يستطيع الإفلات من تأثيرها ومن صورها الهجرة إلي المدن المجاورة أو البعيدة أو الدول المجاورة أو البعيدة كل ذلك يترتب عليه التعرف علي عناصر ثقافية جديدة وخبرات جديدة وطرق حياتيه تخالف ما اعتادوه في مجتمعاتهم الأصل وبصفة عامة فإن ثمة عوامل تعزز عملية التغير الثقافي وتؤثر علي الأوضاع التربوية في المجتمع ومن أهم العوامل ما يلي :-
أ- الدينامية الذاتية للفكر الإسلامي والرغبة المتواصلة لديه في تغير الوضع القائم ما يدفعه إلي التفكير الدائب والعمل والرغبة الشديدة في تغير الأمور للوضع الأفضل .
ب-اتصال بين الثقافات يؤدي إلي تغير وتجديد ثقافي بين الثقافات المختلفة .
جـ-تغير العوامل البيئية قد يؤدي إلي تغير ثقافي فتحول الأرض الفالحة إلي أرض زراعية مثلا أو إزالة الغابات أو حدوث الزلازل والبراكين …الخ
من التغيرات البيئية التي يمكن أن يستتبعها تغيرا ثقافيا .
1- تؤدي الاكتشافات العلمية وغيرها من الاكتشافات إلي تغير البناء الثقافي فاكتشاف البترول أو المواد الخام أو المخترعات العلمية أو التكنولوجية أو غيرها تؤدي إلي تغير في البناء الثقافي بالمجتمع .
2- قد تؤدي العوامل الاجتماعية إلي تغير في البناء الثقافي ومن أهم هذه العوامل زيادة السكان أو نقصهم أو تغير نسبة الجنس أو التركيب العمري للسكان دي إلي خلق أنماط ثقافية معينة مرتبطة بالتغير الذي يحدث في الأوضاع الديموجرافية وذلك مثل التغير الديموجرافي بسبب حركات الهجرة الداخلية من الريف إلي المدينة وحركات الهجرة من داخل البلاد إلي خارجها …الخ من التغير في الأوضاع الديموجرافية .
أما العوامل المساعدة علي نقل العناصر الثقافية فهي التجارة والحروب والغزو والزواج والصحف والراديو والسينما والتليفزيون والبعثات العلمية والدبلوماسية والأدب والزيارات والسفر والجامعات .أما مصادر وأسباب التغير الثقافي فهي :-
1- التغير في البيئة يؤدي إلي التغير في الثقافة .
2- الاتصالات بين الثقافات المختلفة .
3- التغير يجلب معه تغيرات أخرى علي العناصر الثقافية الباقية .
4- الفكر والمعتقدات .
معوقات التغير الثقافي
لا يحدث التغير بسهولة ويسر بل توجه معوقات كبرى تمنع حدوثه أو تعيقه أو توجهه وجهة أخرى . ومن هذه المعوقات
1-التداخل بين الأجيال : بمعنى أن جيل الكبار يحرص دائما علي إكساب جيل الصغار نمط حياته وأسلوب معيشته ونظام قيمه ومعتقداته واستمرار هذه الظاهرة يؤدي إلي تخليد المجتمعات لمواريثها الثقافية تخليدا قد يكون مطلقا كما يعوق حركة التغير التي كان يمكن أن يحدثها الصغار في نموهم لو أنهم تركوا وشأنهم .
2-الرجعية : يتصل بعامل تداخل الأجيال عامل أخر هو الجمود الثقافي الذي يتمثل في رجعية الأفراد والجماعات وتتمثل الرجعية في الرضا بالأشياء المألوفة والخوف من تغييرها بالجديد غير المعروف ومن أمثلة ذلك الأفكار الجديدة التي تتصل باتجاهات الناس الفكرية ومبادئهم وقيمهم وأحكامهم في الحياة فإنها تواجه بالرفض أو المقاومة فتبقى هذه الأفكار حائرة إلي أن يقتنع الناس بها فتذبل وتموت .
3-الحرص علي المصلحة الخاصة : بمعنى عدم وجود الرغبة في التضحية الناتجة عن تغير في الأوضاع الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية وقد يكون في تغير الحكومة مصلحة عامة للمجتمع ولكن هناك أفرادا يقاومون التغير بسبب ارتباط أوضاعهم بهذه الحكومة وحرصهم علي مصالحهم الخاصة .
4-العزلة الثقافية : ونعني بها انطواء ثقافة المجتمع علي نفسها ويرجع ذلك إلي عوامل كثيرة منها عدم الاحتكاك الثقافي نتيجة عدم الاتصال بالمجتمعات الأخرى ويكون ذلك بسبب الرغبة في المحافظة علي التقاليد الخاصة في المجتمع والاعتزاز بها كتراث له ميزاته القومية أو راجعا لأسباب سياسية واقتصادية واجتماعية تراها الدولة ضرورية لمدى طويل أو قصير فهناك دول تحول دون انفتاح ثقافتهما علي ثقافة المجتمعات الأخرى وإنتاجها المادي والفكري
المراجع
إبراهيم ناصر : التربية وثقافة المجتمع : تربية المجتمعات – بيروت دار الفرقان ، مؤسسة الرسالة 1983 .
أعضاء هيئة التدريس : الأصول الاجتماعية والثقافية للتربية ، جامعة الأزهر ، كلية التربية 2004 .
محمد الهادي عفيفي ، في أصول التربية ، الأصول الثقافية للتربية ، القاهرة ، مكتبة الأنجلو المصرية 1983
محمود السيد سلطان : مقدمة في التربية ، جدة ، المملكة العربية السعودية دار الشروق 1983 .
سميح أبومغلي وآخرون : التنشئة الاجتماعية للطفل – الأردن ، دار اليازوي العلمية للنشر والتوزيع 2002
أحمد محمود عياد : محاضرات في أصول التربية ، الجزء الأول ، كلية التربية جامعة المنوفية ، د ، ث .