أسس تعلم اللغة لدى الطلبة

يجمع علماء التربية على ان تعليم اللغة يختلف عن تعليم اية مادة أخرى، فأنت حين تعلم الطفل اللغة، لا تكتفي بالمعلومات شأن العلوم أو الجغرافيا أو التاريخ ولكنك تكسبه مهارات عليه ان يجيدها ليتقن اللغة.

وإذا كانت اللغة وسيلة للتواصل مع الآخرين، والتعبير عن وجهات النظر فإن هناك ممارسة داخلية للغة تتم بين المتعلم ونفسه، قبل ان يستجيب لهذا الموقف او ذاك، بعبارة أخرى، إذا ما طرحت سؤالا على الطفل فإنه قبل أن يجيبك يلجأ كما يقول علماء التربية المعاصرون الى استخدام هذه اللغة الداخلية الصامتة والتي تنشأ بينها وبين الفكر علاقة جدلية معينة.

وكلما كبر الطفل استطاع توظيف هذه العلاقة الجدلية على نحو أفضل، يجعله أقدر على التذكر واستيعاب المجردات.

وحول هذه اللغة الداخلية يقول أحد علماء التربية العرب الكبار: ان اللغة لا تصبح اداة فكرية فعالة عند الانسان ما لم تتحول الى نظام داخلى للتفكير، اي ما لم يمتصها الفرد امتصاصا تاما او يحتويها داخليا.

وعليه فان من الضروري أن نفرق بين تعليم اللغة وبين تعليم المواد الأخرى، فاللغة ليست مجرد حقائق بل هي مهارات يتم اكتسابها والتدرب عليها.

ونخطئ اذا ما تصورنا أن المتعلم او بالأحرى الطفل في هذا الموقف، يستطيع اتقان المهارة اللغوية من خلال التركيز على حفظ القواعد النحوية واستخدامها في تركيب الجمل والعبارات. في مثل هذه الحالة نحن نسقط من حسابنا المهارة المكتسبة من خلال التدريب والمران.

إن حشو ذهن الطفل بالقواعد النحوية ومطالبته باستخدامها قافزين عن مرحلة اثراء وتنمية المهارة اللغوية لديه، لن يساعده في تعلم اللغة وفق الأسس التربوية والنفسية المطلوبة وانسجاما مع تحفيز المهارات اللغوية لدى الأطفال، ينبغي الاشارة هنا إلى ضرورة التخلي عن الطريقة التقليدية في تعليم القراءة والكتابة العربية والتي تباشر اولا في الحروف او المقاطع ومن ثم الانتقال الى الكلمة فالطفل ينبغي أن يتقن تعلم الحروف من خلال موضعها في الكلمة وبصورها المختلفة.


اننا حين نعلم الطفل وفق هذه الطريقة نكون قد استجبنا لمبدأ تربوي ونفسي يؤكد على ان الانسان يتمثل الشيء بصورته الكلية قبل ان يشرع في تأمل اجزائه ومكوناته ولا ننسى هنا أننا بهذا نبكر في تنمية اللغة الداخلية لدى هذا الطفل.

يوسف عبد الله محمود

مصدر الصورة
pixabay.com

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

التربية والمجتمع.. علاقة تكاملية وركيزة أساسية لتطور الأفراد

تُعد التربية والمجتمع من المحاور الأساسية التي تُشكل هوية الإنسان وتحدد معالم تطوره. إن العلاقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *