أسباب ضعف وفقدان السمع وانواعه وعلاجه

حاسة السمع واحدة من أثمن حواسنا وهي تمكننا من التواصل مع الاخرين وتجعلنا على اتصال بالبيئة من حولنا. وأي تأثير على السمع له أثار اجتماعية ونفسية متعددة.

ورغم ان معظم حالات ضعف السمع او مشاكله يمكن التعامل معها والحد من أثرها الا ان ذلك يتوقف على سرعة الاكتشاف والبدء بالتدريب.

ويعتقد بان 10٪ من سكان العالم يعانون بشكل او بآخر من مشاكل بالسمع وعدم التعامل مع هذه المشكلة او تجاهلها يؤدي الى معاناة وصعوبات حياتية قد تؤثر على التعامل مع الحياة والناس، وقد تؤدي في اقصى حالاتها الى الانسحاب من الحياة الاجتماعية والعملية، وهذا ناتج بالأساس عن عدم الفهم او الجهل بصعوبات
السمع ومشاكله وامكانيات الحلول وطرق التعامل معها.

ومشاكل السمع قد تكون:

* خلقية او تطورية اي قبل اكتساب اللغة (من سن الولادة الى 5 سنوات)
* مكتسبه: اي بعد اكتساب اللغة (وتحدث للأطفال بعد 5 سنوات وللكبار في مراحل مختلفة من حياتهم).

ولمشاكل السمع العديد من الاسباب منها ما هو خلقى أو طبي أو بيئي.

ومن الامثلة على هذه الاسباب:

اصابات العصب السمعى، تراكم الشمع، حدوث فجوة بطبلة الاذن (دخول جسم غريب) التعرض طويل الامد للأصوات العالية، اصابات الرأس، التهابات وإصابات الاذن الوسطى، وجود سوائل بالأذن الوسطى وغيرها

انواع ضعف السمع:

* توصيلى ويحدث بسبب حدوث مشاكل بالأذن الخارجية او الوسطى وهذا النوع يمكن التعامل معه بواسطة العلاج الطبى مثل شفط السوائل و/أو تنظيف الشمع المتراكم.

* صعف السمع الحسي العصبي: ويحدث بسبب مشاكل بالاذن الداخلية او عصب السمع ومن اسبابه التقدم بالسن والتعرض الطويل للاصوات العالية واصابات الرأس، وعادة يصعب التعامل معها طيبا ويحتاج بعض المصابين لاستخدام مساعدات سمعية.

وضعف السمع لا يعني بالضرورة الصمم الكامل فهناك تراوح في درجات فقد السمع ما بين بسيط ومتوسط وشديد وحاد والصمم الكامل. ووجود مشكلة بالسمع مهما كانت حدتها يؤثر على سماع اصوات الاخرين وكذلك على قدرة الانسان على سماع نفسه، وبالتالي تتأثر جميع العوامل المرتبطة باصدار الاصوات الكلامية وطبيعة الصوت مثل النغمة وعلو الصوت وطريقة نطق الاصوات.

ويجب التعامل مع اي مشكلة بالسمع بمجرد اكتشافها، بل يجب التنبه لاحتمال وجود مشكلة مبكرا
وذلك بالتنبه لبعض الموشرات المتكررة ومنها:

* قبل اكتساب اللغة او في مرحلة اكتساب اللغة (من صفر الى 5 سنوات ) :

1- عدم الالتفاف لمصدر الصوت.
2- عدم الهدوء عند سماع صوت بشري (الحديث للطفل ومناغاته).
3- عدم المناغاة في السن المتوقعة ( 6-8 شهور)
4- عدم التقدم في اصدار مزيد من الاصوات والانتقال من المناغاة الى مرحلة أعلى منها صوتيا.
5- وجود مشاكل نطقية اثناء مرحلة اكتساب الاصوات (ليس كل المشاكل النطقية سببها ضعف
السمع ويمكن لاختصاصي النطق واللغة تحديد ذلك)
6- عدم الاستجابة عند مناداة اسمه وخاصة اذا كان الحديث الموجه اليه من الخلف او من بعيد.
7- التقدم الى مكان قريب من التلفاز او رفع صوته
8- وجود مشاكل سمعية بالعائلة يلزمنا التنبه للاخرين.

اما حدوث مشاكل بالسمع عند الكبار بعد اكتساب اللغة والاصوات الكلامية فمن مؤشراته:

1- صعوبات بالحوار مع الاخرين وخصوصا اثناء الاجتماعات الكبيرة.
2- سماع الكلام مع عدم فهم الكلمات او الموضوع محور الحوار .
3- تغير عادات الحديث مثل طلب تكرار الكلام، على الصوت اثناء الحديث مع وجود عدد صغير من
الناس.
4- طلب رفع صوت التلفاز او المذياع بشكل ملفت للنظر.
5- تكرار سوء الفهم او صعوبة تتبع كلام الاخرين والمواضيع التي يثيرونها.

ولان فقدان السمع عند الكبار عادة ما يكون تدريجيا وقد يأخذ وقتا طويلا ليتضح (احيانا سنوات لان الفقد لا يكون مفاجئا وتاما) فان معظم الناس لا يدركون ان لديهم مشاكل بالسمع حتى يصلوا الى درجة حدوث مشاكل بالعمل او الاسرة في التواصل مع الاخرين.

ولا بد للشخص ان يقتنع بوجود مشكلة لكن يبدأ بالبحث عن احل لها ويكون ذلك بمراجعة اخصائى السمعيات واخصائي النطق. والبدء في العلاج والتدريب يخفف من حدة المشاكل النفسية والاجتماعية المرافقة عادة لمشاكل ضعف السمع بل وتساعد على الاستمرار باداء متطلبات الحياة اليومية.


ويتم التركيز في تدريب الشخص في هذه الحالة على :

* تشجيعه على الكلام.
* احاطته بالحب والاهتمام
* الحرص على التشجيع وخصوصا في فعل الاعمال والنشاطات اليومية العادية التي يجب القيام بها.
* مشاركته فى هذه النشاطات وغيرها وامضاء وقت اطول معه وتشجيعه على اكتشاف وسائل تواصل خاصة به وتجربتها.
* مساعدته على فهم ما يقوله الآخرون باستخدام وسائل مساعدة مثل المساعدات السمعية ووسائل التواصل الاخرى (الكمبيوترات -لوحات الاتصال – الكتابة – الرسم وغيرها) وذلك حسب القدرة الجسدية والمستوى التعليمي وتوفر هذ الوسائل وطبيعة التواصل المطلوب.

سناء جميل ابو نبعه
اختصاصية نطق ولغة

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

زيت الزيتون وفوائده الصحية ودوره في حماية القلب ومكافحة الأمراض

يُعدُّ زيت الزيتون من أبرز المكونات الغذائية التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط، ويحتل مكانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *