أسباب التبول الليلي اللاإرادي عند الأطفال والعلاج

تعرف المشكلة على انها وجود تبول ليلي لا إرادي اثناء النوم مرتين في الاسبوع او أكثر عند طفل وصل سن الخمس سنوات بدون فترة نشفان تزيد عن 6 شهور.

وقد اظهرت الدراسات ان نسبة الاطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب تصل الى 15 % عند عمر 7 سنوات وتتناقص هذه النسبة تدريجيا لتصل الى 2 % على عمر 16 – 18 سنة وتبقى نسبة قليلة تشفى أبدا بدون علاج.

لا يزال سبب هذه الظاهرة غير مفهوم بشكل كامل لكن من الملاحظ زيادة نسبة حدوثها في نفس العائلة، فإذا كان هناك قصة سابقة لإصابة كلا الوالدين بهذه الظاهرة اثناء الطفولة فان احتمالية اصابة الابناء تصل الى 77 % اما اذا كان احد الوالدين فقط هو الذي عانى من هذه المشكلة سابقا فان احتمالية اصابة الابناء تنخفض الى 44 % .

وقد اوضحت بعض الدراسات الحديثة ان المشكلة لدى الاطفال الذين يعانون من مشكلة بلل الفراش مرتبطة بعدم زيادة الهرمون المضاد للإدرار اثناء النوم (ADH ) ، ذلك الهرمون المسؤول عن تنظيم النتاج البولي مما يؤدي الى زيادة كمية البول اثناء النوم.

كما اثبتت الاستقصاءات أن سلوك المثانة الوظيفي لهؤلاء الاطفال لا يختلف عنه في الاطفال الطبيعيين، وان حجم المثانة لديهم ليس أصغر من الطبيعي كما يعتقد البعض.

ولا بد من التنويه هنا ان التبول الليلي اللاإرادي يمكن ان يكون تظاهرة لبعض الحالات المرضية مثل التهابات المجاري البولية، وامراض الغدد ومنها السكري.

ولكن من المعلوم ان معظم الاطفال المصابين بظاهرة التبول الليلي اللاإرادي لا يعانون من أي اضطرابات عضوية خطيرة، من ناحية اخرى اذا كان سلس البول موجودا بشكل مستمر اثناء الليل والنهار فانه لا بد من وجود سبب مرضي لهذا السلس ولا بد من البحث عنه.

ما تأثيرات التبول الليلي اللاإرادي على الطفل المصاب؟

ان المرحلة التي تحصل فيها ظاهرة بلل الفراش عادة هي مرحلة مهمة جدا في حياة الطفل، حيث انها المرحلة التي يكون فيها الطفل علاقاته الاجتماعية مع اخوانه او اصدقائه وهي مرحلة مهمة في تكوين شخصية الطفل وتطور الاجتماعي، وان وجود مثل هذه المشكلة وعدم علاجها بشكل ملائم قد ينعكس سلبا على نفسية الطفل.

ومن المفيد ان نشجع الطفل على التعبير عن مشاعره وافكاره وان نعطيه بعض وقتنا لنتمكن من تصحيح بعض الانطباعات الخاطئة لدى الطفل عن موضوع بلل الفراش – التبول الليلي اللاإرادي – .

ما تأثير هذه الظاهرة على العائلة؟

من المهم ان ندرك درجة التوتر والاضطراب الذي يحدث داخل العائلة بسبب ظاهرة التبول الليلي اللاإرادي، وان كنا نتوقع ان يتحدث الوالدان عن المشكلة للوصول الى حل فان الكثير منهم يعارضون الذهاب إلى الطبيب وربما يعود ذلك لعدة اسباب محتملة منها:

* الشعور بالذنب حيال فشلهم في تدريب اطفالهم بالذهاب الى المرحاض.
* الشعور بالخجل من ان الطبيب بسبب هذه المشكلة.

إن لأخوة الطفل المصاب وأصدقائه دورا مهما في هذه المشكلة فان سوء فهمهم للمشكلة يمكن ان يسيء لهؤلاء الاطفال من خلال السخرية والاستهزاء منهم.

ونلاحظ انه في معظم الحالات يتفهم الاهل الموضوع ويجيدون التعامل مع اطفالهم المصابين ولكن هناك نسبة 35 % من الاطفال الذين يبللون فراشهم ينالون العقوبة من اهاليهم مما يؤدي الى تفاقم المشكلة.

هل يوجد علاج لهذه الحالة؟

الجواب نعم.

وهناك عدة طرق منها ما هو قديم وما هو جديد فضمن طرق العلاج الشائعة الجهاز المنبه للتبول فقد اثبتت هذه الطريقة فعاليتها في كثير من الحالات، اما الجديد في العلاج فهو وجود مستحضر يقلل من حجم النتاج البولي وهذا المستحضر متوفر على شكل حبوب وبخاخ للأنف ويعطى للمصاب في وقت النوم.

طريقة الاستعمال المثلى لهذا المستحضر هو اعطاؤه ولمدة 3 – 6 اشهر حيث تصل نسبة نجاحه من 70 – 90 % وهناك من يفضل حصر استعمال العلاج لبعض الظروف الخاصة وفي ايام محددة فقط كما هي الحال عند الحاجة لقضاء بعض الليالي خارج المنزل عند بعض الاصدقاء او في المعسكرات او منتجع المدرسة .

ان اتخاذ قرار استعمال اي من الطريقتين للعلاج يعود الى تقدير الطبيب المعالج بناء على الظروف المتعلقة بكل حالة. وتدل الدراسات الحديثة ان مشاركة الطريقتين معا يزيد من احتمالية نجاح العلاج.

ومن التصرفات الخاطئة التي تستعمل من قبل البعض لعلاج مثل هذه الحالات هي منع الطفل من تناول السوائل قبل النوم ودفعه لفرا شه وهو بحالة الظمأ حيث ان هؤلاء الاطفال غير قادرين على تكثيف البول بشكل ملائم مما يؤدي الى طرح كميات كبيرة من البول سواء تناولوا كميات كبيرة من السوائل أم لا .

ولا يوجد اي مؤشر من ان استعمال الحفاظات سيمنع او يؤخر التخلص من بلل الفراش.


ولا ننسى هنا دور اسرة في تشجيع الطفل المصاب وعدم اشعاره بعقدة الذنب نتيجة لحالته. فهو أصلا يعاني نفسيا بشدة من التبول اللاإرادي، ولا حول ولا قوة له في ذلك، ولا بد من التنويه هنا انه منذ بداية الستينات تم استعمال مضادات الاكتئاب في علاج التبول اللاإرادي ولكن التجربة العلمية والعملية اثبتت خطورة الاعراض الجانبية لهذه الادوية لدى الاطفال المصابين وسرعة الانتكاس بعد التوقف عن اعطاء الدواء.

د. حسين عبد الرحيم عياش
اخصائي اطفال

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

زيت الزيتون وفوائده الصحية ودوره في حماية القلب ومكافحة الأمراض

يُعدُّ زيت الزيتون من أبرز المكونات الغذائية التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط، ويحتل مكانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *