• مفهوم التقويم الذاتي
• أهمية وفائدة التقييم الذاتي للمعلم
• طرق التقويم الذاتي للمعلم
• نتائج التقويم الذاتي
إن المعلم المخلص بقدوته الصالحة يبني الإنسان شامخا قويا وإن استمتاعه بعمله ونجاحه فيه يتوقفان على التشخيص الدائم لعمله وسلوكه وتقويمه لهما بين الحين والآخر ليتعرف نقاط قوته وضعفه، ورغم وجود أشخاص آخرين يقومون عمل المعلم، فإنهم لا يغنون
المعلم عن تقويم ذاته لأن مفتاح التحسن التربوي الذي نريده يكمن في تحسن ورفع مستوى المعلم قبل كل شيء لأنه صاحب رسالة مقدسة وشريفة وتزداد القناعة بصورة مستمرة بأهمية دوره في العملية التربوية من خلال ما نشاهده من مؤتمرات وندوات عالمية وعربية ومحلية لبحث لموضوعات والمشكلات المتعلقة بإعداد المعلم وتدريبه وتطويره وأساليب متابعته و تقويمه .
وتشير الدراسات أن زيادة فعالية التعليم وكفايته تتوقف إلى درجة كبيرة على مستوى الأفراد العاملين فيه وعلى مستوى أدائهم وشعورهم بمسؤولياتهم فتحسين الموقف التعليمي يتطلب الوقوف على فعالية المعلم من خلال اعتماد طرائق علمية موضوعية في التقويم .
مفهوم التقويم الذاتي
اهتم الباحثون بالتقويم الذاتي وبتفسيره وتعريفه لأهميته الكبيرة في العملية التعليمية التعلمية ، قال بعضهم :
هو مقدرة المعلمين الحكم على تدريسهم بصدق وأن يروا بوضوح حجم التعلم الذي يحدث داخل الغرفة الصفية و بعضهم قال :
عملية تقييم الشخص لتفكيره وأن يسمح للشخص بأن يكون ناقدا لنفسه ولعرض أفكاره وتصحيحها عندما تظهر الأخطاء أو نقاط الضعف وبعضهم قال:
إنه عملية تقييم المعلم لنفسه بغرض معرفة مدى نجاحه في تحقيق الأهداف المتوخاة ومدى فعالية الأساليب والطرق التي يتبعها في تدريسه وتحديد الصعوبات والمشكلات التي تواجهه في عمله.
أهمية وفائدة التقييم الذاتي للمعلم
من المفيد أن يشارك المعلم في عملية التقييم لأدائه وذلك لأن مشاركته في هذه العملية تقوي دافعيته للتعليم وتؤثر في مستوى تحصيل طلابه وعلى العكس تماما فإن عدم مشاركة المدرس بأية آراء أو أفكار يتم طرحها من قبل المقيم تجعل المعلم يرى الطابع الغالب على
عملية التقييم طابع تسلطي .
والسؤال الذي يطرح نفسه هل هناك نسبة كبيرة من المعلمين يقومون بعملية التقويم الذاتي؟
إذا كان المعلم مقتنع بعملية التقويم الذاتي فهذه القناعة ستنعكس إيجابيا على أدائه لأنه سيواكب بشكل مستمر المستجدات ويأخذ بالأفضل من الطرائق والأساليب وسوف يلجأ إلى تصحيح جملة من المسارات في عمله سواء ما يتصل منها بطرائق التدريس أو أشكال
التفاعل مع المحيط التعليمي أو ما يتصل منها بالعلوم والمعارف والحقائق العلمية وهذا التصحيح المستمر سوف يبعده كثيرا عن مواقع الزلل والتقصير والإخفاق ويقربه كثيرا من النجاح في عمله.
هل نحرص على التطوير والاستفادة من كل جديد أم نلوذ وراء خبرتنا العملية التي تكونت خلال سنوات طويلة؟
إن الرتابة والجمود واتباع الأساليب ذاتها والقيام بالعمل نفسه واعتماد طرائق تقليدية في العمل تفتقر للكثير من مقومات التطوير الحاصل في أساليب التدريس وتوظيف الوسائط التعليمية وأشكال التفاعل الإيجابي مع الطلاب وعناصر التشويق كل هذا يؤثر بشكل سلبي
على الطالب حيث يحرم أهم عوامل نجاحه ومشاركته الفاعلة
طرق التقويم الذاتي للمعلم
كتابة تقرير أسبوعي عن عمله يبين فيه نقاط القوة ونقاط الضعف
الأخذ بآراء الطلاب حول الطرائق التي يقترحونها لتحسين عملية التعلم
تسجيل بعض الدروس ثم تحليلها ونقدها
حضور حصص مشاهدة ومقارنة عمله بأعمال الآخرين
الإفادة من الكتب والمراجع في مجال التشخيص والعلاج
منا قشة الزملاء بقصد معرفة أثر عمل المعلم في نفوس زملائه وأشكال تفاعله مع الجو التربوي العام في المدرسة
نتائج التقويم الذاتي
تحديد احتياجات التدريب :
إن من أهم نتائج التقويم الذاتي الكشف عن احتياجات التدريب الأمر الذي يجعل برامج
التدريب أكثر فعالية لأنها تأتي ملبية حاجة المعلم فتدعم أداءه
الثقة بالنفس :
إن بيان مواطن الضعف ومواطن القوة وما يستتبع ذلك من إجراءات ناجحة لعلاج التقصير أو زيادة الخبرة يجعل المعلم أكثر ثقة بنفسه و أقدر على العطاء و أكثر قربا من النجاح
القدرة على ضبط الصف :
المعلم المتمكن الواثق المسلح بالمعرفة المتجنب لمواقف الضعف أكثر قدرة على ضبط الفصل و توجيه فعاليات الطلاب بشكل إيجابي
تحديد الأهداف و المستويات :
يستطيع المعلم من خلال التقويم الذاتي رسم أهداف لعمله قابلة للتحقيق لا لسهولتها بل لأنها تناسب مستويات الطلاب و تتلاءم مع الوقت و طبيعة المناهج الدراسية
تخطيط الفعاليات الصفية :
إن إشراك الطلاب في عملية التخطيط يضمن سلامة التنفيذ و حسن الأداء من الجميع و هذا يجعل الفعاليات و الأنشطة تتوج بأحسن النتائج
الاهتمام بالفروق الفردية :
تكشف عملية التقويم الذاتي للمعلم عن الفروق الفردية بين طلابه في مستوى الفهم و الاستيعاب و المواقف و الميول و الاتجاهات التي يجب مراعاتها في التعامل معهم و تصميم الأنشطة الملائمة لهم ، و يستطيع المعلم أن يقوم نفسه من خلال الإجابة عن أسئلة كثيرة منها :
هل أصوغ أهدافي بصورة سلوكية و أختار ما يناسبها من أنشطة و أساليب و إجراءات تقويم ؟
هل يعكس الهدف تغيرا في سلوك المتعلم يمكن ملاحظته و قياسه ؟
هل أطرح أسئلة ملائمة لمستويات التلاميذ المختلفة ؟
هل أطرح أسئلة مثيرة لطرق التفكير المختلفة ؟
هل أترك فترة صمت بعد طرح السؤال لأعطي التلاميذ زمنا كافيا للتفكير في الإجابة و عدم التسرع ؟
هل أتحفظ في إعادة طرح السؤال دون مبرر حتى لا يشجع ذلك على عدم الانتباه ؟
ها أتجنب اختيار تلميذ بعينه قبل طرح السؤال ؟
هل أشجع الطلاب على طرح الأسئلة ؟
هل أجيب على أسئلة التلاميذ بشكل مقنع ؟
هل أعالج الموقف بحكمة إذا طرح تلميذ سؤالا خارجا عن موضوع الدرس ؟
هل أؤجل الإجابة عن سؤال يطرحه تلميذ عندما لا أستطيع الإجابة مع مصارحتهم بذلك ؟
هل أوفر نشاطات تعليمية يكون للطالب دور أساسي فيها ؟
هل أوظف التقانة التربوية بشكل فعال ؟
هل أنوع الأساليب التعليمية و أعتني بضوابطها ؟
هل أوفر عنصر الإمتاع للنشاطات التعليمية دون انتقاص من قيمتها العلمية ؟
هل أحدث تغييرات في الظروف المادية للموقف التعليمي التعلمي ؟
هل أوزع اهتمامي على جميع التلاميذ ؟
هل أتقبل أفكار تلاميذي و مقترحاتهم و أتعرف حاجاتهم لألبيها ؟
هل أتجنب التهديدات أو السخرية كأسلوب تأديبي ؟
هل أتجنب الانفعال و التسرع في معالجة المشكلات النظامية ؟
و يمكن القول إن عملية التقويم الذاتي للمعلم تنعكس على عمله و تشمل مختلف الجوانب ذات الصلة بالعملية التعليمية و التربوية فهي تؤدي إلى تحسين فعاليات المعلم الصفية و إلى تحسين العلاقات بين المعلم و زملائه و تحسين العلاقات بين المعلم و الإدارة و تحسين العلاقات بين المعلم و المجتمع و بالتالي تحسين مخرجات عملية التعليم أداء و تحصيلا للمعلم و الطلاب .
الأستاذة انشراح عبد الفتاح
موجهة لغة عربية – الامارات العربية المتحدة
المراجع
أصول علم النفس – د أحمد عزت راجح
علم النفس التربوي – فاخر عاقل
فن التدريس للتربية اللغوية – د محمد صالح سمك