الدكتور عبد الوهاب زايد
– يُعد معرض أبوظبي للتمور نموذجًا عالميًا في تعزيز الابتكار وتحقيق الاستدامة في قطاع نخيل التمر.
– يساهم الابتكار في تحسين كفاءة إدارة الموارد وتقليل الفاقد، مما يعزز أهداف التنمية المستدامة.
– أصبحت التمور اليوم أكثر من مجرد غذاء، فهي تمثل عنصرًا أساسيًا في الأمن الغذائي ومصدرًا لصناعات غذائية متعددة ومتنوعه.
– يُوفر معرض أبوظبي للتمور منصة مثالية لتبادل الخبرات في مجال الابتكار وتعزيز التعاون الدولي.
شهدت العاصمة أبوظبي يوم أمس انطلاق النسخة العاشرة من معرض أبوظبي الدولي للتمور 2024، الذي تميز هذا العام بتوسيع نطاقه من خلال زيادة ملحوظة في أعداد العارضين والدول المشاركة.
إذ شمل الحدث 100 عارض من 21 دولة. كما تم تخصيص جناح خاص يُعنى بالابتكار في مجال زراعة وإنتاج التمور، مما يعكس الدور الريادي لدولة الإمارات في دعم الابتكار وتعزيز مكانتها كمركز عالمي في هذا المجال.
ويُعد المعرض منصة تجمع نخبة من الخبراء والمختصين والشركات العالمية لاستعراض أحدث التقنيات التي تسهم في تعزيز استدامة قطاع نخيل التمر وتحسين جودة إنتاجه.
دور الابتكار في تطوير قطاع نخيل التمر
أكد الدكتور عبد الوهاب زايد، الأمين العام لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، أن تخصيص جناح كبير للابتكار ضمن فعاليات الدورة العاشرة لمعرض أبوظبي الدولي للتمور يهدف إلى تسليط الضوء على الدور الأساسي للابتكار في دفع عجلة تطوير قطاع نخيل التمر.
فالابتكار في هذا المجال يمثل ركيزة أساسية لتحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية وتعزيز الأمن الغذائي.
ويشمل هذا التطور استخدام تقنيات متقدمة مثل أنظمة الري الذكية والهندسة الوراثية لتحسين إنتاجية أشجار النخيل، بالإضافة إلى تطوير منتجات جديدة مشتقة من التمور لزيادة قيمتها السوقية، مثل الأغذية الصحية والمكملات الغذائية ومستحضرات التجميل.
كما يساهم الابتكار في تحسين إدارة الموارد وتقليل الهدر، ما يدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأوضح الدكتور زايد أن المعرض أصبح نموذجًا عالميًا يحتضن الخبراء والمختصين والشركات، حيث يُعد منصة لتبادل الخبرات ومناقشة مستقبل هذا القطاع الحيوي.
وأشار إلى أن أبوظبي أصبحت مركزًا رئيسيًا لابتكار تقنيات جديدة تعزز زراعة النخيل وتطوير المنتجات المشتقة منه، مما يعكس التزام الإمارة بدعم الأبحاث العلمية وتبني حلول مستدامة لتحسين كفاءة الإنتاج وضمان جودة المنتجات على المستوى الدولي.
معرض أبوظبي للتمور: منصة للابتكار
أشار السيد غيوم ثيفناز، المدير التنفيذي لشركة “ناسيتا” الفرنسية المتخصصة في إنتاج عصائر التمر، إلى أن الزيادة الملحوظة في المشكلات الصحية الناتجة عن الإفراط في استهلاك السكريات المكررة، مثل مرض السكري، دفعت إلى البحث عن حلول مبتكرة لتحسين الصحة العامة. ومن هذا المنطلق، طورت الشركة مجموعة من بدائل التحلية الطبيعية المستخلصة من التمور.
تتميز هذه البدائل بقدرتها العالية على التحلية، مع احتوائها على مؤشر جلايسيمي منخفض جدًا، مما يعني أن استهلاكها يساعد في تقليل كمية السكر المتناول دون التأثير على المذاق.
وأوضح السيد ثيفناز أن هذه المنتجات تجمع بين الطعم اللذيذ والقوام الطبيعي الناعم، مما يجعلها خيارًا صحيًا مثاليًا لتلبية احتياجات المستهلكين الباحثين عن نمط حياة صحي ومتوازن.
الابتكار في تصنيع منتجات التمور
أوضح السيد محمد سهيل المزروعي، مدير مصنع تمور ليوا في الإمارات العربية المتحدة، أن المصنع يسعى باستمرار لتطوير منتجات مبتكرة تلبي احتياجات المستهلكين المعاصرين.
اذ يتمحور عمل المصنع حول إنتاج مجموعة متنوعة من المنتجات المعتمدة على التمور، مثل معجون التمر القابل للدهن، الصلصات الصحية، المحليات الطبيعية، والمشروبات الباردة والساخنة.
يستعين المصنع بتقنيات متطورة في عمليات التصنيع والمعالجة بهدف تحسين كفاءة الإنتاج وتعزيز القيمة المضافة للتمور.
وقد أثمر هذا التوجه عن إطلاق أكثر من 50 منتجًا تجاريًا جديدًا في الأسواق المحلية والإقليمية، مما ساعد في تحسين دخل المزارعين وتعزيز جودة المنتجات الإماراتية. وأسهم هذا النجاح في تعزيز تنافسية التمور الإماراتية على الصعيدين المحلي والعالمي.
النخلة: مصدر إلهام للصناعات الحديثة
أكد الدكتور سعيد عوض، مدير شركة فالورايزن للبحث والتطوير في مصر، أن ملايين الأطنان من مخلفات نخيل التمر تُهدر سنويًا حول العالم، حيث تُحرق في الحقول المفتوحة، مما يساهم في انبعاث حوالي 5.28 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
هذه الممارسات تفاقم مشكلة الاحتباس الحراري وتسهم في التغير المناخي.
ولتغيير هذا الواقع، قامت الشركة بتطوير حلول مبتكرة للاستفادة من مخلفات النخيل. شملت هذه الابتكارات إنتاج ألياف النسيج من نفايات النخيل (PalmFil) ووسائط زراعية بديلة للتربة (PalmPeat). وقد أثمرت هذه الجهود عن براءة اختراع مسجلة في ألمانيا، مما فتح المجال لتصنيع مجموعة متنوعة من المنتجات.
من أبرز هذه المنتجات أقمشة متعددة الاستخدامات، وقطع غيار السيارات، وألواح عزل مرنة، وورق غير خشبي، وتغليف مستدام للمواد الغذائية، بالإضافة إلى أوانٍ قابلة للتحلل.
كما تُستخدم وسائط (PalmPeat) في تقنيات البستنة، الزراعة المائية، وحضانات النباتات، مما يعزز الاستدامة في مختلف المجالات الزراعية والصناعية.
ابتكار تراثي من سعف النخيل
من جهتها صرحت الدكتورة نهاية عبد الرحمن، المديرة العامة لمؤسسة “سعف الأردن” المتخصصة في تطوير منتجات مبتكرة من سعف النخيل، بأن معرض أبوظبي للتمور يُعد فرصة مميزة لتعزيز التعاون مع مختلف الشركاء وعرض منتجات تراثية يدوية مميزة. وأوضحت أن الجائزة قدمت منصة مثالية لدعم الإبداع في استغلال سعف النخيل كمورد طبيعي.
وأكدت الدكتورة نهاية أن الصناعات التحويلية المعتمدة على سعف النخيل في الأردن تتبع نهجًا بيئيًا مستدامًا يعتمد على إعادة الاستخدام والتدوير، بما يعكس مفهوم “الاقتصاد الدائري” القائم على تقليل الهدر والاستفادة القصوى من الموارد.
وأشارت إلى أن المؤسسة تركز على إنتاج منتجات صديقة للبيئة مصنوعة من مخلفات سعف النخيل، مع دمجها بمواد طبيعية مثل الخشب، الجلد، والقماش، لتقديم حلول مبتكرة تجمع بين الأصالة والحداثة.
الابتكار في صناعة الغذاء من التمور
كما أوضحت المهندسة رانيا البابلي، مديرة شركة “Smart Food” من المملكة الأردنية الهاشمية، رؤيتها لمستقبل الغذاء المستدام، مشيرة إلى أن النظرة العالمية تجاه الغذاء تشهد تحولًا كبيرًا. فالغذاء لم يعد مجرد وسيلة لتلبية الاحتياجات الجسدية، بل أصبح محورًا لتحقيق حياة صحية ومستدامة.
وفي هذا الإطار، يأتي مشروع “الغذاء الذكي” كمبادرة رائدة تسعى إلى إعادة صياغة مفهوم الغذاء، من خلال تقديم حلول مبتكرة لمواجهة التحديات الغذائية العالمية.
وأشارت المهندسة رانيا، خلال مشاركتها في معرض أبوظبي للتمور، إلى أن فريق العمل ضمن المشروع ركز على الاستفادة من التمور كمكون رئيسي، مما أتاح تطوير مجموعة متنوعة من المنتجات المبتكرة التي تساهم في تحسين نمط الحياة الغذائي وتعزيز الاستدامة.
التمور: منبع للإبداع في الصناعات الغذائية
أكد السيد علاء الطحان، المدير العام لشركة تمور الطحان، أن الابتكار يشكل حجر الزاوية لتحقيق الاستدامة وتطوير قطاع نخيل التمر، بما يتوافق مع احتياجات السوق العصري وأهداف التنمية المستدامة.
وأوضح أن هذا التطوير يعتمد على الاستخدام الأمثل للموارد وزيادة القيمة المضافة للمنتجات.
وأشار إلى أن شركة تمور الطحان، التي بدأت رحلتها في عام 2005، أدركت مبكرًا أن التمور تعد موردًا غنيًا يلهم المبدعين لتقديم منتجات مبتكرة في قطاع الصناعات الغذائية.
وقد نجحت الشركة في تطوير عشرات الأصناف المبتكرة التي تلبي احتياجات مختلف الفئات المستهدفة، ليس فقط داخل مصر، بل أيضًا في المنطقة العربية.
وأضاف السيد الطحان أن منتجات الشركة، بفضل جودتها العالية وتنوعها، وصلت إلى العديد من الدول العربية مثل المغرب، بالإضافة إلى بعض دول شرق آسيا مثل إندونيسيا، مما يعكس السمعة الطيبة والانتشار الواسع لعلامة تمور الطحان في الأسواق الإقليمية والدولية.
معرض أبوظبي للتمور: منصة عالمية للابتكار
هذا وقد أوضحت المهندسة نانسي عمار، من المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة، أن معرض أبوظبي للتمور يمثل فرصة فريدة للاطلاع على أحدث الابتكارات في مجالات الصناعات الغذائية القائمة على التمور، والصناعات الحرفية من سعف النخيل، والغذاء الوظيفي.
كما أعربت عن تقديرها للأمانة العامة للجائزة على التنظيم المتميز للدورة العاشرة من المعرض، مؤكدة على الأهمية الاستراتيجية التي يمثلها قطاع التمور في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز الأمن الغذائي العالمي.
وأشارت المهندسة نانسي إلى أن المعرض يتيح استشراف مستقبل زراعة النخيل وإنتاج التمور على مستوى العالم، من خلال استعراض التطورات الحديثة في تقنيات الزراعة، والإنتاج، والتصنيع، والتسويق.
يُذكر أن معرض أبوظبي للتمور تنظمه جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي بالتعاون مع مجموعة “أدنيك”، وذلك على مدار عشر سنوات متتالية.