هل يمكن اختيار جنس المولود عن طريق الحمية الغذائية؟

نجد بحكم الطبيعة أن نسبة ولادات الصبيان هي أكثر بقليل من البنات، بحيث تقدر النسبة المئوية ب 51 % من الصبيان و48 % من الاناث، كما أن عدد اجهاضات الأجنة الذكرية أكثر من عدد اجهاضات الأجنة الأنثوية ومع ذلك فولادات الذكور تفوق دائما ولادات الإناث، فكيف نفسر هذا؟

بعض الدراسات تؤكد ان عدد الحيوانات المنوية الذكرية (Y) هو أكثر من الحيوانات المنوية الأنثوية (X) عند كل الرجال ولكن بنسب متفاوتة، من هنا نجد ان حظ تلقيح البويضة بحيوان منوي ذكري (Y) هو اكثر وبالتالي فان احتمال انجاب صبي اكثر من احتمال انجاب بنت، وهناك رجال يتمتعون بحيوانات منوية ذكرية فقط ولا ينجبون سوى ذكور.

أجريت فحوصات فور حصول اتصال جنسی فوجد ان عدد الحيوانات المنوية الذكرية التي تدخل عنق الرحم ثم الرحم هو اكثر من الحيوانات المنوية الأنثوية. ومن المعروف أن حظوظ الحمل ترتفع قبل الاباضة بيومين إلى يوم حصول الاباضة، وهذه الفترة يؤدي الحمل فيها إلى إنجاب الذكور.

وعودة الى الحمية الغذائية في تحديد جنس المولود فقد ثبت من خلال الملاحظة البيولوجية ان العناصر الأربعة الموجودة في المأكولات وهي الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيزيوم والكالسيوم تلعب دورا بنسبة 80% في تحديد جنس المولود. فكيف تعمل هذه العناصر في تحديد جنس المولود؟

النظريات تفترض، ان هذه العناصر، تقوم بتعديل في الإفرازات المهبلية التي تصبح أكثر تقبلا لهذا النوع من الحيوانات المنوية او ذاك، او بتعديل في سطح البويضة التي تصبح أكثر تقبلا لأحد نوعي الحيوانات المنوية.

المهم هو في نسبة بعض العناصر الى العناصر الأخرى التي هي تؤثر في تحديد جنس المولود اکثر من كمية كل عنصر، وهذه النسبة هي مجموع الصوديوم والبوتاسيوم الى مجموع الكالسيوم والمغنيزيوم، وكلما كانت النسبة عالية كلما زاد الحظ في انجاب صبي.

وللحصول على نسبة مرتفعة يكفي زيادة تغذية غنية بالصوديوم والبوتاسيوم او تخفيف تغذية غنية بالكالسيوم والمغنيزيوم وعكس ذلك كلما كانت النسبة منخفضة كلما زاد الحظ في إنجاب أنثى وللحصول على نسبة منخفضة يكفي التقليل من التغذية الغنية بالصوديوم والبوتاسيوم والإكثار من التغذية الغنية بالكالسيوم والمغنيزيوم.

هناك شيء مهم، يجب التقيد به وهو عدم المبالغة في الإقلال أو الإكثار من هذه العناصر والى ما دون حاجة الجسم لأن ذلك قد يسبب مشاكل صحية.

قبل البدء بالحمية الغذائية المتعلقة بالذكور، يجب التأكد من عدم وجود أمراض القلب، ومرض السكري وارتفاع الضغط الدموي، وأما بالنسبة للحمية المتعلقة بالإناث، فالتأكد من عدم وجود أمراض الكلى وازدياد الكالسيوم في الدم. وهذا التأكد ضروري لتحاشي تفاقم الأمراض المذكورة .

اذا ارادت السيدة تطبيق احدى الحميتين، ما عليها الا ان تبدأ الحمية قبل شهر او شهرين من الموعد المقرر الحمل فيه وان تستعمل خلال هذه المدة إحدى وسائل منع الحمل.

ولماذا الانتظار مدة شهرين؟ الجواب عن ذلك، هو الاستفادة من هذه المهلة للبدء بتغيير العادات الغذائية بالتدريج لتتابع السيدة بعد ذلك هذه الحمية بحرص. اذا لم يحدث حمل بعد ستة أشهر على الحمية فمن الافضل توقيف الحمية مرحليا ليستريح الجسم ومن ثم تعاود الحمية بعد بضعة أسابيع. واذا حصل حمل توقف الحمية وترجع السيدة الى عاداتها الغذائية السابقة.


حقيقة ان الحمية الغذائية متعبة قليلا، لكن كلما كان الحافز قويا كلما سهل على المرأة متابعتها، وللحمية نظام وقواعد ولكل نوع من الحمية لوائحها من المأكولات، يقررها الطبيب حسب وضع كل حال على حدة، والمهم أن يكون هناك تعاون بين الطبيب والسيدة التي تنوي تطبيق الحمية التي تختار.

د. سميح خوري
اختصاصي في الامراض النسائية والتوليد

مصدر الصورة
pixabay.com

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

زيت الزيتون وفوائده الصحية ودوره في حماية القلب ومكافحة الأمراض

يُعدُّ زيت الزيتون من أبرز المكونات الغذائية التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط، ويحتل مكانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *