مضار ادمان الوالدين على التكنولوجيا وتربية الأبناء

من الشائع حاليا ان نشاهد الوالدين مشغولين بالتكنولوجيا الحديثة سواء بهواتفهم الذكية او اللوحية او بحواسيبهم الشخصية وينسون اهمية التواصل مع أطفالهم مما قد يسبب مشاكل سلوكية لدى الابناء ومنها الاحباط والاضطرابات النفسية.

وحسب ما بينته احدى الدراسات الأمريكية فان سوء سلوك الابناء يتسبب في إدمان الآباء والأمهات للتكنولوجيا وتفقدهم المستمر للهواتف المحمولة لقراءة الرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني.

الباحثون درسوا 170 أسرة ممن لديهم اطفال وتوصلوا إلى أن الآباء والأمهات الذين تحدثوا عن تشتت انتباههم بسبب التكنولوجيا في وقت اللعب كانوا أكثر عرضة للمعاناة من مشاكل سلوكية مع أطفالهم.

وحول نتائج تلك الدراسة قال براندون مكدانييل من جامعة ولاية إلينوي وهو كبير الباحثين في الدراسة “أظهرت دراسات سابقة أن بعض الآباء والأمهات ينشغلون تماما بأجهزتهم وعندما ينشغلون يكون من الصعب على الأطفال جذب انتباههم، لكن لم تربط أي دراسة سابقة بين استخدام الوالدين للتكنولوجيا، خاصة الاستخدام الذي يقطع أو يتدخل في التعامل بين الوالدين والطفل، والمشاكل السلوكية للطفل على وجه التحديد”.

وتساءلت الدراسة عن عدد المرات التي أعاقت فيها الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية والشخصية وغيرها من وسائل التكنولوجيا الوقت المخصص للأسرة مثل تفقد رسائل الهاتف أثناء الوجبات أو الرد على الرسائل النصية وسط المحادثات.

وسئل الآباء والأمهات عن استخدامهم لأجهزتهم الشخصية وإلى أي حد يشعرون بالقلق بشأن الاتصالات الهاتفية أو الرسائل النصية وما إذا كانوا يعتقدون أنهم يستخدمون الهواتف المحمولة كثيرا.

ورغم اتفاق الآباء والأمهات على أن استخدام وسائل التكنولوجيا شتت انتباههم عن التواصل مع أطفالهم مرة واحدة في اليوم على الأقل فإن الأمهات عبرن أكثر بالمقارنة مع الآباء عن أن استخدام الهواتف يمثل مشكلة أكبر في تربية الأبناء.


من جهتهم بين فريق الباحثين في الدراسة التي نشرتها دورية (تشايلد ديفيلوبمنت) بأن نحو 48 بالمائة من الآباء والأمهات قالوا إن التكنولوجيا تسببت في المقاطعة ثلاث مرات على الأقل في اليوم وقالت نسبة 24 بالمائة إن هذا الأمر حدث مرتين في اليوم وقال 17 بالمائة إنه حدث مرة واحدة يوميا.

يذكر ان كثيرا من الباحثين الاجتماعيين حذروا من العواقب السلبية لانشغال الأهل في التكنولوجيا الحديثة وقلة تواصلهم السمعي والبصري مع ابنائهم بل وفي احيانا كثيرة نسيانهم تماما وهم بالقرب منهم، مما سيكون له تأثيرات سلبية وخيمة على سلوك الأبناء واستقرارهم النفسي.

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

أهداف التربية أساس بناء المجتمعات وتطوير الأفراد

تُعدّ التربية إحدى الركائز الأساسية في بناء المجتمعات، حيث تسهم في تشكيل الأفراد وتنمية قدراتهم، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *