تعد السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل هي الأساس في بناء شخصيته / pixabay

متى يبدأ الأهل بتربية طفلهم؟

سألت احدى الأمهات الحكيم سقراط:
كيف أربي ابني؟
فسألها: كم عمره؟
اجابت: سبع سنوات.
قال لها: لقد فات الأوان!! وقد تأخرت كثيرا في سؤالك.

من هنا ندرك ان التربية تبدأ من اليوم الأول لولادة الطفل حين يبدأ يتعود على أوقات الرضاعة وتنظيم ساعات النوم والمناغاة والتدليل وغير ذلك، وهذا ما أكده الدكتور «هارولد هاريس» مدير الطب النفسى بجامعة ديوك من أن الاهتمام بالطفل يبدأ منذ اليوم الاول لولادته ولا تبدأ التربية والتدريب على الانضباط في سن السادسة او السابعة ( سن دخول المدرسة) كما يعتقد الكثيرون ولعل الثلاث او الاربع سنوات الاولى من عمره هي الاساس في بناء شخصيته وفي تعلمه القيم ومبادئ الخير والشر والمسموح والممنوع والحلال والحرام في التعامل اليومي مع أخوته وأولاد الجيران اذ لا يجوز مطلقا تشجيعه بالابتسام حين يقدم على ضرب من هم اصغر منه كي لا يترسخ الشعور أنه قوي وعظيم كما ينبغي الاعتدال في حبه وتدليله استجابة طلباته لأن الافراط والتفريط بكل أساليب التعامل مع الطفل يلتقيان آخر الامر في نتيجة واحدة وهى خسارة الطفل لشخصيته وثقته بنفسه .

ان التربية السليمة تتلخص بعوامل ثلاثة تبدأ من الاسرة وهي: العامل الديني والعامل الدنيوي / ثم العامل العقلي والنفسي ويعد العامل الديني هو الأول من مقومات التربية فعلى مدى قرون بدأت ونشأت التربية وكذلك التعليم في أحضان الديانات كافة في الكنائس والمساجد ثم توسعت وتطورت مع تطور المجتمعات فأخذت الاسرة هذا الدور قبل المدرسة ونذكر جميعا دور الجدات والأمهات في غرس الفضائل والأخلاقيات في الطفل الصغير قبل التحاقه بالمدارس بل حتى قبل وجود المدارس.

ان طفولة البشر أطول من طفولة اي نوع من المخلوقات الأخرى لأن الطفل البشري أضعف المواليد عند بدء حياته لكنه في الوقت ذاته أقدرها على التعلم اذا توفرت له الاسس الصحيحة في التربية صحيا واخلاقيا فلا تقتصر مراحل نموه على التغذية وتأمين الطعام فقط كباقي المخلوقات بل هو يحتاج الى اكتساب مهارات الكلام والمشي واللعب وأساليب التفكير والفهم والتجريب، وهذه كلها يتعلمها منذ طفولته المبكرة وقبل دخول المدرسة.


ولأن الطفولة هي المدة التي يقضيها الوليد في النمو والارتقاء حتى يبلغ مبلغ الناضجين ويعتمد على نفسه في تدبير شؤونه البيولوجية والنفسية، لذا فهي فترة قصور وضعف وتكون وتكامل في آن واحد فالطفل خلالها معتمدا كليا على ذويه فيعمل الوالدان على التنشئة الصحيحة ولا ينتظران ذلك من المدرسة، فما المدرسة الا استمرار ودعم ما قد نشأ عليه الطفل في أسرته ومحاولة تهذيب وتعديل بعض السلوكات الخاطئة عند بعضهم فهي لا تكفي اذن ما لم تبن الاسرة أساسا متينا لتربية صالحة كي يكون الطفل مهيئا للتعلم الأكاديمي والتربوي في المدرسة.

مي شبر

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

أهداف التربية أساس بناء المجتمعات وتطوير الأفراد

تُعدّ التربية إحدى الركائز الأساسية في بناء المجتمعات، حيث تسهم في تشكيل الأفراد وتنمية قدراتهم، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *