متى نزور طبيب الأطفال؟

كثيرا ما يكون اللقاء الأول بين طبيب الأطفال من ناحية وبين الطفل واهله من ناحية أخرى لقاء مفاجئا حيث يحضر الأهل الطفل في حالة سيئة مثل ان يكون يعاني من التهاب رئوي أو جفاف نتيجة اصابته بالتهاب معوي حاد أو قد يعاني من تسمم دوائي او غذائي… الخ.

وفي مثل هذه الحالات يصعب تقييم وضع المريض ككل ويقتصر التركيز على المشكلة الحادة، وهذه الحالات الطارئة على اهميتها لا تشكل إلا نزرا يسيرا من الخدمات التي يستطيع طبيب الأطفال القيام بها.

وسنعرض فيما يلي بعض هذه الخدمات والأدوار:

1- ينتشر في البلدان المتقدمة ما يسمى عيادات الأطفال الأصحاء clinic Well – child وفي هذه العيادات يتابع الطبيب اطفالا اصحاء لا يعانون من مشاكل وذلك بغرض متابعة النمو والتطور وضمان سيرهما بشكل سليم وهناك محاولات حاليا لإقامة مثل هذه العيادات في بلادنا.

يجيب الطبيب في هذه العيادة على الاستفسارات المختلفة للوالدين وتركز الاسئلة عادة على مراحل حياة الطفل وكيفية التعامل معها.

2. تعتبر التغذية من العلوم الاساسية في طب الأطفال من واجب الطبيب اسداء النصح للأهل وتوعيتهم وخاصة فيما يتعلق بالرضاعة الطبيعية واستخدام الأغذية المحلية المتوفرة في تغذية الأطفال.

3. للطبيب دور هام في الوقاية من الأمراض المختلفة وقد يقوم بهذا الدور عن طريق الاكتشاف المبكر لبعض الأمراض ومعالجتها مثل حالات خلع الورك الخلقي وقصور الغدة الدرقية او عن طريق اعطاء المطاعيم والأمصال للوقاية ما من الأمراض الخطيرة والقاتلة.

4. قد يضطر الطبيب احيانا ان يقوم بدور نفسي تربوي للتعامل مع الاضطرابات السلوكية وخاصة في فترة المراهقة حيث نلاحظ احجام الأهل وأحيانا المراهق نفسه عن احالته للباحث الاجتماعي او الطبيب النفساني.

5 . للطبيب دور تثقيقي في مواضيع الساعة الطبية لتصحيح المفاهيم المغلوطة والمتداولة من خلال الشرح المتأني للأبوين او المجموعة من الأهل وأحيانا عن طريق القاء المحاضرات .

6. يساعد الطبيب في تطبيق السياسات الصحية التي اقرتها منظمة الصحة العالمية واليونيسيف مثل الحض على الرضاعة الطبيعية ومباعدة الأحمال ومعالجة الاسهالات والجفاف والالتهابات التنفسية الحادة وغيرها

ولهذا نرى ضرورة أن يستفيد الأهل من هذه المجالات المختلفة والتي تشكل استثمارا المستقبل أفضل لأطفالنا.

د. محمد سهيل السالم
اختصاصي الأطفال