احتاج الانسان لمائة ألف سنة لاستئناس وتدجين الكلاب من الذئاب وتبعا لتحليل جيني (وراثي) حدیث، من المحتمل أن ذلك تم حتى ما قبل 135 الف سنة ويقول فريق من العلماء الاميركيين في تقرير نشر مؤخرا، أن الكلاب الداجنة التي يمتلكها الانسان اليوم تطورت مع الزمن نتيجة عاملين، الاول تدجين قام به الانسان والأخر تغيرات وراثية في الذئاب.
فحص العلماء عينات من جزيء DNA في الميتوكندريا. ومن المعروف ان هذا الجزيء هو مادة الوراثة في الكائن الحي، وهو يوجد في كل خلية في الجسم، وفي أجزاء الخلية الاتية: النواة حيث يسيطر على بناء البروتين، والبلاستيدات الخضراء في النبات المسؤولة عن صنع الغذاء، والميتوكندريا وهي عضيات الطاقة في الخلية، وفي الجنين، يكون مصدر الميتوكندريا في خلاياه من الام فقط اي من البويضة.
لذا فان دراسة العلماء لجزيئات DNA في الميتوكندريا تزودهم بمعلومات قيمة عن أصول الكائنات الحية ودرجات القرابة بين أنواعها.
نتيجة فحص العلماء لعينات DNA من 27 تجمعا مختلفا من الذئاب و67 سلالة من الكلاب، تبين أنه خلال معظم فترات اواخر عصر بليستوسين من 600 الف الي 12 الف سنة مضت تواجد الانسان والذئاب في مناطق عدة في العالم. والتغير الرئيسي حدث منذ 15 الفا الى عشرة الاف سنة مضت.
ويترافق ذلك مع نهاية اخر عصر جليدي، ومع معرفة الانسان للزراعة، لتحل محل الصيد في تأمين طعامه.
وعلى حد قول روبرت وایان من جامعة كاليفورنيا في لوس انجلوس ورئيس فريق البحث في تقرير نشر في مجلة SCIENCE فان التغير من مجتمعات بشرية متجولة تعتمد على الصيد الى مجتمعات زراعية اکثر استقرارا، قد يكون فرض نظاما انتقائيا على الكلاب، بحيث اتجه الانسان الى تدجينها لخدمة اغراضه، وبذلك اخذ يظهر تدريجيا ذلك التباعد بين الكلاب والذئاب بخاصة ما يتعلق بقدرتها على التزاوج مع بعضها، وبالتالي التميز في تركيب مادتها الوراثية.