آفاق علمية وتربوية – في خطوة اقرب ما يمكن وصفها بأنها فصل من أحد روايات الخيال العلمي،بدأت مجموعة من المهندسين من أنحاء مختلفة من العالم بالعمل على مشروع ضخم لغزو الفضاء، لكن ليس بالوسائل التقليدية التي عرفناها سابقا، بل بوسيلة غريبة من نوعها هي عبارة عن مصعد فضائي طرفه على الأرض، والطرف الآخر خارج الغلاف الجوي.
هذه الخطوة الرائدة ، تهدف الى تسهيل نقل الناس الى المدار الخارجي للأرض، ويقول بعض الخبراء حسب ما ذكر موقع (CNN) إن فكرة مشروع “مصعد الفضاء” هو ضمن الممكن في عصرنا الحالي.
ونقلت وكالة أسوشيتدبرس أن مؤتمراً لبحث تطوير فكرة “مصعد الفضاء” سيعقد في اليابان قريبا، فيما يعمل مئات المهندسين الآسيويين والأوروبيين والأمريكيين على تصاميم سيتم اختيار أفضلها لتطبيق الفكرة مستقبلاً.
لكن وإن بدت الفكرة جنونية وأشبه بأفلام الخيال العلمي، إلا أن الخبراء يعتقدون أن نجاح بناء المصعد الفضائي سيكون “عملاً فذاً غير مسبوقاً في تاريخ البشرية.”
يعتمد التصميم المبدئي على سلك مثبت بالأرض ويرتفع لآلاف الكيلومترات نحو الفضاء، ليلتحم بمحطة قمر صناعي يدور في الفضاء الخارجي.
ويأمل المهندسون أن تستخدم الفكرة لنقل الأفراد الراغبين إلى الفضاء، كما اقترح البعض أن يكون وسيلة للتخلص من الفضلات النووية، أو استخدام المصعد لوضع ألواح شمسية في الفضاء لتوفير الطاقة للمنازل على الكرة الأرضية.
تفاصيل المصعد تذكر القارئ بفكرة المصعد الفضائي التي أوردها كل من الكاتب أرثور سي كلارك في روايته “The Fountains of Paradise” عام 1979، وتشارلز شيفيلد في رواية “The Web Between the Worlds.”
وإذا خرجنا بمخيلتنا من الروايتين المذكورتين ورجعنا إلى أرض الواقع، نجد أن علماء يابانيين في جمعية المصعد الفضائي الياباني يعملون بجدية على مشروع المصعد الفضائي.
وقال أكيرا تسوشيدا المتحدث باسم الجمعية أن منظمته تعمل مع مؤسسة “سبيسوارد” التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، ومنظمة أوروبية تتخذ من لوكسمبورغ مقراً لها على تطوير مشروع المصعد الفضائي.
كما تعمل مجموعة “ليفتبورت” الأمريكية على تطوير تصميم للفكرة، فيما يعتقد أن هناك أكثر من 300 مهندس وعالم حول العالم يعملون على تطوير تصاميم للمصعد الفضائي.
كذلك رصدت وكالة أبحاث الطيران والفضاء الأمريكية “ناسا” مبلغ أربعة ملايين دولار لتشجيع العلماء على وضع تصاميم رائدة يمكنها تحقيق فكرة المصعد الفضائي.
وقال تسوشيدا إن الوسيلة المرجحة لتزويد المصعد بالطاقة ستكون عبر تقنية سلك كربوني يعمل بطاقة النانو، وهي تقنية مازالت تعتبر العائق الرئيسي أمام تحقيق الفكرة.
وأوضح البروفسور جيف هوفمان من معهد ماساشوستس لتكنولوجيا الفضاء: “نحن على قاب قوسين من الحصول على مواد تعمل بقوة تمتد لـ30 ألف كيلومتر.. لكن ليس لدينا القدرة لصنع أسلاك طويلة من الكربون والنانو حالياً”، مضيفاً أنه رغم ذلك فإن تحقيق ذلك ممكن ولو استغرق بعض الوقت.
وشدد المتحدث الياباني على أن أحد أكبر التحديات أيضاً هو التمويل والحصول على أموال للتحرك قدماً في المشروع.
وأعلن أنه لا يوجد أي تمويل في الوقت الراهن لدعم فكرة المصعد الفضائي، وأن معظم أفراد المنظمة اليابانية الذين يفوق عددهم المائة، يعملون في وظائف ثابتة أخرى لتأمين دخلهم والعمل بساعات فراغهم على تطوير الفكرة.
ومن المشاكل الأخرى التي تواجه تحقيق الفكرة، هو كيف سيكون عليه شكل قاعدة المصعد؟.. وكيف سيتم بناؤها؟.. وأين ستنصب؟.
فيما قال تسوشيدا إن جنوبي بحر الصين وغربي أستراليا وجزر “غالاباغوس” في المحيط الهادئ، هي من الأماكن المقترحة لإقامة المصعد الفضائي.
وشرح أن جميع هذه المناطق المقترحة لا تضربها عادة الأعاصير التي تشكل تهديدا لسلامة المصعد.
ورغم أن الطرف الياباني قد حدد مهلة زمنية لبناء مصعد فضائي بحلول العقد الثالث من هذا القرن، إلا أن هوفمان أقر أن الأمر يحتاج لمزيد من السنين، وقال “لا أعلم إذا الفكرة ستتحقق خلال وجودنا أو بعد مائة أو مائتي سنة.