تقول منتسوري أن طريقتها في تعليم الاطفال والتي تناسب والنمو البيولوجي والنفسي للطفل ذات ثلاثة محاور هي :
1. التربية الحركية
2. تربية الحواس
3. تعليم اللغة والتربية الحركية عند منتسوري نوعان :
1. داخلي يتم داخل جدران بيت الأطفال .
2. خارجي ويتم في حديقة بيت الأطفال.
طريقة منتسوري في تربية الحواس.
تقول منتسوري: «ان محتويات العقل تتكون مما يأتيه من حواس الفرد ، ولذلك صممت العديد من الادوات التعليمية لتسهيل هذه المهمة ».
ولم تكن منتسوري الوحيدة في هذا الاعتقاد فقد سبقها العالم فردريك هيربارت الذي قال: «ان الحواس هي البوابات او المداخل التي تدخل من خلالها المعلومات والمعارف التي يكتسبها الطفل وانه لا يوجد شيء في العقل لم يكن من قبل في الحس».
وفي تربية الحواس تبدأ منتسوري بتدريب العين حاسة البصر اذ تتدخل المرشدة في أول الأمر عندما يستخدم الطفل صندوقا خشبيا به فتحات مستديرة ويعمل على تثبيت مجموعة من القطع الخشبية الأسطوانية الشكل والمختلفة الأقطار في تلك الفتحات، ويمسك الطفل هذه القطع الخشبية من المقبض الخاص بها ويحاول ان يضعها في الثقب او الفراغ الذي يتناسب قطره مع قطر القطعة، وينحصر عمل المرشدة على اعطاء الارشادات اما وضع القطع في الثقوب فلا يقبل الطفل الا ان يقوم به بنفسه، ويخطي الطفل احيانا ويكتشف خطاه عندما لا تثبت القطعة الأخيرة في الثقب المتبقي.
ان عيني الطفل تلاحظان قطر القطعة وقطر الفراغ وتتعلمان اختيار المناسب، وتبرق عينا الطفل بفرحة النجاح ثم يكرر هذه العملية مع نفس القطع مرات ومرات ثم ينتقل الى صندوق اخر وفيه قطع اخرى ذات شكل مختلف وهكذا تستمر اللعبة.
وتنتقل الى تدريب حاسة اللمس وتعتبر هذه الحاسة من اهم الحواس اذ تبلغ عند الطفل في سن الروضة ضعف مثيلتها عند الراشد.
يغسل الطفل يديه بالماء الدافئ والصابون ثم يجففهما ويعلق المنشفة حيث كانت ، وفي أول الأمر تتدخل المرشدة فتعرض على الطفل مسطحا نصفه ناعم والنصف الاخر خشن، ثم تمسك يده الصغيرة وتدع انامله تلمس النصف الناعم ثم تأخذها بهدوء الى القسم الخشن كي يحس الفرق في الملمس ثم يتدرب على ذلك بمفرده حتى يصل عدد الأسطح الى ستة.
وفيما بعد تعرض عليه المرشدة مجموعة قطع من الصوف والحرير والمخمل والخيش والتيل، ومن كل عينة قطعتان، ويحضر الطفل منديلا نظيفا يعصب به عينيه ثم تتحسس اطراف اصابعه القطع ويضع كل قطعتين من ملمس واحد معا، ثم يرفع المنديل لبری مدى نجاحه ، وفي مرة اخرى عليه ان يرتبها متدرجة من النعومة الى الخشونة .
وبهذه الطريقة يستطيع أن يفرق بين المستطيل والمربع والدائرة وهو مغمض العينين معتمدا على تتبع الشكل الخارجي بأصابعه.
وتنتقل منتسوري بعد ذلك الى تدريبات خاصة بحاسة السمع، فتحضر ست علب اسطوانية الشكل مصنوعة من الورق المقوى ولها غطاء ، وتحتوي كل علبة على مادة معينة مثل الرمل، الخرز، الحصى ، الزجاج ، الحديد وحبات من القمح. وعلى الطفل وهو معصوب العينين أن يلصق كل اثنين متشابهين معا وذلك تبعا للصوت الصادر من كل منهما وتعتبر هذه الخطوة الأولى، أما الخطوة الثانية ففيها يرتب الطفل هذه العلب بادئا بذات الصوت المنخفض ومتدرجا الى ذات الصوت الاشد ارتفاعا.
وهكذا تری منتسوري أن طريقتها في تربية الحواس تسير في ثلاث خطوات :
۰1 تدريب الحاسة للتعرف على الأشياء المتشابهة تماما.
۰2 تدريب الحاسة للتعرف على الأشياء المختلفة .
۰3 تدريب الحاسة للتمييز بين الاشياء المتشابهة والتي بينها اختلافات طفيفة.
د. اوجینی مدانات