حسب دراسة أجريت في واشنطن، 63℅ من النساء قد تتوفر على مورثة ذكورية في دماغاهم. وهذا الجهاز الجيني امتلكنه ليس من آباءهن، ولكن من أولادهن من الذكور، حيث اكتسبنه خلال الحمل.
وهذا الحامض النووي “الذكوري” آت من الكرموسوم Y للجنين الذكر. ويقترح أصحاب البحث فرضيتين لتفسير ذلك:
إما أن أجزاء من الكروموسوم Y للطفل، الموجودة في دم المنفذة إلى الدماغ، محدثة التغييرات خلال الحمل، تغييرات العازل الطبيعي الذي يعزل الدماغ عن بقية الجسم.
وإما أن خلايا جنينية اتبعت نفس السبيل واستقرت بدماغ الأم.
وان كان علماء النفس العصبي قد لاحظوا وجود خلايا ذكورية في دماغ النساء خلا ل الحمل، سنوات، بل عقودا قبل ذلك.
وهذا يبين أن خلايا الجنين استطاعت الاستقرار داخل دماغ الأم، والتعايش داخله.
وتبعات هذه الظاهرة التي تدعى “الخيميرية الميكروية ” ” microchimerism هي في جلها غير معروفة.فقد تلعب الخلايا الذكورية دورا حاميا لبعض الأمراض كسرطان الثدي أو الزهايمر أو الأمراض الذاتية المناعة -الالتهاب المفصلي الروماتيزم- وفي المقابل قد تزيد من مضاعفات الأمراض الأخرى كسرطان القولون.
متشابهة أكثر منها مختلفة
من المهم توضيح أنه لا توجد أجزاء “ذكرية” أو “أنثوية” مميزة في الدماغ، بمعنى أن جزءًا واحدًا ينتمي حصريًا إلى جنس واحد. إن أدمغة الرجال والنساء متشابهة أكثر من كونها مختلفة، وكلاهما قادر على أداء مجموعة واسعة من الوظائف المعرفية. في حين أن هناك بعض الاختلافات الدقيقة في بنية الدماغ ووظيفته في المتوسط بين الأفراد من جنسين مختلفين، إلا أن هذه الاختلافات لا تعني أن أجزاء معينة من الدماغ مخصصة للذكور أو الإناث حصريًا.
صحيح أن بعض مناطق أو هياكل الدماغ قد تظهر بعض الاختلافات في الحجم أو النشاط بين الجنسين، لكن هذه الاختلافات ليست مطلقة ولا تحدد قدرات الفرد أو خصائصه. علاوة على ذلك، هناك تباين كبير داخل كل جنس، وغالبًا ما تفوق الفروق الفردية الفروق المرتبطة بالجنس.
من المهم تجنب المبالغة في التبسيط أو الصور النمطية عند مناقشة الجنس والدماغ. إن دماغ كل شخص فريد من نوعه، وتتأثر القدرات المعرفية والسلوكيات والصفات بتفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية والمجتمعية بدلاً من تحديدها حسب الجنس فقط.