• أهمية الدافعية
• أسباب تدني دافعية الطلبة للقراءة
• القراءة وميول الطلبة
• استثارة الطلبة للقراءة
• مشروعات أو مهام مثيرة للتفكير
تعد الدافعية أحد العوامل التي تساعد في توجيه الطلبة باستمرار نحو القراءة الجيدة، ذلك انه حين يتدنى مستوى دافعية الطالب يتدنى معه نشاطه وحيويته لتعلم القراءة، فمن خلال القراءة يتم تشجيع المتعلم على تحقيق الأهداف القرائية المحددة. ولا بد من توفير عنصر المواظبة أو الاستمرارية لإعانة الطلبة على تحقيق أهدافهم، وذلك من خلال ممارسة سلوك مشحون بما يكفي من الدافعية.
أهمية الدافعية
من المعلوم أن الطلبة الذين يفتقرون للدافعية لا يولون اهتماما كافيا لفرص التعلم المطروحة بين أيديهم، وبالتالي تتضاءل أمامهم فرص التعلم. وقد يحتاجون بمضي الزمن، للتعويض عما فاتهم جراء ضياع تلك الفرص التعليمية.
فإذا لم يركز الطالب على الكلمات الجديدة التي يدونها المعلم على السبورة في دروس القراءة فإن من المحتمل أن يتعذر على الطالب أن يتعرفها أثناء قراءته مضمون الدرس، من هنا، كان لا بد للمتعلم أن يبذل قصارى جهده وطاقته لكي يرى كل كلمة بعناية، كما لا بد له من أن يحاول الاحتفاظ بالمعاني المحددة والصحيحة للكلمات الجديدة، خشية أن ينسى ما تعلمه قبل أن يتمكن من تطبيقه أثناء قراءته للمادة المطلوبة.
هذا وينبغي أن يقوم الطالب نفسه بالتعلم، بمعني انه هو الذي يتعين عليه أن يتعلم تحديد معاني الكلمات بدقة، كما يقدمها له معلم القراءة، ومن هنا أيضا كان من الضروري حفز المتعلم وشد انتباهه لحفظ المعاني المحددة للكلمات الجديدة التي يعرضها المعلم في الدرس.
إن من الأهمية بمكان شد انتباه الطالب لتعرف الكلمات الجديدة وحفظها، سواء أكان أسلوب التعليم المتبع صوتيا، أم مقطعيا، أم أنه يقوم علي التحليل البنيوي أو الأشكال التوضيحية، أو الصور أو تحديد معاني الكلمات من خلال السياق والموقف.
أسباب تدني دافعية الطلبة للقراءة
هناك أسباب عديدة لتدني دافعية الطلبة، فكثيرا ما يلام المعلمون لعدم استثارة المتعلمين، وذلك ضعف بين في أساليبهم التعليمية، وقد يكون هذا هو أحد الأسباب.
ينبغي للمعلمين أن يحسوا بالتحدي لدي قيامهم بتغطية الموضوع، ذلك لأن حماسهم قد ينعكس على تلامذتهم، فالمعلم الذي يبلغ تلامذته بحماس عما قرأه، ويعبر لهم عن مدى اهتمامه بقراءة المحتوى. واهتمامه بتعليم القراءة لكل واحد منهم فهو إنما يشجعهم على القراءة الجيدة. ومما لا ريب فيه أنه لا بد وأن تنعكس هذه الحماسة على تلامذته.
وهناك أسباب أخرى عديدة لضعف دافعية الطلبة للقراءة. إذ يحسن توفير أنماط مختلفة من المواد القرائية، بما في ذلك الكتب المدرسية. وكتب المكتبات وغيرها من المواد المطبوعة، وذلك بقصد الاستجابة للفروق الفردية في تعلم الطلبة، من جانب آخر، فلا يمكن استثارة دافعية المتعلم، إذا كانت مادة القراءة معقدة أو سهلة للغاية.
القراءة وميول الطلبة
إن كل تلميذ مهيئ ومستعد لقراءة مادة معينة، ومن عوامل الاستعداد التي تثير دافعية الطلبة للقراءة إعطاء فرصة كافية لرؤية الكلمات المطبوعة، وربط كل كلمة بمعانيها ومدلولاتها، وإعطاء معلومات مرجعية كافيه عنها، وإبراز غرض القراءة وهدفها مسبقا، وذلك لأن غياب دافعية القراءة قد يعزى في كثير من الأحيان إلى غياب عوامل الاستعداد.
من جانب آخر، ينبغي أن تكون مادة القراءة ممتعة، ومنسجمة مع ميول الطلبة ، وذلك بالنظر إلى أن غياب المواد القرائية التي تنسجم مع ميوله قد يؤدي إلى بروز دافعية غير مرغوبة أو غير ملائمة ، ولكن إذا تولد الاهتمام والميل لمادة الموضوع القرائي، فسيرتفع مستوى الطلبة القرائي. ومما لا شك فيه، أن دافعية الطلبة تكون في أوجها عندها يكون كل واحد منهم مهتما ومستمتعا بقراءة الموضوع ٠
استثارة الطلبة للقراءة
ويتعين على معلمي القراءة أن ينوعوا في استخدام الأساليب التي من شانها أن تستثير دافعية الطلبة للتعلم ٠ فلكي يتعلم الطلبة بطريقة استقرائية، مثلا ينبغي للمعلم أن يطرح أسئلة من مستوى فهمهم ولكنها في الوقت ذاته تتحداهم، وتؤدي بالتالي إلى تنمية مستويات التفكير العليا لديهم مثل عمليات التحليل ( فرز الحقائق عن الآراء، والخيال عن الواقع والمحتوى السليم عما سواه، واكتشاف التحيز، والتعميمات الفضفاضة أو البراقة) وعملياتنا التركيب (طرح الفرضيات) والتقويم ( تقييم نوعية المادة القرائية).
إن الأساليب الاستنتاجيه الجيدة التي تساعد على استثارة الطلبة تؤكد على الأنماط العقلية من تحليل وتركيب وتقويم ، كما أن الطلبة الذين تتوافر لديهم الدافعية ينزعون إلى تطبيق ما تعلموه في مجال المستويات العقلية العليا ٠
ولا بد كذلك من استخدام أساليب حل المشكلات لإثارة دافعية الطلبة للقراءة. وهنا ينصح بأن يقوم الطلبة وبإشراف من المعلم بتحديد بعض المشكلات المثيرة. أو الأسئلة الفضفاضة والتي توحي بأفكار عديدة. ثم يجمعون المعلومات من بعد ،من خلال القراءة وباستخدام المواد السمعية والبصرية ، حيث يتم اختبار الفرضيات بشكل عملي، ومن ثم تجري مراجعتها باستمرار تمهيدا لتعديلها إذا اقتضى الأمر ذلك.
إن أساليب حل المشكلات مفيد،، ولا سيما عندما يختار الطلبة مشكلات بارزة تتعلق بموضوع القراءة ٠ كما أن من شان استخدام عدة مواد قرائية وأنشطة أخرى غير الأنشطة القرائية أن يسهم في جمع المعلومات والبيانات وفي اختبار الفرضيات. ومن ناحية أخرى. يؤكد أسلوب المشكلات على تنمية التفكير الناقد والمبدع لدى الطالب في مواجهة الخبرات الواقعية.
وتجدر الإشارة إلى أنه ينبغي أن يتم تحديد المشكلات الجديدة بالنسبة للطالب، وان يتخللها بعض التحدي، وبخاصة عند اختبار الغرض التعليمية الملائمة لحل تلك المشكلات ٠ ولكن هناك محذورا لهذا التوجه. يتمثل في انه إذا ما تكرر تطبيق الأساليب ذاتها باستمرار فإن ذلك سيؤدي إلى تنفير الطلبة من القراءة.
أما المشكلات التي يحددها الطلبة بإشراف معلمهم وتوجيهاته، فتعمل على تكامل ميولهم واهتماماتهم وجهودهم، ومن شأن الاستجابة لهذه الاهتمامات والميول أن تشحذهم وتحفزهم على بذل المزيد من الجهد لكي يتعلموا، فإن حصل ذلك فمعناه أن الدافعية متوافرة لديهم.
ومن الأسباب الأخرى التي تحفز على القراءة التركيز المتوازن على الأهداف العقلية، والوجدانية والعقلية الحركية قي دروس القراءة. ومن البديهي أنه
لا يكفي التركيز على مجال واحد، كمجال الإدراك العقلي مثلا٠ نعم إن تنمية العقل والإدراك أمر هام في تعليم القراءة. ولكن الطلبة بحاجة أيضا إلى اكتساب مهاراتنا القراءة المتعلقة بإتباع التعليمات او الإرشادات والقراءة السريعة المصوبة نحو استخراج معلومات بعينها، ومهارة تطوير الأفكار وتدرجها، واستنباط الأفكار الرئيسية والتعميمات ٠ ويتصل بهذا أيضا تحليل ما تمت قراءته. واستنباط الأفكار الخاصة منه.
أما الأهداف الوجدانية. فليست بأقل أهمية من الأهداف الإدراكية، أنها تثير دافعية الطلبة للتفاعل في المجال المعرفي بشكل جيد. فإذا ما توافرت الأهداف الوجدانية المرغوبة. فسيتعلم الطلبة اختيار الخبرات الأدبية الجيدة. ويستمتعون بها. ذلك لأنه حينها يصبح المتعلم مستعدا لذلك فلسوف يستمتع بالشخصيات الأدبية والمواقف. والحبكة. والسخرية والموضوع ويتذوقها ٠ كما ان من شأن توافر برنامج خاص بالقراءة أن يستجيب للفروق الفردية بين الطلبة وان يستثيرهم بحيث يختارون من المكتبة موضوع الكتاب الذي يرغبون في قراءتهم ويحددون مستواه. ويتوقع أن يتناول ذلك الاختيار الكتب التي تنطوي على تحد.
هذا، بالإضافة إلى أن التقاء المعلم بالطلبة من حين لآخر وتداوله معهم يشجعهم على القراءة ويزيد من ميلهم للمواظبة عليها، من غير إكراه أوإجبار٠
وفى إطار ذلك اللقاء يجري طرح الأسئلة التي تستثير الخيال. إن تقييم نتائج كل لقاء من هذا القبيل يؤكد على استشارة الطلبة لتعميق قراءاتهم وتذوقهم لمضمونها.
أما الأهداف العقلية الحركية، فلا بد من أن تلقى الاهتمام اللائق في منهاج القراءة الذي يسعى لإثارة دافعية التعليم ذلك لأن من شان الأهداف العقلية الحركية أن تعمل على تطوير كفايات استخدام العضلات الدقيقة. ومهارات التنسيق والربط بين ما تراه العين وما تعمله اليد.
مشروعات أو مهام مثيرة للتفكير
إن بإمكان المعلم أن يركز على العديد من فرص التعلم الرائعة في المجال العقلي الحركي، من ذلك مثلا، ان يقوم الطلبة بعد قراءة المحتوى بفهم المضمون. سواء من الكتب المقررة الأساسية أو من خلال برنامج القراءة المفرد ، بإكمال مشروعات أو مهام مثيرة للتفكير بطريقة تنم عن فهمهم واستيعابهم لها، وتتناول مثل تلك المشروعات أو المهام فيما تتناول:
1- تنفيذ رسومات جدارية أو رسوم تخطيطية بقلم الرصاص وتطويرها.
2- تنفيذ رسوم تخطيطية لمشاهدة معينة.
3- تنفيذ تمثيليات صامتة أو تمثيليات إبداعية
4- إكمال مجموعة سينمائية توضح بعض المشاهد المأخوذة، من موضوعات القراءة.
5- كتابة بداية أو نهاية مختلفة للقصة مع كافة الإيضاحات اللازمة ٠
6- رسم نموذج يوضح بشكل مباشر الأفكار التي تضمنتها القصة أو القراءة المختارة.
ومن هنا فإننا نقول بأنه يتعين على معلمي القراءة أن يجتهدوا في الأخذ بأيدي تلامذتهم إلى مرحلة التوازن بين الأهداف المعرفية والوجدانية والعقلية الحركية ، ذلك لان كل هدف منها يركز على حفز الطلبة على التعلم ويشجعهم عليه ٠
وقد تتدنى دافعية الطلبة للقراءة بسبب غياب التعلم الفعال٠ ذلك لان القارىء يحتاج إلى الربط بين ذاته والقطعة التى اختارها. وانطلاقة من هذا المفهوم فان على المعلم ان يتأكد من ان طلبته يفهمون مادة القراءة وموضوعها.
وعليه فلا مناص من محاولة مساعدة الطلبة الذين لا يقرأون بشكل جيد يمكنهم من الاستفادة من المادة المقررة. وهنا يمكن أن يتبع المعلم الأسلوب الثاني للتغلب على هذه المعضلة وذلك بان يقوم طالب يقرأ جيدا بقراءة المحتوى جهرا، إلى طالب ضعيف القراءة فى الوقت الذي يتابع فيه الثاني القراءة على سطور الكتاب. وإذا لم يسرف المعلم في استخدام هذه الطريقة فإنها في ذاتها تنطوي على تحد كبير لكلا الطالبين، إذ يستطيع الطالب الضعيف أن يتعلم تعرف الكلمات ويستمع إلى الأفكار أيضا. ويربط بين المادة المسموعة ومعناها.
وقد تصبح الدافعية لقراءة المواد الجديدة غاية قي ذاتها ذلك لأن الطلبة الموهوبين ينزعون إلى قراءة المواد التي تنطوي على التحدي. أما إذا كانت المادة القرائية مملة غير ناضجة فسوف يؤدي بهم إلى فقدان المعنى.
ومن هنا كان لا بد من العمل على مساعدة هؤلاء المتعلمين على التحصيل الأمثل ولكن هذه المواد التي تنطوي على تحد ستكون فوق مستوى بقية طلبة الصف. فمثلا إذا طلب إلى طالب في الصف الثالث أو التاسع أن يستخدم كتبا مخصصة للصف الخامس فلسوف تنعدم دافعيته للقراءة وبالمثل تنعدم دافعية طالب الصف الخامس إذن نخلص من هذا إلى أن مفتاح التحصيل الناجح في القراءة يكمن في المواءمة بين مستواهم الحالي والمواد التعليمية المفيدة التي تنطوي على تحد.
مادلو إديجر
جامعة نورث إيست ميسوري
ترجمة: الدكتور حسين عبد الفتاح