تبين كثير من الدراسات انه في المستقبل القريب سيكون للطحالب دور هام في إنتاج بعض أنواع الوقود وفي نفس الوقت سيكون لها دور رئيس في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث استطاع كثير من الباحثين من استخلاص أنواع معينة من الوقود من بعض أنواع الطحالب، وهذا الوقود الذي يشبه الزيت يمكن استخدامه في السيارات والطائرات.
ويتم استخدام الطحالب لإنتاج الوقود من خلال عملية تسمى إنتاج الوقود الحيوي من الطحالب. اذ أن الطحالب عبارة عن كائنات حية ضوئية يمكنها أن تنمو بسرعة وتنتج زيوتًا يمكن تحويلها إلى وقود حيوي.
تتضمن عملية إنتاج الوقود الحيوي من الطحالب عادةً زراعة الطحالب في برك ضحلة كبيرة أو مفاعلات حيوية ضوئية، حيث تتعرض لأشعة الشمس والمغذيات. مع نمو الطحالب، فإنها تنتج زيوتًا يمكن حصادها ومعالجتها إلى وقود حيوي.
هناك العديد من المزايا لاستخدام الطحالب كمصدر للوقود الحيوي. يمكن أن تنمو الطحالب بسرعة وفي العديد من البيئات المختلفة، بما في ذلك المياه المالحة ومياه الصرف الصحي. هذا يجعل إنتاج الوقود الحيوي من الطحالب أكثر استدامة من إنتاج الوقود الحيوي التقليدي، والذي يعتمد غالبًا على المحاصيل التي تتطلب كميات كبيرة من المياه والأسمدة والأرض.
ومع ذلك، هناك أيضًا تحديات لإنتاج الوقود الحيوي من الطحالب. يمكن أن تكون العملية مكلفة وتستهلك الكثير من الطاقة، وقد يكون من الصعب رفع مستوى الإنتاج إلى المستوى التجاري. بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف بشأن تأثير زراعة الطحالب على نطاق واسع على النظم البيئية وموارد المياه.
على الرغم من هذه التحديات، يستمر البحث والتطوير للوقود الحيوي من الطحالب، ويستكشف العديد من العلماء والشركات طرقًا لتحسين كفاءة واستدامة العملية. إذا نجحت، يمكن أن يكون الوقود الحيوي الطحالب بديلاً واعدًا للوقود الأحفوري، مما يقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والاعتماد على الموارد غير المتجددة، اذ يعلق العلماء أيضا آملا كبيرة على قدرة الطحالب على امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي والحد من تأثيراته الخطيرة على البيئة.