ولد علاء بن النفيس ( 1200 – 1288 ) في دمشق ودرس في ( مستشفى نوری ) الشهير ، وبعد ذلك انتقل الى القاهرة حيث عاش هناك حتى وفاته عام 1288 .
ولقد كانت اهتمامات ابن النفيس كغيره من العلماء العرب كثيرة وتشمل العلوم الطبية، والمنطق ، وقواعد اللغة ، والعلوم الدينية ، وقد كتب ابن النفيس عدة أطروحات حول أعمال أبقراط وابن سينا.
إن أهمية ابن النفيس في تاريخ الطب هي أنه أول من اكتشف الدورة الدموية الصغرى (الدورة الرئوية) والتي تعتبر اكتشافا عربيا هاما في تاريخ الطب ، ولم يستطع العلماء في أوروبا إضافة أي شئ عن الدورة الدموية بعد ابن النفيس حتى جاء ميخائيل سيرفيتاس ووضعها عام 1553 أي بعد ابن النفيس بحوالي 250 عاما، ولقد قام ابن النفيس بإجراء دراسة نقدية حول الأعمال التشريحية للدورة الدموية التي كان قد وضعها من قبل كل من جالين وإبن سينا وقام بنشرها في كتابي (مجس القانون) و (خلاصة قانون ابن سینا) حول
الدورة الدموية ، وهذان الكتابان اللذان أصبحا من الأهمية بمكان تم ترجمتهما الى اللغتين الفارسية واللاتينية ولكن كتابة الثالث كان أهم وهو ( شرح تشريح القانون ) والذي شرح فيه بالتفصيل الدورة الدموية الصغرى .
لقد أوضح ابن النفيس وصفا مختلفا كل الاختلاف عن وصف جالينوس الذي اعتقد بأن الدم يمر من البطين الأيسر مباشرة بواسطة ثقوب صغيرة لا يمكن رؤيتها ، فأكد إبن النفيس خطأ هذه النظرية ، وأنه من المستحيل للدورة الدموية أن تمر من خلال الحاجز الذي يفصل البطينين للقلب ، حيث أن هذا الحاجز لا يمكنه تسريب الدم وهو غير مثقب ، لذا فإن الدم لابد ان يمر من البطين الى الرئة بواسطة الوريد الرئوي الى البطين الأيسر للقلب حيث يكون جاهزا لتغذية الجسم . فبذلك كان ابن النفيس أول عالم في التاريخ يكتشف الدورة الدموية الصغرى قبل وليم هارفي العالم الإنجليزي بمائتين وخمسين عاما.