أنواع الذرة الصفراء
استعمالات الذرة الصفراء
المكونات الغذائية للذرة
الأهمية الوقائية لبعض المركبات في الذرة
ترتيب الدول الأكثر إنتاجاً للذرة الصفراء
الفجوة الإنتاجية المستمرة
الاستنتاجات والمقترحات
الدكتور سعود شهاب
آفاق علمية وتربوية
تنتمي الذرة الصفراءMaize (Zea mays L.) إلى العائلة النجيلية Poaceae والقبيلة Maydeae، وعدد صبغياتها (2n = 20)، وهو محصول حولي أحادي المسكن Monoecious منفصل الجنس، حيث تتوضع الأعضاء الذكرية في قمة النبات والأعضاء الأنثوية في إبط الأوراق، وهو خلطي التلقيح Cross pollinated. ويتبع لقبيلة Maydeae ثمانية أجناس أهمها الجنس Zea الذي يضم النوع Mays.
أنواع الذرة الصفراء
وتقسم الذرة الصفراء إلى تحت أنواع تبعاً لمواصفات السويداء Endosperm ومكونات الحبة، نذكر منها تحت الأنواع التالية:
– الذرة المنغوزة Dent Corn: تستعمل في الأعلاف
– الذرة الصوانية Flint corn: تستعمل في الأعلاف
– الذرة الشمعية Wax Corn: لها استعمال علفي وصناعي
– الذرة السكرية :Sweet corn تستعمل في التغذية
– الذرة البوشارية Pop corn: تستعمل في التغذية
تعد أمريكا الوسطى الموطن الأصلي للذرة الصفراء، وتم استئناسها منذ 7000 عاماً مضت، لقد تعرف عليها الأسبان عن طريق حملة كولومبس، ومن ثم انتشرت زراعتها إلى كافة أرجاء العالم. وتشكل الذرة الصفراء الغذاء التقليدي لسكان قارة أمريكا الجنوبية والمكسيك وبعض الدول النامية والأفريقية.
استعمالات الذرة الصفراء:
– يستعمل 10 % إلى 15 % من الإنتاج الكلي للذرة في التغذية، كالذرة السكرية المسلوقة أو كدقيق الذرة.
– تصنيع نشاء الذرة.
– استخلاص زيت الذرة.
– استخراج شراب الذرة.
– إنتاج الوقود الحيوي.
– يستعمل من 85 % إلى 90 % من إنتاج الذرة في علائق الدواجن (تمثل الذرة 75% عليقة الدواجن) والأعلاف المركزة لحيوانات الحليب واللحم.
– استعمالات صناعية (صناعة الكرتون، المواد اللاصقة، بديل للبلاستيك في صناعة قطع السيارات).
المكونات الغذائية للذرة:
تحتوي حبوب الذرة الصفراء على العديد من المكونات الغذائية الهامة لنمو الجسم والحفاظ على صحته مثل الكربوهيدرات، والبروتينات، والدهون المشبعة وغير المشبعة، والألياف، والكثير من العناصر المعدنية مثل الكالسيوم، والحديد، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم، والفوسفور، والصوديم، والزنك، والسيلينيوم وغيرها، بالإضافة إلى مجموعة فيتامين ب، وK ، وبيتا كاروتين، ومضادات الأكسدة
ومن خلال مقارنة المكونات الغذائية في 100 غرام من المادة في الجدول 1، يلاحظ امتلاك الذرة الصفراء طاقة عالية 1528 كيلو جول مقارنة بالقمح، في حين تفوقت على كل من القمح والأرز بكمية الدهون والبالغة 4.74 غ. كما وتميزت الذرة الصفراء بمحتواها من العناصر المعدنية الضرورية لنمو ونشاط الجسم مقارنة بالأرز وهي المغنيسيوم والبوتاس والصوديم والزنك والحديد بقيم (127، 287، 35، 2.2، 2.71 ملغ) على التوالي
وقد أظهر الجدول 3، غنى الذرة الصفراء في الكثير من الفيتامينات قياساً بالأرز والقمح مثل فيتامين ب1، ب2، ب6، أ، بيتا كاروتين، اللوتين و الزياكسانثين، الأحماض الدهنية غير المشبعة الأحادية والمتعددة
الأهمية الوقائية لبعض المركبات في الذرة:
مجموعة فيتامينات ب:
وتضم طيف واسع من الفيتامينات التي لها أهمية حيوية لنمو وتطور الجنين، وأيضاً لنمو وتطور خلايا وأعضاء الجسم بصورة عامة، وكذلك يساهم في تنظيم افراز الهرمونات، وعمليات استقلاب المركبات الغذائية.
فيتامين أ:
يعتبر فيتامين أ ضروري لشفاء الجروح، وترميم الخلايا التالفة، وتجديد خلايا البشرة. فهو ضروري لدعم جميع الخلايا الداخلية والخارجية (الجلد والبشرة). بالإضافة لذلك فهو وسيلة فعالة للمحافظة على صحة النظر، ويعزز نظام المناعة، ويقلل من خطر الإصابة بالسرطان.
فيتامين ك:
يؤدي فيتامين ك لخفض ضغط الدم، ما يساعد القلب على ضخ الدم بانتظام في الجسم، وذلك لأنه يمنع تراكم المعادن في الشرايين، كما أنه يقلل من السكتة الدماغي، ويقلل من خطر الإصابة بالنزيف، ويعزز الصحة العامة للجسم.
بيتا كاروتينات:
بالإضافة إلى عملها كمصدر لفيتامين أ، ثبت أنها تعمل كمضادات أكسدة. ولها دور في منع تأكسد المكونات الحيوية في الخلايا بفعل الجذور الحرّة، وهي عبارة نواتج عرضية لعملية الاستقلاب الحيوي والتي قد تساهم في بعض الأمراض المزمنة.
اللوتين والزياكسانثين:
تعمل هذه المركبات على امتصاص الاشعة فوق البنفسجية مما يحمي العين، ويحافظ على صحتها.
عنصر المغنيسيوم:
له دور في تقوية العضلات بشكل عام، ويقوي عضلة القلب وينظم ضرباته، كما يساعد في تعزيز افرازات البنكرياس للأنسولين، ويضبط مستويات الكوليسترول في الدم، ويقلل من حالة الاكتئاب.
عنصر البوتاسيوم:
من العناصر المهمة في تنظيم ضغط الدم، ويقلل من التوتر العصبي، ويساهم في زيادة كثافة العظام، وله تأثير في الكثير من العمليات الحيوية الأخرى.
عنصر الصوديوم:
يساعد في الحفاظ على ضغط الدم عند المستويات الطبيعية، ويدعم الأعصاب والعضلات بالجسم، وينظم توازن السوائل بالجسم.
ترتيب الدول الأكثر إنتاجاً للذرة الصفراء:
لقد تجاوز الإنتاج العالمي من محصول الذرة الصفراء لأول مرة عتبة المليار طن، إذ بلغ 1060247727 طنًا في موسم 2017، وتعد الولايات المتحدة الأمريكية هي أكبر منتج للذرة في العالم، حيث يبلغ حجم إنتاجها 384777890 طن سنويًا ثم تأتي الصين في المرتبة الثانية بإنتاج 231837497 طن سنويًا. ويمثل إنتاج الولايات المتحدة الأمريكية والصين معاً أكثر من 58%من إجمالي الإنتاج العالمي (جدول 4). وتعتبر مصر حالة استثناء بين الدول العربية يقتدى بها، حيث احتلت المرتبة 13 عالمياً بإنتاجها الذي بلغ حوالي 8 مليون طن سنوياً وبمردود مرتفع في وحدة المساحة وصل إلى 7.389 طن بالهكتار.
يبين الجدول 5، أن معظم الدول العربية والتي تشكل فيها الزراعة نسبة من الدخل إذ تبلغ حوالي 25 % من إجمالي الناتج القومي، جاء ترتيبها في المراتب الأخير في قائمة إنتاج الذرة الصفراء العالمية. فنجد تراجعاً كبيراً في إنتاج كل من العراق وسورية والمغرب والسودان بكميات بلغت (239546 ، 182278 ، 138825 ، 36120 طن) على التوالي، بالرغم من توفر الظروف البيئية الملائمة للتوسع في زراعة محصول الذرة الصفراء، وتوفر الأيدي العاملة، والإمكانيات اللازمة لزيادة المردود في وحدة المساحة، ومع ذلك فإن المردودات في وحدة المساحة كانت منخفضة كثيراً، إذ بلغت (3889 ، 3817 ، 927 ، 1384 كغ/هكتار) على التوالي، بينما انحدرت الجزائر في إنتاجها من الذرة الصفراء إلى مرتبة متأخرة وهي المرتبة 136 عالمياً.
الفجوة الإنتاجية المستمرة:
تمثل الفجوة الإنتاجية المستمر والقابلة للتوسع مع الزمن، الفرق ما بين الاحتياج الفعلي والإنتاج الحقيقي. سيتم أخذ حالتين لتوضيح ناقوس الأمن الغذائي العربي الذي يدقه إنتاج محصول الذرة الصفراء المتواضع. الحالة الأولى مصر، يتراوح احتياجها من الذرة الصفراء من 14 إلى 16 مليون طن سنوياً، بينما إنتاجها السنوي لا يتعدى في أحسن أحواله 8 مليون طن سنوياً، وبهذا تبلغ الفجوة الإنتاجية من 6 إلى 8 مليون طن سنوياً، والمرتبطة بزياد الطلب على منتجات الدواجن (لحم وبيض)، والناتجة عن زيادة عدد السكان السنوية، ويتم تأمين العجز البالغ (50 %) عن طريق الاستيراد الخارجي. الحالة الثانية سورية، يبلغ احتياجها من الذرة الصفراء لتأمين متطلبات قطاع الدواجن إلى حوالي 1.6 مليون طن سنوياً، بينما إنتاجها المحلي لا يتعدى في أحسن أحواله 200 ألف طن سنوياً، إذ تصل نسبة الفجوة الإنتاجية للذرة الصفراء وبالتالي العجز (89 %)، يتم تأمينها بالاستيراد الخارجي.
الاستنتاجات والمقترحات:
يحتم الوضع الراهن للفجوة الإنتاجية المستمرة على المهتمين بتطوير زراعة الذرة الصفراء اتخاذ الخطوات التالية:
– تأمين مستلزمات الإنتاج (بذور، سماد، مبيدات، مصادر طاقة، مجففات).
– التوسع الأفقي باستصلاح واستثمار مساحات زراعية جديدة.
– التوسع العمودي (التكثيف الزراعي واستبدال زراعة الأصناف الحالية بهجن جديدة عالية الإنتاجية).
– استعمال المكننة الزراعية لمحصول الذرة الصفراء من الزراعة حتى الحصاد، من خلال تأمين الأليات الزراعية بأسعار مدعومة من الدولة.
– تطبيق تقنيات الري الحديث.
– اتباع سياسة سعرية تشجيعية تضمن للمزارع هامش من الربح المجزي لدى تسويق المحصول.
– الاستثمار البحثي المكثف باستعمال التقانات الحديثة، بغية استنباط هجن عالية الإنتاجية وأكثر ثباتية في ظروف الإجهادات الأحيائية وللأحيائية.
– زيادة الموازنة السنوية المخصصة للبحوث الزراعية كنسبة مئوية من الناتج الوطني، لتتمكن من مواكبة التطور العامي والتقني العالمي.
– اعتماد الذرة الصفراء كأحد المحاصيل الاستراتيجية، حتى يحظى بعناية ودعم حكومي معتبر.