التلوث الغذائي والتعبئة والتغليف

إن كان الهدف من تعبئة وتغليف السلع الغذائية هو الحفاظ عليها صحية وتغذوية وصالحة للاستهلاك البشري وغير ضارة بأي صورة من الصور بحياة الإنسان وكذلك لإطالة العمر التسويقي للسلعة الغذائية وفق ظروف تداولها ونقلها فلا بد كذلك ان تكون العبوات اقتصادية قدر الإمكان.

وان كان الانسان وصحته وسلامته هو الهدف الاسمي لاي مجتمع من خلال توفير أغذية جيدة فان التعبئة والتغليف أصبح عملية ضرورية وملحة لتوفير ذلك الغذاء لكافة المواطنين وعلى مدار العام وفي كل مناطق تواجدهم وسكناهم، فقد تسبب العبوات المستخدمة اثار خطرة على حياة المستهلكين ان لم تكن ملائمة ووفق مواصفات قياسية محددة وندرج في ادناه أهم انواع التلوث الغذائي الناتج عن استخدام مواد وتقنيات غير ملائمة.

التلوث من خلال انتقال بعض مكونات العبوة للمادة الغذائية.

العبوة المستخدمة لحفظ أنواع الاغذية ان لم يتم اختيار موادها بدقة وعلمية قد تؤثر سلباً على المادة الغذائية، اذ تمتاز مواد التعبئة باحتوائها على مركبات قابلة للانتقال (لبعض مكوناتها) للمادة الغذائية وخاصة اذا ما رافق ذلك احتواء المادة الغذائية على ملونات، مثبتات، مبلمرات، مواد حافظة، مضادات للاكسدة أو ان عملية تصنيعها بالاساس لم تكون وفق شروط تقنية معينة. ومع التطور العلمي التقني الصحي عالمياً وتوجيه عناية أكبر لحماية المستهلكين يتم بين حين وآخر اكتشاف انواع من مادة التعبئة المؤثرة على الاغذية فمثلاً تم اكتشاف بقايا فنيل كلورايد في الاغذية المحفوظة في P. V.C. النوع القاسي. كما تم اكتشاف آثار ضارة لمواد الطباعة على العبوات عند تلامسها مع المواد الغذائية والامثلة على ذلك كثيرة.

التلوث الجرثومي الفطري

اختيار مواد العبوات الملائمة لحفظ الأغذية حسب خصائصها الفيزيائية والكيميائية ليس كافياً بحد ذاته لضمان سلامة الأغذية ان لم يرافقها اتخاذ الإجراءات السليمة لتعقيم تلك العبوات وخاصة عند تعليب اللحوم ومنتجات الالبان ، اضافة لذلك فان اسلوب التعبئة نفسها وضمان دقة التصنيع يلعبان دوراً في الحفاظ على الغذاء، اذ ان عدم الاغلاق الجيد وكذلك قلة المعرفة بأساليب الخزن. هذه العوامل تؤدي الى تلوث الاغذية المحفوظة جرثومياً وتعرض المستهلكين للعديد من الأمراض تتراوح بين التسمم الغذائي والأمراض المزمنة.

التلوث الكيميائي

العديد من العبوات المعدنية الصلبة وخاصة المحتوية على عناصر الرصاص أو القصدير أو الكادميوم أو الزئبق وأملاح تلك العناصر المستخدمة في تصنيع العبوات البلاستيكية تؤدي الى أنعكاسات سلبية على صحة الانسان عند انتقال تلك المواد الى الاغذية المحفوظة بعبوات تحتوي تلك العناصر أو أملاحها ، فالكادميوم يسبب التسمم والرصاص يؤدي الى وقف عمل بعض الإنزيمات المفيدة في الجسم وأضراره بالهيموكلوبين في الدم اضافة الى أضراره ببعض الاحماض النووية والبروتينيات والهرمونات اذ يتراكم الرصاص في مخ عظام الانسان . أما وجود الزئبق بكميات قليلة فانه يؤثر سلباً على عمل الكبد والكلى ، والشبكة العصبية والإفرازات النافعة في أمعاء الإنسان.


التلوث الجانبي

وهو تلوث متعدد ينتج عن استخدام العبوات المعادة والتي لم تعامل بوسائل ومواد ملائمة للتنظيف والتعقيم الجيد (العبوات الزجاجية والبلاستيكية) أو احتواء العبوات على أحبار وملونات أو من خلال الكوادر العاملة في اقسام التعبئة والتغليف للمواد الغذائية الغير أصحاء والغير معنيين بنظافة أياديهم أو من خلال البيئة غير السليمة والصحية عند تعبئة المواد الغذائية وهذه وغيرها تسبب تلوث خطير للسلع الغذائية المعلبة يؤدي استهلاكها الى الإضرار بصحة المستهلكين.

الدكتور فلاح سعيد جبر

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

مقياس باولنج في الكيمياء: فهم الكهروسالبية ودورها في التفاعلات الكيميائية

مقياس باولنج Pauling Scale هو أحد أهم المفاهيم في علم الكيمياء الذي ساعد العلماء على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *