أهمية تدريس التربية الفنية في مدارسنا

التربية الفنية في ذاتها لغة كباقي اللغات يزيد عليها جميعا حياة وقوة لكونها مستمدة من الطبيعة رأسا فهي تعبير بالخطوط والأشكال والألوان وهذه أشياء معروفة بالطبيعة.

ولغة الفن يعرفها الطفل قبل ان يعرف القراءة والكتابة وكثيرا ما يفهم الطفل صورة كما يفهمهما الكبير قبل أن يخط يده حرفا واحدا.

ولذلك فان التربية الفنية جديرة بكل عناية لأنها أكبر معين على تقدير الأشياء وما بها من جمال وتنسيق وعلى التعبير النفسي عن كل معانيها وهي الحس الصادق للإنسان.

فالتربية الفنية مادة دراسية وثقافية رابطة لمختلف المعارف والمهارات التي تلتئم مع مستوى كل سن وكل ثقافة.

وقدرة الإنسان على الرسم ( وهو فرع من فروع التربية الفنية ) تعتمد أساسا الى حد كبير على قوة الملاحظة وحدة الذاكرة وملكة الذوق السليم وتعتمد أيضا على القدرة على اجادة استعمال القلم والفرشاة واستخدام الخطوط والأشكال والألوان.

ولكن الخطوط والألوان كالحروف لا قيمة لها في نفسها ما لم تجتمع فتترجم على المعنى المقصود وتكون وحده هي روح الموضوع .

وليس هناك صعوب تقوم في الطريق الى الفن ما دامت هناك الرغبة في الفن سواء أكان للمنفعة أو للاستماع والجمال.

والرسم من الطبيعة وتدريب الذاكرة وتقوية المخيلة من وسائل الرسم ومن أرقى ما وصلت اليه وسائل التربية الفنية الحديثة اذ ان الاعتماد على النقد فقط دون حث المخيلة على القيام بقسطها يضعف قوة الملاحظة ويقوض قوة الابتكار والتنسيق والتصميم والتذوق.

والتذوق صفة لا يكتسبها الفرد الا بالتعليم اذ ليس سهلا أن يصبح الانسان قادرا على أن يتذوق قيم الجمال بنظرته، والذوق عامل رئيس في تكوين الشخص المتكاملة . وما الذوق الا فن تذوق الجمال، جمال المشاعر، جمال الخيال، جمال التعبير، جمال الابتكار من اجل الحياة، والابتكار لا بد من العمل على تنميته لأنه من اهم اهداف التربية الفنية والفنان أولا وقبل كل شيء انسان ولكنه انسان يفكر ويبدع وينتج أشياء ويضع بين أيدينا بعض القيم الجمالية التي تزيد من احساسنا بالحياة وحب الحياة.


إذا نجح المدرس في تنمية روح الابتكار بين التلاميذ يكون قد أسهم في بناء المجتمع لأنه لا ينسى ان جميع مظاهر التقدم أساسها مبتكرون.

بقلم مسعد الشريف
مصدر الصورة
pixabay.com

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

التربية والمجتمع.. علاقة تكاملية وركيزة أساسية لتطور الأفراد

تُعد التربية والمجتمع من المحاور الأساسية التي تُشكل هوية الإنسان وتحدد معالم تطوره. إن العلاقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *